الشاعر رافع حلبي في سطور . . .

تاريخ النشر: 27/04/20 | 12:14

بقلم: عامر نزال

التقيت بالشاعر رافع حلبي صدفة وتحدثنا في أمور كثيرة اجتماعية وسياسية وأدبية، وهكذا أجابني الشاعر رافع عندما سألته عرف نفسك :

” ولدت في شهر أيار من العام 1962 لأسرة متواضعة موحدة من بني معروف الدروز ، متزوج من سعاد أبو ركن – حلبي ولي أربعة أبناء عاصم وأدهم وحمودة وعساف ، أسكن في قرية دالية الكرمل على سفوح جبل الكرمل الأخضر الشامخ ، فيها تربيت وترعرعت على المبادئ والعادات والتقاليد المشرفة المتعارف عليها في شرقنا الأوسطي ، تعلمت في مدارس قريتي حتى التوجيهي ومن ثم درست في الجامعة علاقات عامة “.
كتب الشاعر رافع حلبي الشعر في النمط الحديث منذ الفترة المدرسية الابتدائية ، ثم طور موهبته في فترة الدراسة المدرسية الثانوية وقد نُشِرَت له قصائد كثيرة في الصحف والمجلات المعروفة في حينه وأذيعت له قصائد عديدة عبر الأثير على الهواء.
بسبب ظروف عائلية خاصة لم يتمكن الشاعر رافع من إصدار أي ديوان شعر فتأخر في إصدار كتبه حتى عام 2003 ، حيث أصدر وبمساعدة صديقه الشاعر الكبير والفيلسوف الفنان معين حاطوم باكورة أعماله الأدبية ديوان:
– أنت كل النساء في العام 2003.
ثم أصدر:
– ديوانه الثاني أنت معبدي في العام 2004.
– ديوانه الثالث أنت وجه الملاك . . . في العام 2007.
في الفترة الثانوية كان ناشطاً في عدة مؤسسات للشباب وانتخبت رئيسا لمجلس الطلاب وأصدر في حينه مجلة مدرسية بعنوان: الشروق – نالت نجاحا كبيراً ، بعد فترة الدراسة الجامعية وفي خلالها قام بمهام اجتماعية كثيرة، حيث شارك بعضوية عدد من الجمعيات والمؤسسات التي تهدف الى خدمة المجتمع وبدون مقابل ومنها جمعيتان دوليتان.
في العام 1996 انتخب رئيساً لمجلس الأهل في المدرسة الثانوية أورط هنري رونسون لثلاثة أعوام قام خلالها بفعاليات عديدة خدمت مصلحة الطلاب ووضعتهم في مركز وبؤرة الصورة التربوية التعليمية واستطاع التأثير على الجهاز التربوي التعليمي لتغيير المفاهيم وتجديدها بما في ذلك خدمة مصلحة الطلاب وإحداث تجديداً للأفكار المتبعة في حينه.
شارك في عشرات اللقاءات الشعرية في المنتديات المختلفة والجمعيات وقراءة الكثير من القصائد على مسمع الحضور ، الشاعر رافع بدأ بنظم الشعر الحديث وابتكر نمطاً جديداً من الشعر الحديث لرب ما تكون تسميته : الشعر الحديث المباشر على غرار
الشعر السهل الممتنع ، حيث تمتاز دواوين الشاعر رافع الشعرية بهذا النمط الجميل الرائع.
المقولات المفضلة عند الشاعر مأخوذة من كتابه أقوال وحكم لذاكرة التاريخ (في التحضير للطباعة) : اقتلع الشر من صدركَ تحصده خيراً من قلوب الآخرين، هذا الكتاب يأخذنا في عالم الحكم والفلسفة والأمثال ووصل عددها حتى الآن 700 مثل أو حكمة وهي من تأليف الشاعر.
بقي أن نتمنى للشاعر رافع حلبي النجاح في مشواره الأدبي ونطالبه بمزيد من العطاء الثقافي الأدبي والإصدارات التي تثري مكتباتنا ومحبي المطالعة ، فهذا الاجتهاد يعود بالفائدة على المجتمع بأسره ويسجل اسم الشاعر على صدر التاريخ وأوراقه، حيث لا يستطع الزمن من محو هذا الذكر المسجل في مئات المواقع النتية في معظم دول العالم، ويسعدني أن أذكر هنا أني وجدث دواوين الشاعر مسجلة في عشرات المكتبات الجامعية في العالم.

من قصائد الشاعر رافع حلبي

قصيدة الشاعر: قدوم الأنبياء . . .

أتألم لألمكم إخوتي في كل مكان
فكيف تريدونني أن أصبر
على جوعكم وجراحكم النازفة
* * * * *
متمرد على الحياة أنا
متمرد على الظلم
على الزور والبهتان
فما عساني أفعلُ ؟.
* * * * *
وحيدٌ بين الجدران
وحيد في مغارة
لا يدخلها نور الشمس
ولا هواء الكرمل وجبل السماق
ولا حتى نور مصابيح الجليل
ورياح صنين . . .
ماذا أفعل بحكمة رسخت
في العقل والفؤاد . . .
ماذا ؟
ماذا أفعل بروح تقمصت
وتعلقت على أبواب السماء
روحٌ انشطرت تمزقت
على دروب الأحبةِ فأنهكها الانتظار . . .
لم أزل أنا صاحب الروح
والجسد الذي توارى مئات المرات
النفس هي النفسُ ما تغيرت
وما ضاعت منها غفلة الصباح
وانتظرت ومازلت في انتظار قدوم الأنبياء . . .
ولقاء الأحبة الأبدي
والمثول بين يدي الرحمن
ما زالت الروح تنتظر
في كل الأدوار
وترتجي خاشعة طلب اللقاء . . .
لقاء الأحبة . . . من أهل الأرض
على بوابات سور الصين
وأهرام مصر . . .
* * * * *

قصيدة الشاعر: على كفي الزمن

لطعم القهوة الصباحية معكِ
رونق خاص . . .
يفهمه من تذوق القهوة معك
في كل صباح ومساء
مُتأثر أنا بلون بشرتك
وعمق فكركِ
وكلماتكِ العالقة
بين حنايا فؤادي المحب
لكل ما عندك . . .
أهذا هو العشق سيدتي
الذي لا يرى إلا جمال الأشياء عندك
ولك من خالق الكون كل الجمال . . .
أتعجب كيف استطاع عمري
أن يسافر بدونك حتى الآن
أتعجب من هدوئي
حين أنظر إلى عينيك الصامدتين
كصمود كرملي الأخضر
في وجه الأعداء
والبحر والسماء . . .
هنا رسمنا لنا مدينة
بنينا لها سور وقلاع
وهدمتها أمواج البحر
وأزالت عن رمل الشاطئ القناع
فازداد حبي لكِ
فسافرتِ مع أحلام الطفولة
من انتظار إلى انتظار
وقفتُ في كل محطات القطار
لكنكِ لم تأتي
إلا بعد مئة عام من الانتظار . . .
مرت مئة عام ومائة بعدها
وما زلت أحمل روحي على كفي الزمن
بين الأجيال أسافر
أحاول الوصول . . . الوصول
لكنكِ ما زلت في طرقات السفر
تتجولين بجواز سفر حزين
وأنا أحملك بروحي من جيل إلى جيل
ولا أغادر . . .
أريد أن أقدم لك باقات الورد الأحمر
عند اللقاء سيدتي
كي نُـتِمَّ الحديث مع القهوة الصباحية
فقد بدأنا قصتنا منذ أعوام وأعوام
وتعب من حمل الروح الفؤاد
وتَعِبَتْ روحي من السفر
وسَئِـمَتْ الانتظار . . .
فما عسا أن أفعل
وأنتِ وعدتني المجيء بعد مائتي عام . . .
وانقضت مائتي عام بعدها
وأنا واقفاً ها هنا في دالية الكرمل أحملك بأحلام طفولتي
ويوم حلمت بك في المرة الأولى
كانت تلك البداية
قبل ألفي عام . . .

* * * * *

قصيدة الشاعر: لماذا تأخر قدوم الأنبياء . . .

لماذا يا ربي لا يأتون الأنبياء
وساد الأرض قوم النفاق
يدعون الرحمة والحكمة والعدل والعطاء
وهم في الأسفل في الحضيض أسفه السفهاء . . .
يغرسون الرؤوس المقطوعة
بدل القمح فتنبت أرضهم ظلماً زوراً وبهتان . . . يا مدائن الملح يا مدائن الضباب
قد واساكِ الويل
وانتحرَ فيكِ العتاب
فما من مسلكٍ حسنٍ يسلكه العباد
إلا جزُّ الرقاب . . . جزُّ الرقاب . . .
من هنا من هذه الصحارى
مر الصحابة والرُّسْل الكِرام
وركض العباد نحوهم
نحو نور كما النهر يجري فوق التراب
فتخضر الصحارى والهضاب . . .
جرى في الأرض نهر من حقائق الأمور
وسارت الشمس في بحار من نور
اكتملت الكواكب فأصاب البشر الذُّهول . . .
فتذكروا مرور الوثنيين والمجوس
من هنا مروا قبل الصالحين والأنبياء
زرعوا الرعب في قلوب الموحدين
فازوا في زمن التخلي
عن النفوس . . .
ادعوا الإلوهية والتوحيد
أقفلوا أفواه الصالحين
وتحدثت فيهم وعنهم العفاريت
ما أصعب الصمت
عند الحاجة للكلام . . .
حين تنفجر الحناجر من الكلام المتعفن
وصياح الظلم المداهم والظلام . . .
ما أصعب الصمت
حين ينتفض فينا ضمير الحياة
فنبتهل للعلي القدير ونصرخ
لماذا تأخر قدوم الأنبياء . . .

* * * * *

قصيدة من ديوانه: أنتِ وجه الملاك . . .

يا ليتكَ تُقدِّرُ مَا أقدِّمُ إليْكَ

30 تشرين الثاني 2003
– 1 –
بدائيةٌ أنا ولكنني أعشقكَ
بلا أسلوبْ
فلا تقسو عليَّ
وتحطمَ قلبيَ المسلوبْ
قرويةٌ أنا وقويةٌ
من دونِ عُـيوبْ
فأحبني اعشقني
ودَعْنِي أغْفو في عُيونِـكَ السُّود . . .
– 2 –
أحبني واتركني
أرتمي بين جفنيكْ
وأتجول على مساحاتِ
عينيكَ وخديكْ
دعني أسافرُ في شرايينكَ
وأنتقل في لوحاتِ دمكَ
وأتجول على طرقاتِ يديكْ
فأنا أحبكَ وأعشقـُكَ
ويا ليتكَ تقدرُ ما أقدمُ إليكْ . . .
– 3 –
نَمْ يا حَبيبي في عُيُونِي
واحلم بعطر العشق
يُنَادِيكَ الأمل
وارفع رأسكَ عاليا ً
ولا تزرع تخاذلا ً ولا ضجر . . .
فما عسانا نصنعُ
وَيَكـْتـُبُ دَرْبَيْنا سُوءُ القدر . . .

* * * * *

قصيدة الشاعر رافع حلبي: جُـند هولاكو والمغول

سلامي لكِ من القلبِ
يا بغدادُ ويا بيروتْ
فهناك على مشارفِ البحر
عناقيد العنب المُخمر
ونبيذاً من توت
ملئَ الغـُزاة ُ جـِرَارَهـُمْ من عِـطركِ
وأوغلوا في عواصف الصحراء
ليزرعوا عِـطركِ أشجاراً في الرمال
ويبيعـوا صوت زرياب
ويسجلوا على موسيقى النهوند
صوت آهاتي
وصوت حوافر خيول التتار والمغول
أرضنا كالعذراء البتول
ترفض التجدد وتحمي الأدب
وتأبى أن تدوسها أقدام
إلا خيول العرب . . .
فسلامي لكِ يا بغدادُ ويا بيروتْ
منذ ألفي عام
ودعتكِ يا بابل ويا كربلاء
ووقفت على طيب النوايا أحارب
وقلت رُفع عن أهلي البلاء
فمات الجند على مداخِـلِكِ يا كربلاء
وزاد الجفاء . . .
وشهدتُ من موت الأحبة
على أبواب السماء
وأنا أسافرُ في طيبِ النوايا
ولم أصل . . .
منذ أكثر من ألفي عام
في كل دروب الحب مقت وقهر وازدراء
فكيف أعود إلى البيت العتيق للقاء
وجند المغول
سدوا دروبي وأحرقوا أبوابي
كيف سبيلُ الليل ِ
وأصدقاءُ الليل ِ ماتوا
ماتَ كلُّ الأصدقاء
واحتلَ جُـند هولاكو ممالكي
واحرقوا قلبي وأشعلوا دمائي
لتضيع آثاري
شيدوا بيننا ممالكَ الحزن ِ
وزرعوا الويلَ ومنعوا هواكِ
ولكن ما في وطني اليوم
أصعب من ذاكَ الزمان
أمة ترفض القصيدة
وتحرقُ الكتاب
وكأنهم وضعوا على فكري وعقلي
ألف حجابٍ للسم ِ
وأيقونة ٌ للبُعدِ
وباشروا يقطعون لساني
هنا يطاردونني
وهناك يحرقون أوصالي
وعلى الكرمل يمحون كلماتي
كيف لهم أن يحرقوا تمر العراق
ويسقطوا مُدُنَ الثقافةِ
ويبنوا مدائنَ المُلح ِ
في مداخل الشرق وكل باب
لا يقلقهم سفك الدماء في الشراب
وشرقنا بالفكر عـَلماً للنـُّجَـباء
من أمَّتِـنا أوقفوا في بابي
مئة جلاد . . .
ليكتموا أنفاسي
ويحرقوا الكتاب
وكل ما لنا في الحديث المستطاب
هذي مدن المُلح في أول وسميٍّ تـُذاب
وتتغلغل في الأرض حضارة الأجداد
ولا يبقى من ثقافة الشرق
سوى القهر والعذاب . . .
وألفُ عباءة في كلٍّ يومٍ
تـُباعُ وتـُشـْـتـَرى . . .
وعلى الكرمل سأبني مدائن الصخر
من فكر صواب

* * * * *

قصيدة الشاعر: نـُــريد عربياً آخر

ماذا يبقى بعد اليأس
وقد تَخاذل الشرق
وقـُـتِلت بالعُنـْفِ الأفكار
نحنُ بشرٌ بُسَطاء
نَعيشُ ولا نأبه لكلِّ أحداث الأعْمار
نحن نريد والله (عز وجل) يريد
لكننا وبرضائنا أصبحنا بُؤساء
نـُـريدُ عربياً آخر يكتـُبُ حرفاً
يقرأ لغة
ويدون تاريخ الأجداد . . .
نـُـريد عربياً يصنع قمراً
يطير من دون جناح
يُربي أماً تكتب جيلاً
لكلِّ تاريخ الأمجاد . . .
وينحت في السماء
قوس قزح في كل الألوان
ويحرث بسنابكِ روحه
رمل الصحراء
ويزرع في الصخر
أشجار الزيتون
كي تـُـطعم أحفاد الأحفاد . . .
ويُرَبِي مجتمعاً صالحاً
يروي الفرح من دمْعِ عينيه
ويُضْحِكَ مِلئَ القلب
ألائكَ الأطفال الجياع
نـُـريد عربياً يُفكـِّرُ ويَبحثُ
في كتب الفلسفة
وتاريخ الأمجاد
ولا يُضَيِّع ما نكتب
في إبداع الزمان
نـُـريد عربياً يُفَكـِّرُ
ويقود العالم بالعدلِ
إلى آخر المطاف . . .
نـُـريد عربياً يصرخ بالحقِّ
ويبعد عن الخُرافات
ويبحث بالفكر والعقل والقلم
ويَشُقُّ ظلام الليل
بسيوف الشجعان . . .
ويُشعلُ نوراً في كلِّ الكونِ
من دون عيدان
يرفع قلماً يرفع علماً
يمحي ظلماً . . .
ويتقرب من عدل الرحمن
نريد عربياً صبوراً طموحاً
يضرب في الأرض ناقوس الأفراح
ويتبرأ من الجهل المباح
يصوغ عادات التقليد
بأسمى العادات . . .
ويتنكر ويشجب تقليد الإساءات . . .
نـُـريد عربياً آخر
عربياً طيباً
يَصِلُ طـُـموحهُ إلى ما بعد الشمس
وأبعد من حدود السماء . . .

* * * * *

قصيدة الشاعر: شُرْفةٌ تـُطِلُ على البَحْر

شُرْفة ٌ تـُطِلُ على البَحْر
وكأن البَحْرَ بَابُ السَّـماءْ
وَعَـكـَّا تـُغازلُ الكرمل
كي يُـسْمَعَ الدُّعاءْ . . .
عكا التـِّي ما مَرَّتْ فـَوْقَ أسْوارها
خـُيولُ الغرباءْ . . .
وعادوا من حيثُ أتـَوْ
وَمَا تمَّ اللـِّقـَاءْ . . .
وَخـَطَّ الزَّمَنُ حُـروفَ التاريخ
الذي كـُتِبَ بدِمَاءِ الأبْريَاءْ
مَجـْدٌ عريقٌ نبْحثُ عـَنـْهُ
لكنهُ مَات على دٌرُوبِ الأصْدِقاءْ
مِنـْهُمْ مَنْ فـَرَّ هـَارباً
وَمِنـْهُمْ مَنْ تـَرَكَ السِّلاحَ وَلاذ َ للأوْفِيَاءْ
وَجـُنـْدٌ ما عَـرفـُوا . . .
وُجـُوهُ الفقراءْ
وَلا أطالـُوا الحَـديثَ مَعَ الأصْدِقاءْ
فـَكـَانَ المَوْتُ أقربُ
مِنْ لـَمْسَةِ الأحِـبَاءْ
وَرَعْـشَةُ القـَلـْبُ المـُفـَدَّى
الذِي مَا عَـرفَ الهَـنـَاءْ . . .
* * *
غازلت عـكـا الكرمل
ومياه البحر تشهد ذاك الفداء
فكان للكرمل رفاق من بهاء
وفـُتِحَ باب السماء للدعاء
فوقف على الطرقات
جند السلطان
جند آل – عثمان
وقطعوا السبيل للدعاء وحل البلاء
قطعوا الطريق للسماءْ . . .
وأقاموا في الأرض كرماً
على حساب الفقراء . . .
وآلموا في حكمهم قسوة
كل وجوه الضعفاءْ . . .
شيدوا البنايات
وأقاموا الأسوار
حفروا في كهوف الأجداد
وأطالوا البقاءْ . . .
نشروا في أرضنا ظلماً
وفساداً لا يطاق . . .
قتلوا في دفاعهم الأقرباء
وأعدموا بحبالهم
شيوخاً أجلاءْ . . .
فما عمروا حتى جاءهم منذ قرن
من أذاقهم الهزيمة والانكسار . . .

* * * * *

قصيدة من ديوانه : أنتِ كل النساء
صور جبريل

حبيبي لا تسافر . . .
فكل شيء فيكَ أحببت
يهودياً كنت أم بوذياً
أم بالإسلام نطقت
درزياً تقمصت . . .
أم المسيحية اعتنقت
أنا أعبدكَ . . .
ومن معبدي أرسل إليكَ
قصائد عشق
بدمي أخط الحروف
للأبد لا تنتهي وإن انتهيت
للأفق النائي ترنو عيني
لوهج الأصيل . . .
نتأرجح بحبال النور وصور جبريل
لا تسافر وحدكَ . . .
فالمجوس احتل الأرض
والإقطاع ملته الدهور ومنه مللت
خذني للنور معك . . .
ولا تسلمني لقهر وسخط
خذني حبيبي للحظات الميلاد وحدثني . . .
ففي الأمس عن الديانات كنت
قد همست . . .
خذني حبيبي . . . متعني بين الأوطان
حدثني أرسمني في كل مكان
وأعدني إلى هنا . . .
أسكنكَ بنفسي أيا وطني
تحميني أنتَ من هواجس الزمان
وصور جبريل . . . تترنم في معبدي
بين الجدران
بدمي أخط حروف الكلمات الأبدية
لا تنتهي وإن انتهيت
* * * * *

في هذا التقرير عن الشاعر المفكر رافع خيري حلبي وضعت بين يديكم قصائد نشرت في دواوينه الشعرية وأخرى لم يتضمنها اي ديوان ونشرت على المواقع النتية وعلى صفحات الجرائد والمجلات الورقية, الكثير منها تمت قراءته عبر محطات الإذاعة والتلفزيون, بقي أن نتمنى للشاعر النجاح في مشواره الأدبي ونطالبه بمزيد من العطاء الثقافي الأدبي والإصدارات التي تثري مكتباتنا ومحبي المطالعة بالكثير الكثير فالشاعر يتميز بشعره الموجه للعشاق حيناً وللمواقع والوقائع التاريخية حيناً آخر ولا ينسى الشاعر التوجه في قصائده إلى المجتمع عامة لصقل شخصية القائد الذي يخدمه بصدق ومسئولية, وهذه القضايا يطول شرحها ها هنا, فهذا الاجتهاد والمجهود الخاص الشخصي العظيم يعود بالفائدة على المجتمع بأسره ويسجل أسم الشاعر رافع خيري حلبي على صدر التاريخ وأوراقه, حيث لا يستطع الزمن من محو هذا الذكر الثقافي الطيب الرائع المسجل على مئات المواقع النتية في معظم دول العالم, وفي النهاية يسعدني أن أذكر هنا أني وجدت أسماء دواوين الشاعر مسجلة في عشرات المكتبات ومكتبات الجامعية حول العالم.
بقلم: عامر نزال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة