فلسطين في مؤتمر كردي- أزمة المدنية والطريق نحو الحداثة الديمقراطية

تاريخ النشر: 20/11/18 | 11:47

لبى ممثل الحقوقيين الفلسطينيين في المؤتمر- الباحث الأكاديمي “جهاد البرق” دعوة الأخوة من رابطة نوروز الثقافية الإجتماعية , لحضور مؤتمر أزمة المدنية والطريق نحو الحداثة الديمقراطية , الذي إنعقد في العاصمة اللبنانية – بيروت- وذلك بمشاركة راقية من سياسيين وأكاديميين ومثقفين ومنظمات إنسانية وشبابية , وممثلين عن الأحزاب من لبنان والعراق وسوريا وتركيا وإيران وأمين سر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية في بيروت , الأخ العميد سمير عفش والوفد المرافق معه, فشكل بذلك نموذجاَ مصغراً للتعددية الإثنية والقومية والمذهبية والدينية والتي تحتضنها منطقة الشرق الأوسط , وكان هذا المؤتمر إمتداداَ للمؤتمر الأول الذي إنعقد في مدينة السليمانية في العام 2016, تحت عنوان السلام والإستقرار في منطقة الشرق الأوسط في فكر القائد – عبدالله أوجلان .
إن الحضور السياسي والقانوني الفلسطيني للمؤتمر لهو دلالة على أواصر الأخوة المشتركة بين الشعبين الكردي والفلسطيني , على قاعدة القواسم المشتركة في الكفاح الوطني , لتحقيق الامال والطموحات في الإنعتاق والحرية وتقرير المصير, والتماهي مع مقترحات المؤتمر وذلك من خلال الإلتجاء لمنظمة العفو الدولية ومنظمات حقوق الإنسان والمؤسسات الدولية سبيلاَ لإطلاق سراح – القائد عبدالله أوجالان- من السجن الإنفرادي طوال عشرون عاماَ . وكذلك مدى التلاحم الكردي الفلسطيني في سبيل تدعيم القضايا المشتركة ودعم نضال الشعب الفلسطيني ضد الإحتلال الإسرائيلي .
فالمؤتمر جاء في ظرف تاريخي شديد التعقيد في منطقة الشرق الأوسط والذي يشهد فيه العديد من المشكلات التي تستهدف المجتمعات المظلومة والتي ترزخ تحت نير الإستعمار والإستيطان والظلم والقهر والقمع والتهميش وإقصاء للهويات القومية والعقائدية والأثنية والثقافية والإجتماعية , والذي في الحقيقة عبرت عنه فكرة المؤتمر عن طريق نموذج – الأمة الديمقراطية – في إطار فكر القائد عبدالله أوجالان , في رؤية تطورية تعالج فيه أزمة الدولة في التصدي للتدخلات الخارجية السلبية , وعجز الدولة القومية عن إدارة المجتمع بشكل يتناسب مع طموحات الشعوب في حداثة الديمقراطية والتنمية الشاملة وإحترام حقوق الإنسان ولامركزية الحكم وقضايا تتعلق بالمرأة وإعادة تأهيل الموارد البشرية والطبيعية .
لاشك بأن المؤتمرون تفاعلوا بشكل جلي في اطار برنامج المؤتمروالذي جاء بعنوان جلساته
1-المحطات الرئيسية في الأزمات الشرق أوسطية – وكيف تسبب نظام المدنية الشرق أوسطية في تجذير هذه الأزمات
2-وضع الهيمنة الحداثوية الرأسمالية في نظام الدولة المركزية , والدور الذي لعبته في منطقتنا خلال القرون الخمسة الأخيرة
3-المقاومة الدينية والطبقية والثقافية المناهضة لنظام الدولة المركزية في الشرق الأوسط
4-دور لبنان تاريخياَ في المنطقة ومعضلاته مع بيان حل أزمات لبنان
5-دور النزعة العثمانية الحديثة في إستعمار وإحتلال الشرق الأوسط
6-كيف تندمج الفاشيات الخضراء والبيضاء والسوداء في تركيا
7-موقع السلطات الإيرانية من أزمات الشرق الأوسط
8-دور السلطات العربية في إستقطاب التدخل الخارجي
9-قراءة في سوسيولوجيا الحرية بوصفها روح الحداثة
10-نموذج الأمة الديمقراطية بإعتباره بديلاً جذرياَ لنموذج الدولة القومية
11-ثورة المرأة شرط محوري لإنجاز الثورة الشرق أوسطية المعاصرة
12-كونفدرالية الأمم الديمقراطية الشرق أوسطية
13-مشروع سوريا الديمقراطية كبداية لعصر الشرق الأوسط الديمقراطي
-فالمؤتمر ركز على بناء منظومة فكرية جديدة في منطقة الشرق الأوسط , تتبنى مشروع – الأمة الديمقراطية المرتكزة على معالجة إفلاس الدولة المركزية في الشرق الأوسط وتبني مبادئ الحرية والعدالة الإجتماعية و التعايش السلمي المشترك بدلاَ من التعصب القومي , وإلى إحترام العقائد والأديان , وإلى الفكر المتحرر جندرياَ للمرأة وإحترام مكانتها وكرامتها , ونظام سياسي بديل ينسجم مع التعددية ويضمن الحقوق والحريات الأساسية لكافة الإثنيات والثقافات والشعوب والهويات في المنطقة .
لاشك بأن دعوة الأخوة المؤتمرون حول إدامة عقد هذه المؤتمرات بشكل مستمر في مناطق الشرق الأوسط لما لها من أهمية بارزة في تمكين التلاقي والتقارب بين مختلف وجهات النظر والرؤى , على أسس الحوار المتبادل والهادف إلى رسم مسارالحلول لمعالجة أزمات الشرق الأوسط , ولتعزيز الأسس الفكرية والعملية المشتركة الهادفة إلى بناء شرق أوسط جديد .
في نهاية المؤتمر إستلم الباحث الأكاديمي الفلسطيني , هدية من الأخوة الكرد عبارة عن موسوعة القائد عبدالله أوجالان – خمسة مراجع تتحدث عن فكره في إعادة نقد التاريخ – الشرق الأوسط , من الأخوة الأستاذ المناضل عبدالله يوسف – ممثل الإدارة الذاتية الديمقراطية , سوريا, والمناضلة الأستاذة حنان عثمان – مسؤولة مؤسسة نوروز الثقافية الإجتماعية لبنان – مع عين الإعتبار الإتفاق حول تعزيز العلاقات المشتركة الفلسطينية الكردية وتبادل الخبرات بين الحقوقيين الفلسطينيين والمؤسسات الكردية.

باحث أكاديمي فلسطيني
عضو الإتحاد العام للحقوقيين الفلسطينيين في لبنان
مستشار قانوني في المنظمة العالمية لحقوق الإنسان

جهاد البرق

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة