بين وبينكِ همسات عتاب/حين تعكسني مرايا الكون بلا وعيي/امرأة تحت المطر ..

تاريخ النشر: 03/09/20 | 12:30

بين وبينكِ همسات عتاب
عطا الله شاهين
أضطررتُ تحت رغبتك أن أصغي جيدا لهمسات عتابك، على الرغم من أنني لم أعترض على عتابك ليلة كنا نبحث عن إجابة مقنعة لتمرد الحب بيننا، ولكنن فشلنا عند أول جدال علا فيه صوتانا، وكدنا نتخاصم على أشياء لا يمكن لها أن تبعد قلبينا عن بعض..
فبيني وبينك همسات عتاب.. فلا تكثري من العتاب يا امرأة فشلتِ في معاتبتي عند أول خلافات عصفت بنا، ولكنك رحتِ بعدئذ تهمسين متجاوزى عتابي الصامت من عيني لعينيكِ، رغم أنني بقيت أصغي جيدا لعتابك بلحن صوتك العذب، الذي فيه سوناتة حُبٍّ من تخرج من شفتيك، اللتين تهمسان عن الحُبّ بيننا حين يصخب قلبانا من الجلوس بصمتٍ على أريكة تعبق منها رائحة أنوثتك..
لا شيء بيننا سوى همسات العتاب، التي أراها تتراجع للوراء من خلال صمت شفتيك، وكأنك استطعت إيصال الرسالة من عتاب مجنون على شيء لم أستطع فعله.. فكل مرة تعاتبينني وأنا أظل صامتا، لكي لا نضيّع حبنا..

حين تعكسني مرايا الكون بلا وعيي..
عطا الله شاهين
منذ سرمد عالق بين مرايا الكون، ولا مكان للذهب إليه هناك فراغ ومجرات بعيدة تضيء الكون من نجومها.. هناك أرى نفسي بكل الأبعاد الإحدى عشرة.. فمرايا الكون تريني وجهي بصورة تشبهني ولا باللوعي نسخ مني كثيرة ولكنها تشبهني بالشكل فقط، فهل المرايا تعكس إنسانا آخر يشبهني بوعي آخر، فأين أنا الانسان الحقيقي العالق، الذي يشبهني بأفكاري وعيي؟ فأحيانا لا أدري من الصور المنعكسة من مرايا الكون أين أنا في الصورة الحقيقية؟ فهل لأنني عالق منذ سرمد بين مرايا الكون.. بتّ لا أدري أي صورة تشبهني، رغم الانعكاس الحقيقي لصورتي في مرايا الكون، التي تريني بأبعادي الإحدى عشرة، فكيف سأجدني من بين كل الصور، التي تعكسها مرايا كون واسع لا نهاية له.. لم أعد أنظر إلى صوري الكثيرة هناك تحت ضوء النجوم، الني تمدني بدفء غير عادي، ولكنني أظل أسأل ذاتي إلى متى أظل عالق بين مرايا كون يتمدد بلا توقف، وتعكسني بصور كثيرة تشبهني؟.. فكل الصور التي تشبهني تردد كلامي مثلي، وحتى تصمت مثلي، فلا أدري أي صورة حقيقية هي أنا، فمتى سأجد وعيي خارج الكون؟ لربما حين سأفلتُ من جاذبية الكون بعد سرمد من الزمان ؟
————————-

امرأة تحت المطر ..
عطا الله شاهين
تحت النافذة لا شيء أزعجه سوى صمت شفتيها…
امرأة بشعَرها غير المصفف تبلل من غيمة ماطرة..
جلوسها المتوتر على رصيف نظيف بصمتِ عينيها،
وكأنها منزعجة من مشكلة..
دون توقف كانت تتصل عبر هاتفها الخلوي..
خيل لي بأنها تنتظر أحدا ما..
أشاحت بنظرها عنه، حينما رأته قلقا لمكوثها تحت المطر..
رأى في عينيها صمت،
لكن عينيها كانت تحكي حكاية..
لم يأت أي أحد صوبها..
المطر توقف والرياح خمدتْ
وبدا المشهد تحت النافذة صامتا،
لكن لا شيء هناك كان يشبه صمت عينيها!
ففي عينيها كل الحكاية..
امرأة انتظرت حبيبها، الذي لم يأت!
هاتفها الخلوي تبلل وصمت،
لكن صمت عينيها لم يكن يشبه أي صمت..
الشمس غابت والحبيب لم يأت!
امرأة تحت المطر…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة