دائرة اليوم المتعب

تاريخ النشر: 16/04/14 | 18:54

بقلم: ب. فاروق مواسي

قبل ذلك تفضلوا معي لزيارة الشاعر اللبناني بول شاؤول، وكنت قد سررت به إذ التقيته في مهرجان جرش قبل سنين، لكنني هذه الأيام أقرأه وأود أن أحصل على مجموعة أخرى له غير التي بين يدي- “عندما كانت الأرض صلبة”- بيروت- 2002.
في هذه المجموعة كنت أقرأ وأنا بين الدهشة والضحكة، بين الإعجاب والتذكر.
قرأت نصه (يغفو خلف فمه المفتوح) فتذكرت نصًا لي في الجو نفسه عنوانه (دائرة اليوم المتعب). طولكرم: المطبعة الأهلية- 1974، ص 20- 24.
سترون المشترك بيننا: موضوع التكرارية والخوائية بوصفية ناقدة، فإليكم النصين:
………………………………………….

يغفو خلف فمه المفتوح
بول شاؤول
يدخل إبراهيم المقهى صباحًا ويجلس. يطلب صحن فول ويلتهمه مع عدة بصلات. يطلب فنجان قهوة ويكرعه. يفلفش الجريدة ويطويها من دون أن يقرأها. يسترخي في كرسيّـه.يُرجع رأسه قليلاً إلى الوراء. يُسبل يديه على بطنه.يغمض عينيه، يفتح فمه، ويغفو خلف فمه المفتوح.
……………………………………………….

دائِرَةُ اليَوْمِ الْمُتْعَب

يَقْرَأُ في بَعْضِ
الأَسْفارْ. يَتَمَنَّى
لَوْ يَنْسى مَا يُتْلى
مِنْ أَخْبارْ. يَطْلُعُ
جُرْحٌ يَنْسى مَا يَقْرَأُ
يَكْتُبُ ما
تُمْليهِ الأَفْكارْ، حَتَّى
يُورقَ ما
يَكْتُبْ غَضَبًا
بَعْثًا…. أَقْمارْ
تَقَعُ الكَلِماتُ مُبَارَكَةً
وعلى الْجُرْحِ وَلا
يَفْتأُ يَسْأَلُ
عَمَّا تُخْفي الأقْدارْ

يَسْمَعُ أُغْنِيَّهْ
لَمْ تَصْدُقْ فيها
الكَلِماتْ، بالصَّوْتِ
الْمُنْكَرِ مَمْلوءًا
بالعاهاتْ، أَوْ بالآهاتْ

يُغْمِضُ عَيْنَيْهِ
وَيَنْسِجُ، يَأتِي طَيْفُ
الأُنثى
الأُنثى
المَرْغوبهْ،
فَيُلاقيها بِفَمٍ
مَلْهوفٍ وَبِقَلْبٍ
مَشْغوفٍ، لَكِنَّ
الْمَحبوبَةَ تَهْرُبْ
( يَسْتَيْقِظُ )
يَسْتَحْضِرُ أنْثاهْ
يُسْقِطُ
ثَوْبًا لا يَنْساهْ
يُسْكِتُ
أشياءً تَعْبَثُ في
الظُّلْمَةِ يَسْكُنُها. يَضْحَكْ

( أوْ يَبْصُقْ )
وَيُتابعُ شَكْلَ
قَصيدَهْ. يَنْبَطِحُ عَلى
الكَلِماتْ. يَشْتَعِلُ الْجُرْحُ
الْمَوَّارُ وَلا يَكْتُبْ.
يَذْهَبُ كَيْ يَشْرَبْ. وَيَنامْ…

unnamed

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة