” التعليم نحو الافضل ” نظام “التعلم عن بعد” يقاوم فيروس الكورونا ؟

تاريخ النشر: 19/03/20 | 12:07

الأستاذ احمد محاجنه – خبير التقويم البديل, البدغوجيا الحديثة والتنمية البشرية.

نظام “التعلم عن بعد” يقاوم فيروس الكورونا ؟

ان الإعلان عن توقف المعلمين والطلاب استخدام الية التعلم “عن بعد”, بعد أيام قليلة من اتباع هذا الأسلوب والتي يستمر تطبيقه في دول أخرى, مثل كندا, اسبانيا , فرنسا , والكثير من دول في العالم في هذه الأيام خاصة هو بمثابة ضوء احمر لنا لفحص خطط وأنظمة لتذويت تقنيات التعلم عن بعد وما هي طرق تطبيقه على اكمل وجه عند المعلمين .
في أوقات الأزمات والمصاعب تهرع كل الأيدي والعقول إلى البحث عن بدائل في كافة المجالات للتغلب على تلك الأزمات وتفادي أضرارها، والتعليم أحد أهم هذه المجالات من خلال استخدام عدة طرق تكنولوجية ومتطورة للتغلب على الفجوات التي تظهر عن حدوث أزمات معينة .
ان الناظر لوضع العالم في هذه الايام خاصة في الدول المتقدمة تكنولوجيا منها وخاصة في منطقة الشرق الاوسط يشاهد ويسمع ان انتشار الفيروسات والأوبئة هي التي دفعت الكثير من الحكومات إلى توقيف الدراسة في مؤسسات التعليم حفاظاً على المتعلم، ودفعاً لهذا الضرر، جعل أصواتا عدة تنادي إلى البحث عن بدائل يمكن أن تستمر بها عملية التعلم مع مراعاة البعد والظرف الذي يعيشه العالم اليوم، ولذلك لابد أن نذكر بوجود التعليم “عن بُعد” E-Learning كحل لهذه الأزمة, ومع وجود الكثير من أدوات التواصل التعلم عن بعد من خلال تطبيقات وبرمجيات متنوعة ومتشعبة الاستخدامات .
ان التعليم “عن بُعد” ليس مفهوماً جديداً أو غريباً ولا وليد هذا الوقت بل تمتد جذوره إلى عقود قليلة. ولست في هذا المقال بصدد التأصيل له أو الحديث عن أهميته أو فاعليته في العملية التعليمية، فهناك عشرات بل ربما مئات الكتب والبحوث والمقالات وبلغات متعددة تناولت ذلك بشكل يصعب حصره. ولكن تكفي الإشارة إلى أن التعليم “عن بُعد” هو نمط يعمل على تحقيق أهداف التعلم المحددة مستنداً إلى نتائج البحوث في الميادين الإنسانية والتطبيقية حتى يحقق الأهداف بأعلى درجة من الكفاءة.
ربما ونحن نعيش اليوم حالة من الفزع من انتشار فيروس كورونا Coronavirus في العالم سنعيد التذكير مرة أخرى بحيوية هذا الموضوع، والذي ربما لم يأخذ حقه في وسطنا العربي -على الأقل- بشكل الكاف، وظن البعض أنه مجرد جهاز حاسب آلي أو Tablet أو أداة إلكترونية توضع في الفصول الدراسية.
إن الأمر أعمق من ذلك ويستحق نظرة من المسؤولين لتفعيله بشكل يخدم العملية التعليمية بشكل حقيقي.
نبذة عن اعداد مستخدمي التعلم عن بعد حول العالم , يستخدم تطبيق الزووم zoom حول العالم اكثر من 15 مليون شخص, في إسرائيل 200 الف , كلاس رووم class room اكثر من 35 مليون , في إسرائيل ما يقارب 150 الف , وي بكس webex في العالم 8 مليون وفي إسرائيل ما يقارب 4 الاف ان الناظر للأعداد الهائلة يرى اننا نسير الى عالم اكثر تطورا من الناحية التكنولوجية في السنوات القادمة.(زيف 2019)

التعليم عن بعد بين القبول والرفض
يعترض بعض التربويين على التعليم عن بعد في ضعف عمليات الضبط لأدواته بشكل دقيق بالمقارنة مع التعلم التقليدي، إلا أن المتتبع لرحلة التعليم “عن بُعد” يدرك أنه كلما تطورت أدوات وتقنيات التكنولوجيا من تطبيقات مختلفة باستخدام الإنترنت حيث تطور معها التوظيف التربوي لها لخدمة أهداف التعلم.
فصار ضبط عمليات التدريس والحضور وعمليات التفاعل المتزامن وغير المتزامن من الأمور المتوفرة بشكل كبير في نظم إدارة التعلم LMS وبكفاءة وسهولة، بالإضافة إلى وسائل ضبط عمليات الاختبار “عن بُعد” عن بعد بشكل يطمئن له القائمون عليه من حيث تحقيق مبدأ القياس والتقويم دون عمليات غش أو تزوير. ولا زالت إجراءات التحكم والضبط مستمرة ولها من المعايير ما يحقق نواتج حقيقية للتعلم حيث ممكن استخدام هذه البرمجيات لرفع مستوى التفكير لدى طلابنا
على الجانب الآخر ليس التعليم “عن بُعد” بديلاً عن المعلم ولكنه يعمل كداعم للمعلم ويساعد في جعله مرشداً وخبيراً لا يتم الاعتماد عليه بشكل كلي كما هو الحال في التعليم التقليدي بل يعمل على تيسير وتسهيل العملية التعليمية.
إن التعليم “عن بُعد” ليس فقط بديلا يتم اللجوء إليه في الأوقات الصعاب، بل الأصل أن ينظر إليه على أنه أساس من أسس ودعائم نظم التعليم في وسطنا العربي وأن يتم توظيفه بشكل يضمن تحقيق العائد التعليمي.
فمن خلال نظم إدارة التعلم “عن بُعد” يمكن أن تدير المؤسسة التعليمية عملية التعليم والتعلم بشكل منسق ومنضبط إلى حد كبير، ويمكن للطلاب التفاعل وأداء كل مهام التعليم بشكل تفاعلي، كما يسهل لأولياء الأمور أيضا متابعة أبنائهم ومستوى تقدمهم في التعلم.
من خلال نظم إدارة المحتوى CMS يمكن ترتيب وتنظيم المصادر التعليمية المتنوعة بشكل يمكن أن يساعد المعلم والمتعلم على تحقيق الأهداف التعليمية بشكل متميز.
وهناك العديد من الأدوات والتقنيات التي يمكن توظيفها مثل التعلم الافتراضي: كالواقع الافتراضي Virtual Reality والواقع المعزز” Augmented reality والواقع المختلط Mixed reality وبيئات التعلم الافتراضية Virtual Learning Environment وبيئات التعلم الشخصية PLEs ومنصات التعلم للمناهج “عن بُعد” المتاحة عبر الإنترنت MOOCs، إضافة إلى توظيف الألعاب التحفيزية Gamification والفيديو التفاعلي. Interactive Video. ثم الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence الذي ينتظر أن يكون له دور كبير في المستقبل القريب… وغيرها الكثير من مستحدثات تكنولوجيا التعليم والتي تتطور بشكل سريع يرتبط بتطور وتسارع انتشار التكنولوجيا الرقمية.

التعليم “عن بُعد” تعليم للمستقبل
كما أنه من المتوقع أن يشهد سوق التعليم “عن بُعد” معدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.26% خلال فترة من 2019 إلى 2023 ليصل إجمالي حجم السوق 286.62 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2023، بالمقارنة مع 159.52 مليار دولار في عام 2017، وذلك حسب تقرير مؤسسة ResearchAndMarket والتي تعد واحدة من أكبر مؤسسات بحوث السوق في العالم. فالأمر إذا ليس فقط عملية مواجهة للظروف الحالية بل هو استثمار في المستقبل القريب.
ان احدى العوائق التي شاهدتها خلال الأيام الأخيرة عند استخدام المعلمين والطلاب لطريقة التعلم عن بعد من خلال استخدامات كثيرة , منها ZOOM , GOOGLE MEET, CLASS ROOM WEBEX,WHATSAPP وغيرها من التطبيقات …لقد ظهرت وتكشفت الفوارق الكبيرة بل الشاسعة عند المعلمين والطلاب خاصة مما أدى الى حدوث بلبلة وعدم اتزان في المؤسسات التربوية والتعلمية وهذا نابع من عدة أمور(اذكرها لاحقا) جهلها بعض القائمين على تهيئة المعلمين والطلاب.
ان الناظر للوضع في الأيام السابقة من حدوث هزات ارتدادية عند الاهل والطلاب من جهة وعند المعلمين من جهة أخرى حيث خلال ساعات قامت الوزارة ببث أفلام ارشاد وتوجيه من خلال مواقع مختلفة لتهيئة الطلاب والمعلمين لكيفية استخدام تطبيقات التعلم عن بعد .
لا يخف على احد ان الوزارة انفقت خلال أيام معدودة مئات الالاف من الشواقل لكي تنجح في رد هجوم الكورونا من خلال تقنيات التعلم عن بعد .
وبالرغم من فاعلية التطبيقات التكنولوجية وتأثيرها الإيجابي على العملية التعليمية، إلا أن هناك العديد من التحديات التي تواجه المسؤولين والمعلمين والمتعلمين، منه عليهم اخذها بالحسبان في المستقبل:
• عدم استيعاب المعلمين نوع المستحدث (التطبيق/الية)المناسب للعملية التعليمية .
• ضرورة تدريب المعلمين على استخدام التطبيق قبل تقديمه للمتعلمين من خلال مؤسسات متخصصة وشركات تقنية ذي خبرة في عالم التكنولوجيا الحديثة لدمجها في التربية والتعليم
• التكلفة المادية الكبيرة
• سرعة تطور التكنولوجيا.
• توفير البنية التحتية المناسبة لاحتياجات في المدارس
أخيرا، نحتاج إلى وضع خطط مناسبة لتوظيف التطبيقات التكنولوجية في العملية التعليمية، ويجب الأخذ في الاعتبار العواقب التي تعيقنا ومحاولة التغلب على التحديات التي تواجهنا لكي نكون اكثر استعداد لمثل هذه الظروف في المستقبل
هذه دعوة إذن إلى إعادة النظر في نظمنا التعليمية ومدى استفادتها من خبراء ومتخصصي تكنولوجيا التعليم وتقنياته في علاج أو تحسين مستوى المؤسسات التعليمية. لعلنا نكون أقدر على مواجهة التحديات المختلفة، وإلا ستكون هذا التحديات وليدة اللحظة يختفي أثرها باختفاء المشكلة أو حلها.
يجب إعادة النظر إلى العملية التعليمية بشكل متكامل لتكون أقدر على مواجهة الأزمات ولتقدم الحلول بشكل فعال لا يؤدي إلى ضياع الفرص أو التأخر في تحصيل المعرفة وأداء المهارة، بل ربما يكون ذلك في مصلحة دعم وتطور عملية التعلم، فهل يمكن أن نستثمر الفرصة من جديد؟
ملاحظة : المقال بين ايديكم اقتبست معطيات ومعلومات من مواقع ومقالات مختلفة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة