حليمة دواس ضعيف ..شاعرة الأحزان

تاريخ النشر: 16/01/19 | 9:50

المربية المتقاعدة حليمة دواس ضعيف شاعرة فلسطينية من قرية عارة في المثلث، انسانة متواضعة، وناشطة متطوعة في العمل الثقافي الجماهيري بمؤسسة نغم للثقافة الوطنية بوادي عارة.
اقتحمت ميادين الشعر والابداع بعيد وفاة والدها طيب الله ثراه، فكتبت العديد من قصائد الرثاء والحزن ثم انطلقت نحو آفاق أخرى، وغاصت في أنماط وأغراض شعرية مختلفة، فمارست كتابة القصيدة النثرية والخاطرة الأدبية والومضة الشعرية الخاطفة، وحاكت من خيوط كلماتها رداءً للوطن، وتغزلت به وكتبت عنه وله الكثير من القصائد الشعرية النثرية، وخاطبت شهداء الثورة والحرية والانعتاق ومجدتهم.
حليمة دواس ضعيف شاعرة رائدة، رقيقة المشاعر، غزيرة الانتاج، عرفتها المنابر الشعرية والأوساط الأدبية والثقافية، وحققت حضورًا على الساحة المحلية.
صدر لها حتى الآن: ” أنين الصمت، ومضات حليمة، برج الذاكرة، والأنامل العصماء “.
وحين نقراها نحس أننا أمام شاعرة تعيش التجربة والواقع بكل أبعاده، تعرف ما تريد، غنية المعنى، جزلة اللفظ، خصبة الخيال، دفقاتها الشعرية والشعورية مسترسلة بلا افاضة ولا تقتير، تجول بنا بين قرى ومدن وأماكن الوطن، عكا، يافا، غزة، القدس ، الاقصى، اجزم، عارة، العرافيب، الخطاف وغير ذلك من الأمكنة الكثيرة.
وقصائد حليمة دواس ضعيف تتناول الهموم الوطنية والقومية والانسانية، وتعبر فيها عن هواجسها وشجونها، ليس بالكلمات والحروف فحسب، وإنما من خلال الصور والاحداث والمواقف وكل ما يترك صداه على الأرض، ويطغى عليها الحزن الرومانسي، ونجد الوطن حاضرًا دائمًا في كل كتاباتها. If
وهي تفيض بمكوناتها بلغة جميلة ذات معانٍ شفافة رفيعة، فيها من جمال الصور وسحر اللغة ما يدعو إلى المتعة والدهشة.
ومن نافلة القول، أن نصوصها حميمية، رقيقة كرقة الحرير والماس، تحقق فيها ذلك الانسجام الذي لا ينفصل بين اللغة والصور الشعرية، لغتها أقرب إلى الرومانسية، وعالمها الشعري قائم على جمال الأخيلة والصور، والومضات، والوجدانيات، وعنصر التكثيف، والمفردات اللغوية السهلة، وتلوّن قوافيها بريشة فنان، تجسد همومنا وأوجاعنا وآلامنا، وتنقل عواطفنا الجياشة ورؤيتنا واحلامنا بعفوية بسيطة غاية في الروعة والجمال. فلنسمعها تقول:
يا وطنا أسكرني حبّك
علّمني حبًك أن أبحر بالأعماق
أن أكتشف جزر الشّوق
أن أصعد قمة النشوة
وفي قصيدة أخرى تقول:
لأصرخ ملء شراييني
كل الأماكن بعدك منافي
قد بذلت المستطاع
لو خيّروني
بين أعواد المشانق
والتسكع في منافي التيه
في ليل معتم
لن أبيعك للرعاع
لن أبيعك للرعاع
نصوص حليمة دواس ضعيف عبارة عن وجدانيات وومضات وهمسات روح معذبة، فيها قهر وحزن وشجن، وفيها وجع وألم، وفيها حب وعشق للأرض والوطن والتراب، وفيها اشراقات أمل وتفاؤل، تحفل بالتراكيب المتينة، والأوصاف والتشبيهات والاستعارات التي تضيف لهذه النصوص القوة والعنفوان.
وفي النهاية حليمة دواس ضعيف عاشقة متيمة بالوطن، وهي شاعرة الوطن والأحزان بلا منازع، فلها احر التحيات والتمنيات لها بغزارة العطاء والابداع المتجدد المتواصل.

بقلم: شاكر فريد حسن

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة