بين بورغ وسلمان الطويل”ننتصر على هتلر”

تاريخ النشر: 07/09/20 | 12:34

هادي زاهر
ننتصر على هتلر
” ننتصر على هتلر”.. كتاب مثير للوزير ورئيس الوكالة الصهيونية السابق ابراهم بورغ، يقول بورغ في كتابة بان إسرائيل تحولت الى متحدثة باسم الأموات، لنصبح قاعدة الشواذ نفسه فطريقة حياتنا قتالية مع الجميع. مع الأصدقاء قبل الأعداء. قتال مع الخارج والداخل، ان الاسرائيلي يفهم فقط القوة وهذا الوضع بدأ كحالة استعلائية اسرائيلية امام عجز العرب ولا يوجد لنا أي بديل للقوة، واعطاء جيش الدفاع الاسرائيلي لينتصر. في نهاية الأمر حدث لنا ما يحدث لكل ممارسي العنف والبلطجية في العالم: شوهنا كل شيء.. شوهنا التوراة وشوهنا مفاهيمنا ولم نعد قادرين على فهم أي شيء آخر عدا لغة القوة حتى على مستوى علاقة الزوج بزوجته، ان تعيش بحالة طوارئ دائمة، لأن وجهة نظرها أن الجميع نازيون.
, يذكر بورغ انه خدم في لبنان وشاهد الجرائم التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي وكيف دفع عملاءه لارتكاب جرائم الإبادة في صبرا وشاتيلا (1983) ويكتب بان إسرائيل يجب ان تتطور أخلاقيا لأنها في صياغتها الحالية هي عبارة عن قنبلة ومواد متفجرة وهي في بداية نهايتها، يرفض بورغ النشيد القومي ويعتبره سيء يعبر عن عنجهية وعنصرية بغيضة، كما يكتب بان هناك قوانين مشابهة لقوانين هتلر وهو لا يريد ان يعرف له هتلر هويته، ويكتب بان العداء الاعمى للعرب ينعكس على المجتمع الإسرائيلي كله بشكل مباشر، ويضيف: أنصت للحديث الشخصي، ارتفاع العنف في الشوارع، في البيوت أحاديث النساء المضروبات، أنظر الى صورة وجه إسرائيل.
وإزاء هذا التوجه جرت عاصفة هزت قطاعات كبيرة في المجتمع الاسرائيلي، الذي اعتبر هذا الكتاب استفزازيًا خاصة وان كاتبه، إضافة إلى المناصب التي تقلدها، هو ابن يوسف بورغ الرئيس السابق لحزب (المفدال) المتطرف دينيًا. وللعل عنوانه المثير “ننتصر على هتلر” كان من وراء انزعاج السياسيين في إسرائيل الذين يعانون من الحساسية الكبيرة من مثل هذا النشبيه، يذكر بان عملية كتابة الكتاب استمرت عشر سنوات عانى خلالها الكاتب من عملية قاسية من الحساب الأليم مع النفس، من هنا فيعتبر الكتاب عبارة عن ببيوغرافيا لشخصية سياسية مؤثرة، وببيوغرافيا فكرية. تُترجم معاناة الكاتب جراء الانهيار الأخلاقي في المجتمع الإسرائيلي الذي ينتهج سياسة الغاية تبرر الوسيلة.
بين بورغ وسلمان الطويل
هادي زاهر
وقفة سريعة مع الأستاذ سلمان الطويل وكتابه المثير
“سيرة الذاتية.. ” مناضل على الجبهات الإعلامية.. شاهد على عصر المنطقة خلال أربعة عقود”.
الصادر العام الماضي عن دار النشر ” مكتبة كل شيء” في حيفا، يبدو بان الحدث ذاته جرى مع الأستاذ سلمان الطويل الذي عمل في وسائل الاعلام الإسرائيلية، حيث شاهد عن كثب جرائم الجيش الإسرائيلي عندما رافق الجيش الإسرائيلي كصحفي من قبل التلفزيون الإسرائيلي إبان اجتياح الجيش الإسرائيلي للبنان، مما أحدث (استدارة) في مفاهيمه، السيد طويل يُطيل الحديث عن معاناته اثناء طفولته جراء الفقر، خاصة وان والده قدم كتاجر معدم من قرية حضر التي تقع في الجانب الاخر من الجولان وكانت قد أُغلقت الحدود ليبقى في هذه البلاد وينشئ اسرته، التي كان سلمان احد افرادها، يسهب السيد طويل في وصف هذه المعاناة وكأنه كان الوحيد الذي عانى من الفقر، في حين أن الظروف في تلك الفترة كانت صعبة على الجميع واذكر معاناتي اثناء طفولتي حيث توفي والدي عندما بلغت العاشرة من عمري وكانت الوالدة تقلي بيضة واحدة لي ولأخوتي وعلى هذه البيضة ان تكفينا جميعا وويل لمن يقضم منها، قضيب الرمان سيسرع إلى يده مرفقة ذلك بالقول احيانا – تادموا – واحيانا أخرى تأدبوا، وكان في قريتي أربعة مزابل كنا نذهب اليها وننبشها لنجد قطعة نحاس او المنيوم كي نبيعها لوالد السيد طويل واذكر ان الأستاذ سلمان طردنا من بيته في حين ان والده دعانا كي يشتري ما بحوزتنا.
