فلسطين

تاريخ النشر: 01/04/19 | 10:56

( قصيدة مهداة إلى الشعب الفلسطيني الأبي والشجاع الذي ما زال يناضل ويكافح من أجل كرامته ونيل حقوقه كاملة – وبمناسبة يوم الأرض الخالد.
( شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل – فلسطين )

قبلة َ الشَّرقِ لكِ الشَّعبُ استجابا – كنتِ نورًا وضياءً وكتابا
يا فلسطينُ تبارَكتِ حِمًى – أهلُك اعتادُوا على الدَّهر الصِّعابا
أنتِ أرضُ الطهر ِ نبراسُ الهُدَى – يبتغيكِ الكونُ دارًا وإيابَا
نحنُ في التاريخ ِ سفرٌ خالدٌ – والحضاراتُ بنيناها قبابَا
لم تزلْ راياتُنا خفّافةً – في انتظارِ الفجرِ شوقا وارتقابَا
قد رضعتُ المجدَ طفلاً نازحًا – وَسُقيتُ الحُبَّ كاساتٍ عذابَا
أنتِ قدسي ، وسمائي ، ودَمي – بعدَ هذا الطهرِ لا أهوَى اغترابَا
شعبُكِ الصَّلدُ أبيٌّ لم يهُنْ – وَيمينا ً سيُصَفِّيهِ الحسَابَا
رغمَ عسفِ الظلم ِ، قد هزُّوا الدُّنى – يبتغونَ الموتَ مجدًا وطلابَا
ويخوضونَ خضمَّاتِ الرَّدَى – في انتشاءٍ …والدُّجَى يعلو التِهَابَا
هُمْ نجومٌ في الدَّياجي أزهَرَتْ – يا بلادي واقبسي منهم شهابَا
أنظرينا يا بلادي قابَ َقوْ س ٍ – غَدَاة ً سوفَ نعطيكِ الجَوابَا
خَسِىءَ المُحتلُّ أن يجتثنا – جذرُنا الرَّاسخُ لا يخشَى الصِّعابَا
كلُّ شبر ٍ في ثراكِ صارخٌ – عربيٌّ … أبدًا نبقى عرَابَا
سائلي التاريخَ عن أمجادِنا – فهْوَ لو ساءلتِ يُنبيكِ الجوابَا
يشهدُ التاريخُ أنَّا لم ندَعْ – ساحة َ الموتِ ولم نَلْوِ هرابَا
كانَ صَكًّا وقَّعُوهُ يا لهُمْ – قبضُوا المالَ وقد باعوا الترابَا
وانتتشَرنا في المنافي يومَهَا – واكتسَتْ أيَّامُنا الغُرُّ ضَبابَا

يا مُلُوكا ً خذلونا وَيحَهُمْ – سلَّمُوا الأوطانَ وانجرُّوا انسحابَا
يا ملوكًا كحذائي عرشُكُمْ – خزيُكُم قد جعلَ الخصبَ يَبَابَا
تلكَ تيجانٌ تبيعُ الأرضَ والْ – عِرْضَ تبقى في قصورِ الخزْيِ نابَا
ما لشعبِ العُربِ لا يهتزُّ ما – لعروشِ الظلم ِ لا تهوي خرابَا
يا شعوبًا في الدُّجَى كم رتعَتْ – آنَ أنْ تنضُوا هوانا واكتِئاتبَا
رُغمَ عَسْفِ الظلم ِ أتتُمْ هُجَّعٌ – ما رفعتُمْ صرخة َ الحقِّ غضابَا
ما تركتُمْ سُدْفة َ الجَهل ِ وكمْ – كم فتحتُمْ في الدُّجَى بابًا فبابَا
ذُهِلتْ من نومكم كلُّ الدُّنى – وهوَان ٍ جَرَّ أشياءً غِرَابَا
قد مَشَى الغربُ على هام ِ السُّهَى – أنتمُ في الدَّرك ِ تشكونَ انسحَابَا

كم عروش ٍ حَطَّمتهَا هِمَمٌ – وَشُعوبٍ حقّهَا المَوؤُودُ آبَا
إنَّمَا للظلمِ يومٌ يَمَّحِي – والرَّوابي تلثُمُ النورَ المُذابَا
كم بقاع ٍ بدماءٍ … إرتوَتْ – تبتغي العيشَ كريمًا مُستطابَا
واشرَأبَّتْ في الذُّرَى ألوية ٌ – طابَ جُرحُ الشَّعبِ يا مُحتلُّ طابَا

يا فلسطينَ المُنى حَيَّاكِ شعبٌ – إستقى الأحلامَ نمَّاهَا عذابَا
ما نوالُ الحقِّ إلاّ بدمٍ – سِنُعيدُ الحقَ قهرًا واغتصَابَا
فإذا أحرارُ شعبي أبعِدُوا – وابتلى أفقُكِ عَسْفا واضطرَابا
والقرابينُ وَهبناهَا فِدًا – حَجَّبُوا الفجرَ وغطُّوهُ حِجابَا
وبكى النجمُ على أمجادِنا – أهلُنا الصِّيدُ فكم أبدُوا العِجَابَا
حُلمُنا المَنسيُّ أضحَى يانعًا – فاستقينا الموتَ شهدًا وَرُضَابَا
يا بلادي وضحَايَانا جُسُورٌ – تبعَثُ الشَّمسَ التي كانت سَرَابَا

صرخة ُ الشَّعبِ رُعُودٌ زلزلتْ – صاحتِ القدسُ وكم هزَّتْ هضَابَا
يا عروسَ العُرْبِ يكفيكِ أسًى – لم تعُدْ عيناكِ تنهلُّ انسكابَا
شعبُكِ المغوارُ في عتم ِ الدُّجَى – يصهرُ الأغلال يجتاحُ الضَّبَابَا
ضِفَّة َ المجدِ ويا رمزَ الفدَا – أهلُكِ الصِّيدُ لقد هَبُّوا غضَابَا
فيمينا كلُّ حقٍّ عائدٌ … – سارَ شعبي في اللَّظى هاجَ اصطخَابَا
يا رَصاصَ الغدرِ إنَّا لم نهُنْ – بدمانا الحُمر ِ رَوَّينا الترابَا
حُلمُنا المَنشُودُ أسمَى غايةٍ – من نضال ِ الأهل ِ يزدَادُ اقترابَا

يا فلسطينُ لقد ذبتُ هَوًى – فارْحَمِي الطَّيرَ الذي أمسَى مُصَابَا
كم شربتُ الحُبَّ كأسًا مِنْ يَدٍ – وَلثَمتُ الخِصبَ قبَّلتُ الترَابَا
قد سَقيتُ الجُرحَ أنغامَ المُنى – وَوَهَبتُ الكونَ ألحانا عذابَا
أيُّهَا الزَّيتونُ تدري كم عُهُو – دٍ قد قطعناها وأشعلنا شهابَا
نحنُ أقسَمنا يمينا للفدَا – وَضَمَمناها وُرُودًا وحرَابَا
وَرَفعنا راية َ للتحرير ِ حُلْ – مَ فلسطينَ التي أعْيَتْ جَوَابَا
يا بلادي كم أذاقونا أسًى – آنَ للباغينَ أن يلوُوا هِرَابَا
قد قضَى دهرٌ بتشريدٍ فجُبْ – نا بقاعَ الأرض ِ أشتانا غرَابَا
نحنُ نبقى في صمودٍ راسخ – وَسَنُجلي عن مغانينا الذئابَا
في خيام ِالحُزن كم شعبي اكتوَى – نحوَ لُقياكِ وكم دمع ٍ أذابَا
في المتاريس ِ أسُودًا وُلِدُوا – بهَرُوا الطغيانَ كم كانوا صلابَا
وانظري خلفَ خُطوطِ النار ِ شَعْ- بي أذاقَ المُعتدِي نارًا شهابَا
وانظريهِم في خضمِّ الموتِ كمْ – يعشقونَ الموتَ يفدونَ الترابَا
من أغاني الموتِ يُسقى موكبي – موردًا جمًّا وأنغامًا عذابَا
في خيامِ للحُزن ِ شعبي صامدٌ – يلثُمُ الرَّشَّاشَ دينا وكتابَا
في خيام ِ الحُزنِ يبني مجدَهُ – يبتغي الحُرِّيَّة َ الحَمراءَ بابَا
فيمينا حقُّ شعبي عائِدٌ – عزمُهُ الحُرُّ لكم ألوَى صعابَا
لا ينالُ الحقّ إلاَّ بدمٍ – سنعيدُ الحقَّ قهرًا واغتصَابَا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة