هروبي إلى اللامكان من حُبّكِ يبقى بلا معنى. /الخطو على أشواك كورونا..

تاريخ النشر: 07/09/20 | 12:25

هروبي إلى اللامكان من حُبّكِ يبقى بلا معنى.
عطا الله شاهين
في هروبي من حبك إلى اللامكان أراه يفشل وبلا معنى، لأنك تحاصرينني بقلبك، الذي يظل يقنعني على البقاء معك، رغم زعلي منك أحيانا.. فأنت ما زلت تحبينني على الرغم من النقاشات الحادة بيننا في مواضيع تافهة، إلا أنك استطعت وما زلت قادرة على منعي من الهروب منك اللامكان، فهناك أراك تنتظرينني في فراغ معتم، رغم أن لا مسافات تكون بيننا، وكأننا عالقين بين الوجود والعدم.. لا مكان بعد للهروب منك، فأنت في كل مكان تريدينني أن أعود إليك، لأنك تحبينني، وأنا لا أستطيع الهروب إلى مكان آخر منك، حتى في العدم أجدك منتظرة لعاشق مثلي يحتد من نقاشات هبلة في مواضيع فلسفة الحُبّ..
فهروبي منك حتى في العدم أراه فاشلا وبلا أي معنى، فلا أدري هل أنت ترغمينني على الاختباء منك لا لشيء فقط لكي تريني إنسانا آخر بلا توتر في الحب، هناك أمران مهمان في فلسفة الحُبّ، الأمر الأول: أن يستمر الحب بين العاشقين، رغم كل الظروف المحيطة، أم الأمر الثاني أن لا يكون هناك أي حُبّ عاطفي بين العاشقين، رغم الهفوات، التي يمكنها أن تتجاوز حدود الحُبّ نحو علاقة مؤقتة تربكها رغبة احد العاشقين أو كليهما..
فلا هروب منك حتى في اللامكان فأنت هناك وفي العدم.. أنت هناك .. أراك في كل مكان وفي كل زمان.. أنت أمامي وورائي وفي كل الجهات، وفي الأفق، وفي الفراغ، وفي الزمكان، وعلى حدود نهاية الكون.. فيا حبيبتي أستسلم بين يديك، واعترف لا مكان للهروب منك..
—————————–

الخطو على أشواك كورونا..
عطا الله شاهين
عندما حاولت التكيف مع الحجر المنزلي، منذ الإعلان عن وباء خطير ينتشر في دول العالم، فوقتها لم اتفاءل بأن نهاية الجائحة ستكون قريبة، لأن الفيروس منذ البداية حيّر العلماء بتحوّره، وبت كل يوم في الحجر المنزلي أتابع تطورات الجائحة، إلا أنني مع مرور أشهر مللت من هذا الخوف، الذي يسمى كورونا فقلت هل كورونا مختلف عن أي فيروس موجود في الطبيعة؟ صحيح أنه فيروس خطير، وعلينا الحذر من عدواه، وأن لا نستهتر بموضوع خطورة الفيروس، ولكن تبين أن الناس غير مكترثين لهذه الجائحة، فلم ألحق بهم، وبقيت في عزلتي أتأمل شكل الحياة لو استمر الفيروس بالتفشي لسنوات، ماذا ستكون حياة البشر في ظل عدم وجود أدوية ولقاحات تمنع هذا الفيروس القاتل..
لا شك بأن الجائحة، التي نراها مستمرة سببت منذ الشهر الأول مللا لنا، ولكن ما العمل؟ فقلت علينا أن نعيش حياة نصف طبيعية، فلا خروج ولا تنزه، ولا استجمام، ولا سفر، ولا سياحة، ولم أخرج هذا العام للطبيعة في فصل الربيع كالعادة من هذا الفيروس القاتل، فبت أعيش كغيري من الناس في سجن إن جاز التعبير تفتح أبوابه فقط عندما ينفد الطعام من ثلاجتي، فعندها أكون مجبرا للذهاب إلى السوبرماركت لشراء ما أحتاجه من مواد غذائية لا غنى عنها، حتى لو خطوت على أشواك كورونا، ومن ثم أعود إلى سجن كورونا الجميل في عزلة أعترف بأنها جنبت الكثير من الناس شرّ المرض، وعرفت حينها في العزلة بأن الإنسان ضعيف أمام فيروس خطير، لأن الخطو على طرقاته يشبه الخطو في طريق مليئة بالأشواك المؤلمة، التي يمكن أن تعرض الإنسان لموت، أو إصابة من عدوى هذا الفيروس الكوروني اللعين وتطرحه الفراش لزمن ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة