أنا العربيّ

تاريخ النشر: 05/09/20 | 16:37

أنا العَربيّ لا أجني على أحد
ولم أرفع يَدي يوماً بوجهِ مُغتصِبي
تَفِرُّ الجُرأَةُ منّي بمَلقاهُ فأَغدو
نعجةً في قبضَةِ الأسدِ
أنا ابنُ الثروةِ العُظمَى
التي أخبَتْ بصِيصَ العدلِ في بلدي
أنا ما ذُقت طعم النَّصر إطلاقاً
ورغم العَجزِ لا أحْصَى مُلِمَّاتِي
فلسطينُ لها قِسطٌ
وقسطٌ جاءَ من ذاتي
وإن تقتُ ألى خصمٍ ,
ذوي القُربى اختياراتي
وأستقصي على نصرٍ يُحرِّضني
على غيري فلا ألقى نصيراً غير مَأسَاتي
أنا المنكوبُ في صَنعَاء والمعطوبُ في مأرب
وفي بغدادِ ذُقتُ المُرَّ
في نَجفٍ أذلّوني
وما زلتُ أُداوي الجُرحَ في إدلب
نزيفُ الحقِّ مِحبرَتِي , بِصَوتي خُضتُ معرَكَتي
وأقلامِي متَى جَفّتْ
أُيَمِّمُ كلَّ أوراقي , بدمعِ امرأةٍ سيقتْ
إلى جُحرِ مآدبكم
تُفجّر كبتها فيكم :
أُعاديكم أُعاديكُم أعاديكم
ألَمْ تُصغوا لهيماءٍ , رَوَتكُم بولَ ما دَرَّت مَثانتُها؟
هناك يُدفَنُ العدلُ ويَعلو صوتُ فرعون بشهوتها :
أنا الله أنا المعبودُ لا أَفنَى
وباديتي متى درَّتْ سأروي
كلَّ من يحمي عشيرَتَها
ويُبقيني على عرش خزينَتِها
أذودُ عن بكارتها
تُدوي في المَدَى قهراً على الغربان
إن حَطَّتْ بمرساها بعُشٍّ في بواديكم
أعاديكم أعاديكُم
ودمعُ الطفل شَقَّ الصخرَ في تعزٍ
وصَدرُ الأُم قد شُقَّ بيُمنَى شيخكم هذا
ويُسراه تُلاشِي الدّمّ مُلتصقاً بلحيته
لِيُفشَى الدّمُّ ما يُخفِي
يئن الطفلُ مُختنِقاً بغصَّتِهِ
وقطتُه تلازمُهُ بعينيها بريق الحِقد مكبوتٌ
فينفجرُ مواءً صارخاً فيكم
أعاديكم أعاديكم
أنا الشَّاميّ من سبطٍ يمانيٍّ وبيتي في طرابلسٍ
ولِدت في فلسطين وعمري زاد عن قدسٍ
عدِمتُ وطأةَ الأقدام كي أعبر
لأرضٍ أصبحت جمراً بحلق النارِ تستقطر
ركبت البحر كي انجو كما غيري الى بَرٍّ
وأولادي الثَّمانية
فلا دجلة مفتاح لمغتربٍ
ولا النيلُ بسيف جرّدتهُ القاهرة
لا أردنُ يُسعِفني ولا دويلات الخليج العاهرة
لا مشرقٌ لا مغربٌ يَنصُرُني لا مقبرة
سأبحرُ سخطاً وأبقى مُبحراً حتى تدورُ
على الزنيم الدائرة
أجني من الإبحار زاداً مُسعفي للجَنَّة
إني أعزُّ إنتصابَ القامةِ ,
ومَن يُؤاخي الشيعة َبالسنّةِ
لكنما لا أمتطي الريحَ التي تسعَى بهم للفتنة
حِكتُ بخيطِ الحَقِّ لون اللَّعنة
غِظتُ وِصِحتُ في سما الكَونِ
أمام الله والدُّنيا : أعاديكم
ألم تكفي مذابحُنا لتَروِيكُم ؟؟
فهل أشلاء تَنفَضُّ علَى طُولِ معاصيكُم
مِن الدومَة الى إدلب , ومن حمصٍ الى مأرب
لن تكفي لتُشبِعكُم ؟؟
دعُونِي أَعْبُرُ المَوتَ إِلى أُمِّي
على أَقدامِ شَهوتِهَا
إِلى حِضنٍ يُداوِي الشوقَ سلوَتُهَا
فهلْ جُرْماً إِذا فُزتُ بِغِبطَتِها
كمَا فزتُم بحَسرتِها ؟؟
أَم الأُمُّ مُحرَّمَة بمذهبِكُم ؟؟
وقطفُ الرَّأسِ أَضْحَى بابَ جَنَّتكُم
تَسَابَقتُمُ وُلوج البابِ بالسَّيفِ
الَّذي ابْتَسَمَ بِسُخْرِيةٍ يُسائِلِكُمْ :
أدينُ الحَقِّ مِسكينٌ لهذا الحدِّ يعفيكُم ؟
فكَم من دينِ أَنزَلتُم ؟
وكَم من خَلقِ كَفَّرتُم ؟
وكَم مِن روحِ أزْهَقتُم ؟
وأَشعَلتُم مُنازعَةً علَى دينٍ
كَبدرِ يَسطعُ فينَا ليحمينا
وخَلفَ البدرِ شيطانٌ يواجهكم
برأس الإصبع الوسطى إهانتَهُ
بأنَّ الحقَّ قد شَعَّ بِعَيْنيّ ويقتصّ تعاليكم
أُعَادي اللّفةَ السَّوداء فوق الرأس
مأوَى البؤسِ والإفلاسِ
والدِّينَ الّذي سَوَّغَ قَطْفَ الرأسِ
للطِفلِ الَّذِي إِنْ بَالَ
في افواهكُم حقّاً يُنَقِّيكُم
أُعَادِي الشَّمْسَ إن طَلّت بمعقلِكُم
وطيبُ الزَّهْرِ أمقُتهُ إذا نَدّى أَيَادِيكمْ
تَضِيقُ الأَرضُ إِنْ رُمتُ بهَا مَحيَا
وأُبقيتُ شَريك الرِّيحِ بالعِنوَانِ والمَثوَى
أَمُرُّ صَامتاً أَبغِي عُبورَ الَّليلِ كي آتِي بكم فتوى
فتنهاني مدافِعُكُم
أصِيحُ بينَ نَارِ النَّارِ للأحرارُ في الدُنيا
حلالٌ من يُعاديكم حلال من يعاديكم .
مِنَ الصَّخْرِ تَجَلَّيْتُ !!!
أَنا والصَّخرِ صنوان
ومنهُ القُوتَ أنزعهُ
سِلاحِي منه اقطعه بنَار الغيظ ينكسِرُ
وفيه الصَّبر مُدَّخَرُ وينفجِرُ لِصَيْحَاتٍ تُعاديكُم
هَلُمّ يا رسولَ الله أَرجُوكَ !!!
أَنَا أُسْقِطتُ في الجُبِّ بأَحْقَادٍ مِن الإخْوَة
فكمْ مَرَّتْ قوافلُهُم وزادُونِي كَراهيّة
قسَمنَا الدين أديَاناً
ودين الحَقِّ قد مَلَّ تعامينا
ودَوَّى صَيْحَةً الغيظ امام الله :
أعاديكم أعاديكم أعاديكم
احمد طه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة