لأرض كفر قاسم حكايتها .!

تاريخ النشر: 27/10/19 | 8:46

يوسف جمّال – عرعرة

إحكيلي ..
أيتها الأرض
عن الذين مرّوا
وغابوا ..
وتركوا وراءهم
آثار أقدامهم
تحكي حكاية الموت
في ذلك اليومٍ
الأغبر
******************
إحكيلي ..
عن وجه أحمد
“طائراً” على دراجته
فغاب قبل الغياب
ولم يصل إلى حضن أمه
ليبلغها أن الطّغاة أعطوا
للموت الضوء الأخضر
*****************
إحكيلي ..
حكاية فاطمة العيسى ..
كانت عائدة من النَّبع
تحمل جرَّتها
تلملم بلهاثها
آخر ودعات الشمس
فغابت..
وجدوا ميَّة جرتها
تسقي التراب
مخلوطة بدمها الأحمر
*****************
إحكيلي ..
عن عمي أبي سليم
حمل كيس الزيتون
في فضا عينيه
ومشى يحثُّ خطا رجليه
ليلحق الصلاة
فوجدوا حبات زيتوناته
بين ثنايا الطريق
تزعق بالدَّم :
” الله أكبر ” .
****************
إحكيلي ..
هل صاحوا ..
هل صرخوا ..
هل شهقوا ..
هل استغاثوا ..
أم ناموا تحت الشمس
بين أحضان التراب
ألحفتهم دمائهم
وفوقهم ضوءها الأًصفر
*************
هل مرَّ الصمت متسللاً
من هناك
وتكسَّر ..
بعد أن زعقت خضرا
زعيق موتها الأطهر
هل مرَّ الموت من هناك
قبل ان يصرخ حميد
يا ليتني رجعتُ الى بيتنا
من طريقه الأقصر

******************
إحكيلي ..
بعد أن قُتلوا ..
هل احمرَّت وجناتهم
هل تبسَّمت شفاههم
هل سُبلت أجفانهم
هل صرخت عيونهم :
كيف مرَّ السفّاح من هنا
راكباً غول الموت
وسرق حلمنا وأدبر
********************
إحكيلي …
قصه غيابهم ..
هنا كتبوا قصة الموت
على صحائف الحياة
هنا زعقوا بهم
إما ممات وإما ممات
****************
هنا فارقَ الموتُ الحياة
وهنا فارقت الحياة الممات
واغتالت الدموع الآهات
هنا كان الطغاة
هنا كان الجناة
صلبوهم
حفاة عراة
ورقصوا على ضوء
أوسمة العسكر
****************
إحكيلي ..
” من سيكفِّنهم “.؟
صاحت أم الوليد ..
التراب كَفَنَهم ..
صاحت أم المجيد
لينبتوا زعتر .!
صاح : سعيد من بعيد ..
******
من سيصلِّي عليهم .!؟
صاحت أم المجيد
براعم اللوز
بياضها هو الأطهر
صاح سعيد من بعيد ..
*********
من سيدفنهم التراب !؟
صاحت أم السعيد
هل يُدفن الشهيد !؟
سألت ام الوليد
يُزرع في التراب ..
ليولد من جديد
سرّيس وعبهر
صاح سعيد من بعيد
*****************

هل نغنّى للشهيد !؟
سأل أبو مجيد
زفّوهم بالنشيد ..
ردَّت أم المجيد
الأرض عروس ثكلى
تحبُّ التغريد ..
صاحت أم الوليد
ان الشهيد يطرب للنشيد
صاح سعيد من بعيد
*********
هل نبكيهم !؟
ان الدُّموع مطر يسقي
روح الشهيد
صاحت أم السعيد
قطرات ندى تبشِّر
بيوم وليد
تسقي الزعتر
فيولد من جديد
صاح سعيد من بعيد
*******************
إحكيلي ..
من سيحكي حكايتهم
من سيكمل روايتهم .!؟
الأرض ..!
صاح سعيد من بعيد
ترويها بحروف
الزيتون الأخضر
******

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة