شيخ الزجل والشعر الشعبي .. الديلاوي د. يوسف فخر الدين

تاريخ النشر: 28/06/19 | 13:07

د. يوسف فخر الدين ( أبو كمال ) من أهم وأبرز شعراء الزجل والشعر العامي المحكي وشيوخه ، عرفناه بأشعاره الزجلية الإنسانية والوطنية والرومانسية والوجدانية المدهشة ، ذات المستوى الرفيع ، العابقة برائحة سرو وصنوبر الكرمل الأخضر .
يوسف من بلدة دالية الكرمل ولد فيها العام 1937، وهو خريج الفوج الأول في الكلية العربية الأرثوذكسية ، شغل عدة مناصب هامة منها سكرتير مكتب وزارة الأديان للأقليات في الشمال ، ومديرًا لفرع البنك العربي في بلده .
مع بداية الالفية الثانية التحق بجامعة حيفا ، وحصل على اللقبين الأول والثاني ، وحقق انجازًا كبيرًا وهو في الثمانين من عمره على شهادة الدكتوراه في مجال الزجل وتاريخه في بلاد الشام ، وأثبت في دراسته أن أوزان الزجل عربية ودقيقة جدًا .
شارك يوسف فخر الدين في العديد من المهرجانات والندوات الشعرية والزجلية ، وقدم مجموعة محاضرات في عدد من مدارس البلاد ، ووضع ديوانيين مميزين في الشعر العامي المحكي والزجل هما ” وادي النحل ، وحجر البد ” بالإضافة إلى دراسته حول الزجل .
يوسف فخر الدين يمتلك الحس الشاعري والقومي والعروبي والإنساني ، والتعبير الفني الصادق مع الواقع والحياة ، والخيال الجامح ، وأشعاره الزجلية رقيقة ورشيقة سلسة منسابة كالشلال ، وأسلوبه شيق وماتع من السهل الممتنع .
من أشعاره اخترت هذا النموذج ، حيث يقول :
يوم الخلقتي، السما كاين ناقصها تراب
ومصنع عجين الخلق جفت ينابيعو
وكانوا بإجازه، ملايكة السما وغيّاب
وما ظل عندن قوالب صب تبيعو
وإنتي ع غفلة إجت روحك تدق الباب
وربك عليها شفق آمالها يضيعو
لملم شو عندو حلا، وصبّك بدون حساب
وليكي ع وجهك ترك بصمة أصابيعو
ولخطاب يوسف فخر الدين الزجلي نكهة كرملية خاصة مميزة ، لغة وفكرًا وقيمة مضمونيه وفنية وعرضًا وتصويرًا ، وفيه من الخيال بقدر ما فيه من الواقع والطبيعة ، ولعل رهافته وحساسية مفرداته هي سر قدرته على الإمساك بتلابيب اللغة وباللحظة الراهنة ، والقدرة على مخاطبة ودغدغة المشاعر والأحاسيس ، وشدهم بفضل توهج الفكرة والصورة والكلمة .
وتتسم قصيدته الزجلية المحكية بالغنى والثراء اللغوي والتعبيري والدلالي ، فيها الصور الشعرية البديعة الخلابّة ، وفيها المحسنات اللفظية والمعنوية سواءً في الموسيقى الداخلية والقافية والروي والرؤى . ناهيك عن التشبيهات والأوصاف والكنايات والاستعارات والتورية والطباق والجناس والسجع .
د. يوسف فخر الدين شاعر وزجال يطربك بحروفه وكلماته وأنغامه ، وتتعطر قصائده الزجلية بصدق الاحساس وجمال الروح وسلاسة التعبير ، وتتوشح بمضامين الحب والمحبة والجمال والتسامح والقيم والوطن ، فله خالص التحيات وأطيب الأمنيات بالحياة العريضة ليبقى يشجينا ويتحفنا بما هو جميل وعذب من أشعار وازجال تخاطب قلوب وعقول الناس وتطرح واقعهم وهمومهم وقضاياهم .

بقلم : شاكر فريد حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة