نسخة من القرآن مكتوبة بدماء صدام حسين

تاريخ النشر: 12/02/19 | 10:01

خلف أبواب مغلقة وبمنتهى السرية، جلس فنان عراقي على مدى عامين ليخطّ القرآن كاملاً، 605 صفحات، تضم 336 ألف كلمة كتبها جميعها بدماء الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. مصحف صدام حسين المخطوط بالدم، فصل آخر مثير للجدل صنعه الرئيس الراحل ليبقى من بعده.وبعد إعدام الرئيس في 2006، أصبح هذا المُصحف واحداً من أكثر نسخ القرآن شهرة، والأثر الجسدي الوحيد من صدام شخصياً.يوجد المصحف حالياً بمبنى ملحق بمسجد «أم القرى» -أم المعارك سابقاً- في بغداد.يتكون من 604 صفحات تحتوى كامل القرآن الكريم: 114 سورة، ونحو 336 ألف كلمة، خُطَّت بما يتراوح ما بين 24 و27 لتراً من دماء الرئيس الراحل صدام حسين، وفق ما نشرت صحيفة The Guardian البريطانية.
في 12 ديسمبر/كانون الثاني عام 1996 وفي أحد أحياء بغداد الراقية مرّت سيارة من طراز «بورشه» الفاخر يقبع بداخلها عُدي صدام حسين، الابن الأكبر للرئيس الراحل.وبعد عدة دقائق انهمر وابل من الرصاص من بندقيتين آليتين على السيارة في مشهد دموي تسبب لعُدي في إصابات بالغة أثرت فيما بعد على قدرته على السير.كانت محاولة الاغتيال الانتقامية تلك من قبل مجموعة من الشباب العراقي المعارض لحُكم صدام حسين، والتي قلبت الأوضاع بشكل كبير داخل أروقة الحكومة العراقية آنذاك.وأثناء مكوثه للعلاج بمستشفى ابن سينا في بغداد، كان يزوره والده الرئيس صدام، عندما راودته فكرة كانت وراء أحد أشهر نُسخ القرآن الكريم جدلاً، ألا وهي كتابة القرآن الكريم كاملاً بدم الرئيس بمثابة نَذْر منه فداء لنجاة ابنه الأكبر من الموت.
في حديث له عام 2004 يروي الفنان والخطاط العراقي عباس شاكر الجودي أن الرئيس صدام حسين استدعاه بشكل عاجل وطلب منه طلباً غير عادي، أن يَخُطّ له القرآن الكريم كاملاً باستخدام دمه كحِبرٍ، وعن الواقعة يروي الجودي: “المهمة لم تكن سهلة.. لقد تم إعطائي أول قارورة من دم الرئيس وبدأت العمل مباشرة.. وقدمت بعد أسبوع نموذج صفحة لكي توافق عليها لجنة شكلت خصيصاً لذلك.وكان دور لجنة الخبراء يقوم ليس فقط على درس دقة النص وإنما «التأكد من أن الدم سيقاوم مرور الزمن. لم يكن الأمر سهلاً.. كان الدم كثيفاً جداً ولم أتمكن من العمل به.. نصحني صديق يعمل في مختبر بخلطه بقطرات من مركب زودني به ويشبه الغلوكوز.. وقد نجح ذلك.في كل مرة كان ينتهي مخزوني من دم صدام كنت أطلب المزيد.. وكان حراس يقومون آنذاك بجلب قمع عليه ملصق مستشفى ابن سينا، مستشفى عائلة الرئيس.وأشار إلى أنه كان في بعض الأحيان ينتظر عدة أيام أو حتى أسابيع لأن صدام حسين كان مشغولاً ولأنه كانت هناك تهديدات أمريكية.وقال الجودي إنه كاد يفقد بصره تقريباً في تلك العملية التي استمّرت عامين، إذ كان نظام الرئيس صدام في عجلة لإنهاء تلك المهمة.وكشف عن أنهم دفعوا له آنذاك 3000 دولار، بينما كان راتبه وقتها 54 ألف دينار عراقي «24 دولاراً فقط»، إذ كان الدينار العراقي في أضعف حالاته.في أعقاب أعمال السلب والنهب التي تلت اجتياح العراق، كان هذا المخطوط من أكثر المخطوطات التي بُحث عنها، ولكن بعد الاحتلال مباشرة تحفّظ الوقف السُّني العراقي على المصحف.وحُفظ في قبو الأرشيف الملحق بمسجد أم القرى -أم المعارك سابقاً- في بغداد بحسب تصريحات الشيخ أحمد السامرائي، الذي قال إنه كان مُدركاً لحُرمانية هذا العمل ولكن هذا لم يمنعه من الاحتفاظ به. ورغم أن الحكومة العراقية الجديدة بعد الاحتلال، وفي عام 2005 تحديداً، كانت تسعى بقوة لإزالة كُل ما يمُت لنظام صدام حسين وحزب البعث العراقي بصِلة من آثار وبقايا ورموز. لكن العمل بقي محفوظاً.يقبع القرآن في قبو مقفل بثلاثة أبواب تحت مبنى ملحق بمسجد «أم القرى». مفاتيح تلك الأبواب تم توزيعها بين الشيخ، ومفوض شرطة المدينة، وطرف ثالث سري.
عن وكالات

تعليق واحد

  1. اميل للاعتقاد انه حرام،لو قران صغير عادي يقرء احسن ،لو عمل لشعبه نظام دمقراطي،وتعمل بشرع الله افضل ،وبعد اربع سنين حكم يقول السلام عليكم،بدون ملكي او دكتاتوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة