الأخوان الرحبّاني … لروحيكما سلام

تاريخ النشر: 11/08/19 | 10:38

زهير دعيم

الوتر الهامس ، المُضمّخ بشذا الإبداع ، المُزنّر بالحِسّ المُرهَف.

سيمفونية الشّرق ، الهازجة على بيادر الأيام والناثرة قمح الأنغام

عطرًا وهمسًا وصدىً.

عبَق الموسيقا القافز مع كلّ نسمة وقطرة طلّ ، ومع كلّ وشوشة عندليب يُدوزن أغرودة عِشق.

ألحرف الجميل الرّاعش تارة ، والصارخ أخرى والمُتهادي ثالثة والزّارع في النفوس ألف شوق وألف رجاء ومليون سوسنة.

هكذا هما الأخوان الرحبّانيّ :

قصيدة جميلة ترفل على جبال صنّين وبسكنتا وبْشرّي ويصل مداها وصداها الى الجليل والمحيطات وأقاصي الأرض.

هكذا هم الرّحابنة : موّال شجيّ يدخل النفوس دونما استئذان ، حملته فيروزة الدُّنيا على أكفِّ الإبداع ففرّحتِ القلوب ولوّنتِ النفوس وعطّرت الأماني بعطر الرجاء والطّهر والقداسة وعبق الآتي.

هكذا الرحابنة : أغرودة جميلة غردها الصافي ونصري شمس الدين وهدى حداد وجوزيف عازار وملحم بركات وعبده ياغي وكثيرون

فرسمت على جبين الشرق عزًّا.

حقًّا الرحابنة مدرسة وأيّة مدرسة ، غرست جذورها في أعماق الفنّ وتربته ، فشربت الأصالة وأورقت ووصلت أفنانها الى الأعالي ، فصدح البلبل على أنغامها وترغل الحجل والحسون على هضابها وقممها.

بل هي ايضّا مدرسة الحرف الجميل والقصيدة الرائعة ، التي تسرقك اغنياتها من نفسك فتروح تدندن معها وانت منتشٍ.

كانا اثنين … من انطلياس – لبنان الاخضر الحلووو …وكان الياس ما زال يافعًا..

عاصي حنا الرحبّاني ( زوج فيروز وأبو زياد ) ( 1923- 1986 )

منصور حنّا الرحبّاني ( 1925- 2009)

وكان عاصي وما زال قيدوم الفنّ والمايسترو الرائع الذي ما فتىء كما منصور يكوكب في نفوسنا رغم نتقالهما الى الفردوس، فقد حملا الفنّ الشّرقيّ وسموا به حتى السّماء ، فطربت السماوات وخشعت في محرابه الملائكة كيف لا… و ” أنا الأمّ الحزينة ” و” اليوم عُلّق على خشبة ” ” وا..حبيبي” والكثير الكثير من الترنيمات تخشع لها الارض والسماء

ولا ننسى مئات الاغاني ..وكيف ننسى وفيروز الصّداحة ؟

وكيف ننسى و ” هيْك مشق الزّعرورة” التي ستبقى خضراء حتى ولو انقرض الزعرور .

وكذا ” تلج تلج ” ستبقى ملوّنة بالبياض حتى ولو انقطع الثلج من الوجود ..

و” لبنان يا أخضر حلو ” ستبقى تزهو وتُردَّد حتى ولو غمرت القّمامة كلّ لبنان !!.

عمالقة واكثر هؤلاء الرحابنة : عاصي ، منصور ، الياس ، زياد ، أسامة ، غدي ، مروان و غسّان والكثيرون الذين يحملون لواء الفنّ الجميل بأمانة وإخلاص وإبداع لا يعرف الحدود.

فيروز رائعة واكثر وقد زادها الرحابنة تألّقًا وألقًا ووهجًا ، فهي تدين لهم بالمجد والشهرة .

الرحابنة عالم سحريّ فريد تقف الحروف والكلمات حيالهم عاجزة بكماء.. إنّي أقرّ وأعترف.

عاصي ومنصور لروحيكما سلام.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة