ادرة إنسانية: حسام طريف يتبرع بجزء من كبده لإنقاذ طفل أردني في الثامنة

تاريخ النشر: 22/08/19 | 9:58

من عمره، لم يعرفه من قبل

للمرة الثانية في اسرائيل: جراحة نادرة لزراعة جزء من الكبد في مركز شنايدر

تم مؤخراً في مركز شنايدر لطب الأطفال إجراء جراحة لزراعة جزء من الكبد. حيث قام حسام طريف، وهو ضابط في مصلحة السجون، وأب لثلاثة أطفال من قرية المغار، بعمل إنساني بتبرعه بفص من كبده للطفل مرسل البلعوس ابن الثامنة، وهو من أبناء الطائفة الدرزية في الأردن، ولم يكن يعرفه من قبل.

يعاني مرسل البلعوس ابن الثامنة، من متلازمة الاغيل (Alagille Syndrome)، وهو مرض وراثي مزمن يصيب أعضاء مختلفة في الجسم، بما فيها الكبد. لا تجرى مثل هذه الجراحات على الأطفال في الاردن، ولذلك وعلى مدى سنوات حاول أهل الطفل العثور على مكان آخر لإجراء العملية وإنقاذ حياة ابنهم. وبفضل مساهمة الكثيرين من أبناء الطائفة الدرزية نجحت العائلة بجمع تبرعات كافية لإجراء العملية في مركز شنايدر لطب الأطفال في إسرائيل.

جاء هذا القرار بفضل دعم ومساهمة الطائفة الدرزية بأكملها: وبما أن الطفل هو طفل أردني، فقد تطوع الشيخ موفق طريف، الرئيس الروحي للطائفة الدرزية ورئيس المجلس الديني الدرزي الأعلى في اسرائيل للمساعدة في جمع التبرعات لإجراء هذه العملية المعقدة. كما حرصت أميرة قرا، طالبة الطب وابنة الوزير السابق أيوب قرا، على مرافقة الطفل وأفراد عائلته منذ وصولهم إلى اسرائيل، وعملت من أجل للعثور على متبرع ملائم، وبذلت كل جهد ممكن حتى وصلت إلى حسام طريف، الذي قرر ببادرة إنسانية التبرع بجزء من كبده لإنقاذ الطفل.

هذه هي المرة الثانية في اسرائيل التي يتم فيها التبرع بجزء من الكبد من متبرع ليس من عائلة المريض أو من معارفه. قبل نحو سنة اجريت في مركز شنايدر ولأول مرة في البلاد جراحة لزراعة جزء من الكبد من متبرع غريب للطفل كريش فارمار ابن السنة وثلاثة أشهر، وهو ابن لعاملين أجنبيين من الهند، وقد كان بحاجة لزراعة كبد من أجل إنقاذ حياته.

أجرى هذه العملية المعقدة كل من الدكتور ميخائيل جوربيتش والدكتورة سيغال ايزنر، وهما طبيبان كبيران في قسم زراعة الأعضاء في مركز شنايدر، إلى جانب طبيبة التخدير د. ميلا كتشيكو. تعتبر عمليات زراعة الكبد لدى الأطفال من الجراحات شديدة التعقيد، وهي أكثر صعوبة لدى الأطفال صغار السن، ومن أجل القيام بها فهناك حاجة لتحضيرات خاصة من قبل طواقم متعددة التخصصات في المستشفى، ومنهم: جراحون اخصائيون في زراعة الأعضاء لدى الأطفال، طاقم قسم الالتراساوند، اطباء أمراض الجهاز الهضمي، منسقو زراعة الأعضاء، العاملون الاجتماعيون، اخصائيو التغذية، أطباء التخدير وممرضات غرف العمليات، واطباء وممرضات الطوارئ، وطاقم قسم الأطفال “ج” المتخصص بعلاج الأطفال بعد الزراعة، وجميعهم أخصوئيون ذوي خبرة في مجال زراعة الأعضاء لدى الأطفال.

جراحة زراعة فص الكبد من متبرع حي، هي عملية طويلة وشديدة التعقيد، تحتاج إلى تحضير خاص من طاقم المستشفى. خلال الزراعة، يتم ادخال كل من المتبرع البالغ والطفل الذي يحتاج إلى الزراعة إلى غرف العمليات في نفس الوقت. في البداية يتم استئصال فص من كبد المتبرع البالغ، ثم نقله إلى غرفة العمليات حيث يوجد الطفل. بعد ذلك تجرى عملية لزراعة الكبد لدى الطفل ليحصل على فص الكبد الذي تم التبرع به من أجله.

بعكس الكثير من الأعضاء الأخرى، يمتلك الكبد قدرة على التجدد ويمكنه أن يجدد نفسه بسرعة حتى بعد تعرضه لضرر كبير أو بعد استئصال قسم كبير منه، ولذلك فبالإمكان أخذ جزء من كبد المتبرع الحي (حتى 2/3 من حجم الكبد) وزراعته لدى المريض الذي يحتاج لزراعة كبد. وخلال 8-12 اسبوعاً بعد العملية، سيكبر الكبد حتى 90% من حجمه قبل العملية وسيعمل كالمعتاد، سواء لدى المتبرع أو لدى المتلقي.

يجري مركز شنايدر لطب الأطفال الاغلبية العظمى من عمليات زراعة الأعضاء لدى الأطفال في اسرائيل، وهو من أول المراكز في العالم الذي يقوم بزراعة فص كبد من متبرع من عائلة الطفل. أجرى مركز شنايدر منذ إقامته أكثر من 600 زراعة قلب ورئة وكبد وكلى، لدى أطفال وصغار ومراهقين، وبنسب نجاح تضاهي نتائج أفضل المراكز الطبية في العالم.

????????????????????????????????????

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة