الزواج سُنَّةُ الحياة بقلم محمد صبيح

تاريخ النشر: 22/04/14 | 23:05

الزواج سنة من سنن الكون , ونظام من أنظمة الحياة البشرية ,ينسجم مع طبيعة الكائنات الحية وفي مختلف البيئات الحياتية ,أذ لا تستقيم الحياة ولا يستمر البقاء ألا بالزواج , فهو الطربق المستقيم والسبيل القويم , فقد اقتضت سنن الكون ان تكون أجناس متجانسة وأزواج متآلفة مع بعضها حفاظاً على النوع , واستبقاء للأجناس , ولكل جنس في هذه الحياة نشاطه الحيا تي ودوره الذي يؤديه في معترك الحياة وميدانها الفسيح , فا لرجل (الذكر) مكلف في هذه الحياة بمهمة بضطلع بها , غير مهمة المرأة (الانثى), فهو الاقدر على تصريف الامور , وعلى تحمل المشاق والاعباء ومقارعة الحوادث , فهو ذو مهمة شاقة أنيطت به وأوكلت اليه .ولا تقدر المرأة(الانثى) القيام بها , كما أن المرأة مكلفة بمهام لا يستطيع الرجل (الذكر) القيام نها , ولكل من الذكر والانثى مهمة منوطة به لا يؤديها غيره , ولا يعيش أحدهما بمعزل عن الاخر , فالعلاقة وثيقة , والرباط متين ..
قال تعالى (سبحان الذي خلق الازواج كلها مما تنبت الارض ومن أنفسهم ومما لا يعلمون )
نظر العربي الى الانثى نظرة ريبة وغيرة , نظرة شؤم وحيرة , وأحيانا يشعر بسواد الوجه والخزي , يسوء حاله ,ويحار جنانه .,وصور القرآن الكريم هذه الحالة بصورة قبيحة بشعة فقال:( وأذا بشر أحدهم بالانثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم , أيمسكه على هون أم يد سه في التراب ألا ساء ما يحكمون ) .هذه الحالة التي يعيشها العربي بين بني قومه وعشيرته , وما تجره عليه من ويل وبلاء . ثم بلغ بهم الامر الا يزوجوا فتياتهم غيرة عليهن . ومما يروى في ذلك ان ذا الاصبع العدواني وهو من حكماء اللعرب وزعيما في قومه , كان له أربع بنات فآلى على نفسه الا يزوجهن غيرة عليهن . فاستمع اليهن يوما , وقد خلون يتحدثن , فقالت قائلة منهن : لتقل كل واحدة منكن ما في نفسها , ولتصدقن جميعا . قال: فقالت كبراهن :
ألا ليت زوجي من أناس ذوي غنى حديث الشباب طيب النشر والذكر
لصوق بأكباد النساء كأنـــــــــــــــه خليفة جان لا يقيم على هجـــــــــر
وقالت الثانية :
الا ليته يعطي الجمال بديئــــــــــــة له جفنة تشقى بها النيب والجزر
له حكمات الدهر من غيركبـــــرة تشين فلا فان ولا ضرع غمــــــر
فقلن لها انت تريدين سيدا
فقالت الثالثة :
ألا هل تراها مرة وحليلهــــــــــــا أشم كنصل السيف عين المهنـــد
عليما بأدواء النساء ورهطـــــــــه اذا ما انتمى من اهل بيتي محتدي
فقلن لها :انت تريدين ابن عم لك فقد عرفنه
وقلن للصغرى ما تقولين ؟
فقالت : لا أقول شيئا.
فقلن لها : لا ندعك وذاك ,انك اطلعت على اسرارنا , وتكتمين سرك .
فقالت:زوح من عود خير من قعود
قال: فخطبن فزوجهن جمع . ثم أمهلهن حولا , ثم زار الكبرى .
فقال لها : كيف رأيت زوجك ؟
قالت : خير زوج يكرم أهله وينسى فضله .
قال لها : فما مالكم ؟
قالت : الابل .
قال وما هي ؟
قالت : نأكل لحما مزعا , ونشرب ألبانها جرعا, وتحملنا وضعفتنا معا .
قال: زوج كريم , ومال عميم .
ثم زار الثانية .
فقال لها : كيف زوجك ؟
قالت : يكرم الحليلة , ويقرب الوسيلة .
قال: فما مالكم ؟
قالت : البقر ,
قال : وما هي ؟
قالت : تألف الفناء ,وتملأ الاناء , وتودك السقاء , ونساء مع نساء .
قال :لها رضيت وحظيت .
ثم زار الثالثة .
فقال لها : كيف زوجك؟
قالت: لا سمح بذر ,ولا بخيل حكر .
قال : فما مالكم؟
قالت : المعزى .
قال: وما هي؟
قالت :لو كنا نولدها فطما , ونسلخها أدما ولم نبغ بها نعما ..
فقال لها :جذو مغنية .
ثم زار الرابعة .
فقال لها : كيف رأيت زوجك ؟
فقالت: شر زوج يكرم نفسه , ويهين عرسه .
فقال لها : فما مالكم ؟
قالت:شر مال الضأن .
قال لها: وما هن ؟
قالت : جوف لا يشبعن , وهيم لا ينفعن , وصم لا يسمعن , وأمر مغويتهن يتبعن
فقال: (أشبه بعض بزه)
أي أشبه امراً بعض بزه ………………وأصبحت مثلا ……..
محمد صبيح
SBEH

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة