كان عليّ ألّا أحلم / في الحُلْمِ أحزنتني بحديثها عن رحيلها المبكر

تاريخ النشر: 22/04/20 | 15:04

كان عليّ ألّا أحلم
عطا الله شاهين
ليت الحُلْم تعثّر وقت قدومه بجدارٍ أو سياجٍ ليبعثره لشظايا قبل وصوله إلى مُخّي النائم من تعبِ التّفكيرِ في غموضِ الحياة، لكنّ الحُلْمَ أتى متأخراً وقتما غرقتُ في بحرِ النّوْم على فراشٍ وثيرٍ ومخدّة من ريشِ النّعام اشتريتها من بلدٍ أوروبية ذات زمنٍ ولّى..وبغتةً ظهر مشهدُ الحُلْم، الذي جُننتُ منذ بدايته، فهناك رأيتُ امرأةً شابّة بلباسٍ أبيض كانت تقف بين السّماء والأرضِ وضوء أبيض كان يحوّط جسَدها الجذّاب، وسمعتها تقول: أليس مبكرا أخذني الموْتُ فجأةً كنتُ مفعمةً بحُبّ الحياة، لكنّ الموْتَ سرقني بغتة، كان حديثها الذي وجهته لي في الحُلْمِ قصيرا، ولم يستغرق ثوانٍ معدودات.. أخزنني حديثها، وقلت: كان عليّ ألّا احلم، لكنّ الحُلم لم توقفه العتمة المخيفة، ولم يمت في الطّريقِ قبل وصوله إلى مُخّي، الذي ركّز أكثر في جسدها الجذّاب والانسيابي، وفي عينيها الخضراوين، وشعرها الذهبي الطويل المنسدل بترتيب على ظهرها، قلت بعدما استيقظتُ: كان عليّ ألّا احلم، فكيف سيأتيني النّوْم الآن بعدما عذّبتني تلك المرأة بحديثها القصير عن وحشيةِ الموْت..
_____________________

في الحُلْمِ أحزنتني بحديثها عن رحيلها المبكر
عطا الله شاهين
ليت الحُلْم تعثّر وقت قدومه بجدارٍ أو سياجٍ أو لو أنّه سقط في في ثقب أسود ليبعثره لشظايا قبل وصوله إلى مُخّي النائم من تعبِ التّفكيرِ في غموضِ الحياة، لكنّ الحُلْمَ أتى متأخراً وقتما غرقتُ في بحرِ النّوْم على فراشٍ وثيرٍ ومخدّة من ريشِ النّعام اشتريتها من بلدٍ أوروبية ذات زمنٍ ولّى..وبغتةً ظهر مشهدُ الحُلْم، الذي جُننتُ منذ بدايته، فهناك رأيتُ امرأةً شابّة بلباسٍ أبيض كانت تقف بين السّماء والأرضِ وضوء أبيض كان يحوّط جسَدها الجذّاب، وسمعتها تقول: أليس مبكرا أخذني الموْتُ فجأةً كنتُ مفعمةً بحُبّ الحياة، لكنّ الموْتَ سرقني بغتة، كان حديثها الذي وجهته لي في الحُلْمِ قصيرا، ولم يستغرق ثوانٍ معدودات.. أخزنني حديثها، وقلت: كان عليّ ألّا احلم، لكنّ الحُلم لم توقفه العتمة المخيفة، ولم يمت في الطّريقِ قبل وصوله إلى مُخّي، الذي ركّز أكثر في جسدها الجذّاب والانسيابي، وفي عينيها الخضراوين، وشعرها الذهبي الطويل المنسدل بترتيب على ظهرها، قلت بعدما استيقظتُ: كان عليّ ألّا احلم، ولكن الحلم اقتحمني فجأة، فكيف سيأتيني النّوْم الآن بعدما عذّبتني تلك المرأة بحديثها القصير عن وحشيةِ الموْت، لقد أحزنتني تلك المرأة بحديثها عن رحيلها المبكر.. اتذكّر آخر كلماتها، حينما قالت: ما أبشع الموت حين يخطف الإنسان مبكرا، فالموت حقّ، ولكنني أتوق لحياتي الأرضية، فها هي روحي ترفرف على مكان أُحِبّه، فقلت: فعلا وحشية الموت لا يمكن تخيّل بشاعتها..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة