غضبُ عينيها..

تاريخ النشر: 05/10/19 | 0:01

أذكر ذات صباحٍ ماطرٍ بينما كنت أخطو بخطواتي السريعة كالعادة على أرصفة المدينة المزدحمة والنظيفة في ساعات الصباح الباكر، كنتُ لحظتها أتحدث في الموبايل حاملا شمسيتي الممزقة، وبعد أن انتهيت من مكالمتي على الموبايل لمحتُ شابّا حاول معاكسة امرأة عادية.. لم تكن المرأة متبرّجة، ولباسها كان عاديا ومحتشما، لكن المرأة صاحت بوجهه بصوت غاضب، فتجمد الشابُّ من الخوفِ، فأبطأت خطواتي من صراخها، ورأيت الناس يتجمعون حولها، فخطوت مثلهم صوب المرأة، ورأيت في عينيها غضبا، بدا وجهها عابسا وشرارات غضبٍ ظلت تشتعل في عينيها، لكنّ الشابّ فرّ من المكان، واختفى في الضباب، وتفرق الناس، واستأنفت الخطو صوب عملي سيرا على الأقدام، تحت المطر الذي بلل معطفي المفضّل، وقلت في ذاتي حينما دنوت من مكان عملي: لم أر غضبا في عيني امرأة، كالغضب الذي رأيته للتو، فصوتها ظل صداه يدوي لزمنٍ، فيا لغضب الأنثى حينما تغضب من معاكسات المُتسكّعين..
عطا الله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة