هل سيعود الى القيّام .!؟ الى أحمد دوابشه ..

يوسف جمّال – عرعرة
أحمد ينام كما ينام الأطفال
والأطفال كما تعلمون
يحلمون عندما ينامون
ويبتسمون عندما يحلمون
ويحكون حكايات
ويرسمون الجنّات
على سنا السراج
في الليلات
**************
أحمد ينام كما ينام الأطفال
والأطفال وكما تعلمون
يحلمون عندما ينامون
باللعب في الساحات
القيام بالمغامرات
وصناعة المعجزات
وإرسال الطائرات
لتحلّق في أعالى
السماوات
****************
أحمد ينام كما ينام الأطفال
والأطفال كما تعلمون
يحلمون وهم ينامون
وأحمد ..
عندما كان ينام
يحلم أنه يطير مع الحمام
ويسبح مع الغمام
في عالم كلُّه سلام
*************
أحمد ينام كما ينام الأطفال
والأطفال كما تعلمون
يحلمون عندما ينامون
وأحمد لم يحلم أنها تسقط عليه النار
من نافذة الدّار
ولم يعرف ..
أن النّار تحرق الأطفال
في حضن الأمهات
والأجنَّة في أرحام
الحاضنات
و تغتال الحياة
في قلوب الآباء والأمهات
وتجعلهم من الأموات
************
كان يحلم أنه ستكون له
حقيبة حمراء فيها كراسات
وأقلام وألوان وفرشاة
وينسى أن ينزلها عن كتفه
قبل أن يرمي بنفسه في حضن
أمِّه على باب الدّار
ويصيح :
” يا ماما .. أنا أشطر من جاري نزار . !
أنا أشطر من جاري نزار . ! .”
أنا عدت إليك أسرع من القطار .!
أسرع من القطار .!
ويرسم صورة معلمته سلمى
و صديقته منار
على بياض الجدار
بالفحم والحجار
***********
من ستذرف دموع الفرح
عندما تقرأ في شهادته الدرجات
من ستمسح حبّات عرقه
عندما يكون الأوَّل بالمسابقات
من ستكتب عنه الدرس عندما
ينعس قبل أن يتمَّ الواجبات
من ستلحق به الى الصَّف عندما
يأبى أن يرتدي الجارزات
من ستحكي له حكايات الحيوانات
العنزة والسَّخلات
الحمامة والفرخات
والدّيك والدَّجاجات
**********
من سيغلبه دائماَ
عندما يلعبان بالكرات
في ساحة الدار
من سيرافقه الى الزيتونات
من القطف حتى العصَّار
من سيحكي له الحكايات
حكايات جدّه الذي حارب
حتى الممات
********
أحمد ينام في الليل
والأطفال كما تعلمون يحلمون
وهم نائمون
فهل سيعود له الحلم في الليالي
يرافقه هديل الحمام
وهل سيعود له الحلم بالسِّباحة
على أجنحة الغمام
وهل سيعود له النوم في فراشه
بسكينة و سلام
وعند طلوع الفجر
هل سيعود الى القيام
***************