يتحدث عن عصاميته بشيء من النرجسية؟! في حين ان الكثيرين عاشوا نفس الظروف انطلقوا وتقدموا أكثر مني ومنه.
وينتقل للحديث بتلهف شديد ومشاعر جياشة عن لقائه الأول مع اعمامه وافراد عائلته في قرية” حضر” حيث اقتنص فسحة من الزمن اثناء عمله ليشن زيارة خاطفة لأهله الذي لم يراهم من قبل، وهنا ينجح السيد طويل من خلال حبكته الفنية في تحريك مشاعر القارئ، بقلم الكاتب القدير بعيدًا عن الصحافة.
يتحدث عن مشاهدته للسلطات الجيش التي كانت تمنح العتاد والأسلحة لمليشيا حزب الكتائب اللبناني الفاشي لمحاربة الدروز والسيطرة على جبال الشوف حيث يسكن الدروز، وهنا بودي ان اربط التحول في مفاهيم ابراهم بورغ الذي شاهد كيف ان الجيش الاسرائيلي دفع عملاءه لارتكاب مجزرة “صبرا وشتيلا” وبين الطويل الذي شاهد كيف تدفع إسرائيل الكتائب للاعتداء على أبناء عشيرته.
يتحدث عن لقاءاته مع زعماء ورؤساء دول مرفقا ذلك بالصور، ويذكر الكثير من الاحداث المهمة التي بقيت حتى الان طي الكتمان من هذه الاحداث يذكر، او يكشف سرًا كان من الممكن آنذاك أن يُتهم بالجاسوسية، وفقا للمفاهيم والقوانين الإسرائيلية ص 102 و 103 حيث كان صدفة متواجد في اجتماع بين قيادة الكتائب وقيادة الجيش الإسرائيلي (دون ان ينتبهوا إليه) وسمع عن التنسيق بين الجيش الإسرائيلي وحزب الكتائب في سبيل الهجوم على الدروز بسبب مناصرة الحزب التقدمي الاشتراكي للثورة الفلسطينية هناك، فقام بنقل تفاصيل الخطة لقائد القوات هشام نصر الدين الامر الذي عرقل المخططات الإسرائيلية الكتائبية وافشلها، وكان من الممكن لو سارت الخطة العسكرية الكتائبية ان تجري هناك مذبحة للدروز كالمذبحة التي قامت بها اتباع إسرائيل في صبرا وشتيلا.
إننا إذ نحيي السيد طويل ونثني على دوره المذكور وعلى المعلومات الكثيرة المفيدة والحقائق التي وثقها والتي زود بها القارئ، خاصة وانه نجح في رد الضيم عن عشيرته من قبل الجيش الإسرائيلي وحزب الكتائب الفاشي، اننا نشكره على كشف هذه الحقائق وأن كانت بعد زمن طوييييل. اطال الله عمره، نقول خضوعا امام الحقيقة والموضوعية أن الأستاذ طويل ما زال اسيرًا للمصطلحات التي تفرضها الأجهزة الظلام الإسرائيلية على الصحفيين العاملين ضمن وسائل اعلامها، نأمل ان يواصل عملية الانفتاح ليتخطى ذلك كما تخطاه ابرهام بورغ.
الخبر اليقين
ماذا كان سيقول سمو الأمير يائير
عندما أذيع خبر اغتصاب فتاة يهودية قاصر في مدينة ايلات على يد 30 ذئبا بشريا يهوديًا كنت متواجدًا وسط مجموعة قال لي احد الأشخاص:
“شايف عربنا، بعد بدك تقول عرب”
اجبته بان في التعميم الكثير من الظلم
وعندها قاطعني احد معارفي قائلا بسخرية:
“يلله قول كعادتك، ان كل شريحة فيها ما يكفيها من كل الألوان والاشكال” وتدخل احد الموالين حد النخاع، ويبدو بانه وجد في عملية الاغتصاب تبريرًا لعمالته قال:
“نحن شعب ساقط لا يستحق الحياة”
وأضاف اخر:
امر كهذا من المستحيل ان يحدث لدى الشعب اليهودي (وصرخ) ولووووّ شو السيرة، لا يوجد من بين ال30 شخصا واحدا او اثنين عقلاء.
طبعا لو كان المغتصبين من الشبان العرب فعلا كانت السلطات الإسرائيلية سترقص فرحا، وكانت ستتفتح مواهب سمو الأمير يائير بن نتنياهو وينظم قصائد الهجاء لكل امة الضاد، وسيقوم والده باستعطاف الدول الغربية من اجل مساعدته على كبح جماح الشباب العرب وعدوانهم على الفتيات اليهوديات، وربما وجدها مناسبة لاتهام إيران بانها وراء العملية، لإخافة شعبه من اجل حرف الانظار عن قضايا الفساد المتهم بها، وستقرع راحتنا الإذاعات و وسائل الاعلام المختلفة وتتراكم الاستنكارات التي ستأتي من داخل البلاد وخارجها، وربما كان الرئيس “ترمب” سيعقد مؤتمرًا صحفيا ليحلب دول الخليج اكثر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة