العطلة الصّيفيّة ما وُجدت للهواتف النَّقّالة

تاريخ النشر: 17/07/19 | 9:36

تذمر أمامي أحد الأصدقاء وهو جدّ لحفداء كثيرين ؛ تذمر وألحّ عليَّ أن أكتب ، فالقضية أضحت إدمانًا ومرضًا وجَبَ علاجة قبل ان يستشري ويستفحل ، إن لم يكن قد استفحل فعلًا.
وكان صديقي يقصد الهواتف النقّالة ، فحفيده هذا كما ذاك يستلقي على الكنبة وينشغل السّاعات الطويلة بهاتفه النقّال أو قُلْ هاتف احد والديه أو أحد جدّيْه ، حتى أنه كثيرًا ما ينسى أن يأكل أو يشرب أو حتى يقضي حاجته ، فتروح تناديه فلا يسمع ولا يجيب.
ولعلّ ألامر زاد وطغى الآن ونحن في غمرة العطلة الصّيفيّة .
وتساءل صديقي : ماذا نعمل وما هو الحلّ ؟!!! فقد بات الامر مُقلقًا يقضُّ مضاجع نومنا ، رغم أنّه وللحقّ أقول : انهم ومن خلال انشغالهم بهواتفهم تقلّ طلباتهم ويخفّ ضجيجهم !
صحيح أن ضجيجهم يقلّ ، ولكنهم يخسرون ويُضيِّعون وقتًا ثمينًا في أمور لا طائل تحتها ولا فوقها إن صحّ التعبير ، ولا فائدة ترجى منها، وألاجدى والأفضل أن ننتبه نحن الأهلين ونعمل على اجتثاث هذه الظاهرة السّيئة من جذورها ولو تدريجيًّا ، واستبدالها بعادات اخرى جميلة ومفيدة نسيناها او كدنا ان ننساها وعلى سبيل المثال لا الحصر اورد بعض البدائل والمقترحات:
1- مطالعة قصص الاطفال الهادفة بكلّ اشكالها وانواعها من قصص مشوّقة وجذّابة وقصص تاريخية واخرى تحكي تحاكي حبّ الله والوطن والانسان والشموخ الى كتب المغامرات والتاريخ ، فبمثل هذه القصص وهذه المطالعة نزرع عشق الكتاب في النفوس ، لعلّ وعسى نلحق بركب الحضارة والرُّقي؛ هذا الركب الذي فاتنا قطاره مسافاتٍ ومسافات.
2- الانضمام الى مخيّمات كشفيّة أو تربوية أو علمية أو دينية ملأى بالفعاليات والنشاطات وتشجّع وتحثّ على المحبّة و التطوّع ومدّ يد العون للغير ، وزرع القيم الانسانية في النفوس كما وتصقل شخصية الطّفل وتنمّي في داخله روح الاستقلاليّة.
3- الإنضمام والاندماج بدورات تربوية ، تعليميّة ، تثقيفيّة .
والدّورات كثيرة ومتنوّعة تدور في فلك الحاسوب والتقنية والابداع الكتابيّ والطبيخ والإسعاف والسّباحة بل وحتى الطيران .
نعم هذه بدائل ، وهناك بدائل اخرى قد نلجأ اليها.
وخلاصة القول : ما وُجدت العطلة الصّيفيّة لقتل الوقت وتبذيره في أمور لا تجدي نفعًا ، بل لاستعادة النشاط وتجديد الهمم ، واكتساب مهارات جديدة نافعة لا تعطيها المدرسة ، فعلى الأهل أن يحزموا الأمر ويبتّوا ويكونوا صارمين ، فالهواتف النقّالة مرض مُعدٍ يصيب الأطفال فيلوّث حياتهم ويسرق هناءاتهم ووقتهم وهم ونحن غافلون.
هل من يسمع ؟!!
زهير دعيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة