موتنا غير عادي على حافّةِ الكوْنِ /فزّاعة / ليس من العبث صنَعَ فزاعة في حقله../حُبٌّ من مسافة صفر / العاشقان يحلّقان فرَحاً من مسافة صفر

تاريخ النشر: 21/06/20 | 7:59

موتنا غير عادي على حافّةِ الكوْنِ
عطا الله شاهين
لا مفر من الموت هنا على حافة الكون حتى لو عانقنا بعضنا لزمن، فسنموت أيتها الخائفة من عتمة هذا الكون، فبرْد الكون سيهزم دفئك.. لن ينفع دفئك لأكثر من زمن قصير، لربما لدقائق، لكننا فموتنا غير عادي على حافة الكون.. جسدان ملتصقان بترتيب جنوني كي نبقى على قيد الحياة لزمن غير محدد، لم ندر بأن عودتنا إلى كوكبنا من ستكون من المستحيلات، ولهذا ليس أمامنا سوى العناق علّنا نظل لدقائق في حالة حُبّ أخيرة قبل موتنا غير العادي
أعذريني فهناك رغبة لعناقك قبل موتنا هنا على حافة الكون، ليس لأنني أرغب في الاستسلام لغريزتي في إسكات الشهوة، فأنا أرغب في سماع همسات أخيرة منك قبل أن نموت هنا دون توديع لشفاهنا
أتدرين بتّ أشعر بدفئك عندما بدأت بمعانقتك، رغم ارتدائنا ملابس مخصصة لمقاومة البرد، إلا أن شفاهنا ستتجمّد بعد زمن، فموتنا غير عادي هنا بالتصاق لا يصدّق لجسدين يرتعشان من برْد جنوني ..

—————————–

فزّاعة
عطا الله شاهين
تقف في منتصف الحقل بكل صمت
هيئتها أنثى ..
تجذب كل من يراها
تقف بجسدها الانسيابي، وكأنها امرأة حقيقية
أحيانا تحيّر من يمرّ بجانبها ويطرح عليها السلام
يدرك أي امرؤ بعد حين بأنها فزاعة
فمن يراها في الحقل واقفة يقول: إنها امرأة
ففقصّتها سرّ عند من عملها فزّاعة
إنها نسخة طبق الأصل عن امرأة وقع في حبّها وماتتْ من مرض غريب
فالطيور تحبّ رؤيتها لأنها لا تشبه فزاعة
أنوثة كاملة تقف في الحقل لاخافة الطيور، لكنها لا تفزع بصخب جسدها أي طير أو رجلٍ
هي فزاعة، ولكنها لا تشبه فزاعة
إنها تمثال لامرأة أحبها صاحب الحقل قبل زمن
فأراد أن يراها كل يوم في حقله ليسمع لها أنينه على رحيلها المبكّر..
——————————

ليس من العبث صنَعَ فزاعة في حقله..
عطا الله شاهين
تقف في حقل لتخيف الطيور
يغطي جسدها ثوبا جديدا..
تُحيّر من يراها من اللصوص، الذين يأتون لسرقة الحقل
فمن وقفتها يهرب اللصوص معتقدين بأنها صاحبة الحقل..
الطيور أيضا تخاف من شكلها..
فمن وقفتها الصامتة تحافظ على المزروعات
فصاحب الحقل عملها على شكل امرأة أحبها..
فهو ليس من العبث صنع فزاعة في حقله..
إنها تشبه امرأة عاش معها لزمنٍ وماتت بين يديه
فقرر أن يعملها فزاعة ليراها كل يوم
فهي رحلت وتركته لوحده في وحدته
إنها فزاعة تشبه تلك المرأة، التي عشقها صاحب الحقل..
فحين يراها يتذكّرها وتخفّف من وحدته..

——————————————–

حُبٌّ من مسافة صفر
عطا الله شاهين
لا شعور يتفوّق على شعور عاشقيْن يشعران بحُبّ من مسافة صفر، فالحُبّ يختلف ثلاث مائة وستين درجة حين يكون العاشقان قريبين من مسافة لا تساوي شيئا، وملتصقين ببعض بجنون عادي، فالغزل لا يكون راقيا عن بعد؛ فالكلمات عن الحُبّ من مسافة خطوات لا تؤثّر في في مشاعر عاشقين لا يصخبان إلا من قربهما الصفري من بعض
لا يمكن للحُبّ أن يعيش بلا اقتراب جنوني بين عاشقيْن يصغيان لهمسات بعضهما باهتمام مجنون، فمن مسافة صفر يصخب الحُبّ، ولا يمكن للعاشقيْن أن يحبّا بعضهما بجدّيّة، حينما يكونا مبتعديْن لزمن عن بعضهما، فكلام الحُبّ على الهاتف الخلوي لا يغني عن دنوهما من مسافة صفر..
فالغزَل لعاشقيْن يحلو بالاقتراب المجنون، لأن الحُبّ يظلّ شعلةً متّقدة لقلبيْن لا يفهمان سوى لغة الحُبّ من مسافة صفر، ولهذا فالحُبّ بين العاشقيْن يبقى في حالة انسجام جنوني حين يكون العاشقان قريبين لدرجة الجنون من مسافة صفرية تجعلهما في حالة حُبّ غير عادي…
————————————–

العاشقان يحلّقان فرَحاً من مسافة صفر
عطا الله شاهين
حين يلتقي العاشقان بعد غياب يشعران بغربة غريبة من عدم دنوهما وعنها فالشعور بينهما يبقى عاديا الا اذا اقاربا من بعض من مسافة صفر، فالحُبّ يختلف ثلاث مائة وستين درجة حين يكون العاشقان قريبين من مسافة لا تساوي شيئا، وملتصقين ببعض بجنون عادي، فالغزل لا يكون راقيا عن بعد؛ فالكلمات عن الحُبّ من مسافة خطوات لا تؤثّر في في مشاعر عاشقين لا يصخبان إلا من قربهما الصفري من بعض فحين يقتربان من بعضهما يحلقان فرحا من تلك المسافة التي تميت الخجل بكل جنون.
لا يمكن للحُبّ أن يعيش بلا اقتراب جنوني غير عادي بين عاشقيْن يصغيان لهمسات بعضهما باهتمام مجنون، فمن مسافة صفر يصخب الحُبّ، ولا يمكن للعاشقيْن أن يحبّا بعضهما بجدّيّة، حينما يكونا مبتعديْن لزمن عن بعضهما، فكلام الحُبّ على الهاتف الخلوي لا يغني عن دنوهما من مسافة صفر..
فالغزَل لعاشقيْن يحلو بالاقتراب المجنون، لأن الحُبّ يظلّ شعلةً متّقدة لقلبيْن لا يفهمان سوى لغة الحُبّ من مسافة صفر، ولهذا فالحُبّ بين العاشقيْن يبقى في حالة انسجام جنوني حين يكون العاشقان قريبين لدرجة الجنون من مسافة صفرية تجعلهما في حالة حُبّ غير عادي فالعاشقان عند اقترابهما من بعض يشعران بأنهما يحلقان فرحا من همسات حب لا تتوقف عن الهمس، ما دام القلبان ينبضان بصدق…..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة