الظِّلُّ والنّور

تاريخ النشر: 26/11/19 | 21:48

صَبرًا فهذا الدُّجى في سِرِّهِ نورُ = سعيًا… فراعِ النهى والجَدِّ مَجبورُ
جفَّت حقولٌ وما جَفَّت روائحها = تذكو بروحٍ سَمَت والخيرُ مَذخورُ
كُفّوا التّشاؤُمَ يا قَومي فمافَتِئَت = أرضي وَلودٌ… فميسورٌ وَمَنظورُ
أصغوا لصَوتِ نِداها صارِخًا أمَلًا = للوَهمِ لا تَرضَخوا يا عِزَّتي ثوروا
عزُّ البلادِ إذا فيها زَنابِقُها = أولادُها، ولها أرواحُهُم سورُ
ذُلُّ البلادِ إذا باتت يسودُ بها = فكرٌ دخيلٌ، وقادَ الرّكبَ مأجورُ
وأصبَحَ الحاكِمُ الباغي بِها وَثَنًا = يطوفُ مِن حَولِهِ غرٌّ وَمَخمورُ
الكلُّ يَلهَثُ بحثًا عَن مَطامِعِهِ = يا دارُ ذا حالُنا طاغٍ ومغدورُ
خيراتُنا للسّدى تُهدى ويَسكُننا = شرٌّ يحيقُ بنا… والحقُّ مَهدورُ
كفى ضياعًا فإن الأرضَ يحكُمها = ظلمٌ إذا لم يَكُن من قَلبِها النورُ
فكلُّ ما يُضمِرُ الأغرابُ إن ظفروا = قهرٌ وَنهبٌ… وأما عَدلُهُم زورُ
هذي الحقيقَةُ يا قومي سنقرَؤُها = في حالِ جيلٍ تغرَّبَ فهوَ مأسورُ
أجيالُنا باتَتِ الأهواءُ تَحكُمُها = قد ضَيَّعَت نَورَها فامتَدَّ دَيجورُ
تدورُ تائِهةً في ظِلِّ مَن بَهروا = عيونَها بالسّدى… كم ضَلَّ مَبهورُ
أزروا بما وَرِثوا مِن مَجدِ أمَّتِهم = سادَ الهوانُ بهم والغيُّ موفورُ
كِبرٌ وتَفرِقَةٌ… عُنفٌ وَضَعضَعَةٌ = نَزفَ المَشاعِرِ باتَت تَحضُنُ الدّورُ
تلكَ الحقيقَةُ لو أبصَرتَ عارِيَةٌ = في حالِ جيلٍ تقَلَّبَ وهوَ مَغرورُ
قَد عَلَّمَتني صروفُ الدّهرِ مَوعِظَةً = مَن قَلَّدَ الغيرَ يشقى وَهوَ مَغمورُ
يا أخوةَ القدسِ بغدادي ويا شامي = يا مَشرِقًا صانَهُ الأحرارُ والحورُ
كبِّر وجَلجِل لنا مَجدٌ شمختُ بِهِ = روحي وفِكري لهُ سامٍ ومَعمورُ
قلبي بلادي وفكري شمسُ عِزَّتِها = جَدّي عُلاها وجدُّ الحُرِّ منصورُ
شعر: صالح أحمد (كناعنة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة