دوف حنين لقد تركتَ أثرًا طيّبًا

تاريخ النشر: 03/01/19 | 21:00

للحقّ أقول بانّني تضايقت وانزعجتُ كما الكثيرين من العرب واليهود في بلادنا ، حين وصل الى مسامعي خبر اعتزال عضو الكنيست عن الجبهة والقائمة المشتركة دوف حنين العمل البرلمانيّ… هذا الحنين الجميل والذي قابلته في عبلّين قبل سنوات حينما وقف معنا نحن المواطنين المنادين بإخلاء الانتينات المُشعّة والتي تُسبّب أورامًا … وقف وقفة بطوليّة آنذاك.
وليس فقط في عبلّين ، بل لوقفاته المُشرِّفة شهود كُثُر ، يشهدون فيها على غيْرته للمجتمع ونُصرته للحقّ والعدل والمساواة ، فكنتَ تراه في كلّ مكان وموقع وموقف يتطلّب الدّفاع عن المواطن وعن الشّعب الفلسطينيّ وعن الطبقات المسحوقة والفقراء والمعوزين من كلّ لون ومعتقد وشعب.
مَن لا يشهد ولا يُقرّ ان دوف كان ايضًا برلمانيًّا من الدرجة الأولى مشهودًا له من الدّاني والقاصي ، حتّى اليمين المتطرّف شهد وما زال له بانسانيته ومهنيته وتفانيه ، لدرجة انّ الكثيرين من أعضاء الكنيست والصّحافيين عربًا ويهودًا أبدوا أسفهم لقراره بالاعتزال وعدم المنافسة على مقعد في الكنيست ال 21، رغم أنّه صرّح بأنّه لن يألوَ جهدًا ولن يرتاح ولن يستكين وسيبقى يدافع عن المظلومين والفقراء والمعوزين والقضيّة الفلسطينيّة من خلال موقعه الاجتماعيّ.
حاولوا معي ان تتكهنوا كم من اقتراحٍ لقانون قدّمه دوف حنين في الكنيست ال 20 الحالية …مهلًا تريثوا فالرقم لن يخطر على بالكم إلّا إذا كنتم مثلي قد قرأتموه في الصُّحف … لقد قدّم هذا البرلمانيّ الجميل 455 اقتراحًا، بالطبع لم ينجح بتمرير هذا الرقم الهائل وأنّما يكفيه أنّه نجح في سنّ عدة قوانين مجتمعيّة جميلة.
لا شكّ ان اعتزال حنين العمل البرلمانيّ ، سيترك فراغًا كبيرًا ، بل ان الأمر لا يُبشّر بالكثير من التفاؤل غير غافلين ومتغافلين من أنّه من موقعه في المقاعد الخلفية بل قل الهامشيّة أستطاع ان يقترح وأن يسنّ وأن يحوز على احترام الجميع.
ليس الكلّ يستطيع أن يفعل فعله ، وليس الكلّ له وعنده السّحر الذي له حيث يجمع اليمين واليسار والوسط حول قانون يخدم الطبقات المسحوقة.
خسارة فادحة فعلًا ، وستكون أكثر فداحةً إذا لم تنجح الجبهة في ترشيح يهوديّ كما دوف حنين بين مُرشّحيها المضمونين.
لا اريد ان انتقص ابدًا من مكانة عضو الكنيست الرائع أيمن عودة أو من مكانة أيّ عضو عربيّ آخر!!! ، ولكن الحقّ يجب أن يُقال ، بأنّ دوف حنين سيترك فراغًا يصعب ملؤه ، وسَنَحِنُّ اليه والى مواقفه الجريئة والمُتزنة والهادئة ، والى مهنيته ونزاهته وتواضعه ، والأهم الى انسانيته الراقية.
بوركتَ دوف حنين وبورك عطاؤكَ

زهير دعيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة