“عين خفشة”، للأديبة الفلسطينيّة رجاء بكريّة وعلم الأحياء الخلوي

تاريخ النشر: 02/11/18 | 8:48

( مقاربة نصية بين رواية عين خفشة للأديبة رجاء بكريّة وبيولوجيا الخليّة)
“” .. وللتكاثر دلالة رمزية في روايتنا ” عين خفشه” وتوحي بالبقاء، فرغم السوداوية وانتشار الموت والصقور والغربان في حكايتنا إلى أن الحياة موجودة والإشارة إلى ضرورة التكاثر ليعرف كل جيل من فلسطين تاريخهم وماهيّة ما حدث لتعود فلسطين على أيديهم. وقد ظهر هذا في الرواية من خلال ثيمة الجنس وربطه بعلم من علوم الخلية بعلم النبات..”

طرح مغاير
لأن رواية “عين خفشة” طرح مغاير لنكبتنا فهي تستحق دراسة من نوع آخر فنحن بحاجة إلى ثورة في أسلوب التحليل ، ولم أفرض في بحثي أسلوبا معينا ، بل الرواية فرضت نفسها واختارت أسلوبا مغايرا يليق بها. وسيتبع بحثي المنهج التحليلي التطبيقي. وقد يتساءل القارئ ما علاقة علم الخلية بالأدب، وستأتيه الإجابة من خلال البحث. فمن خلال قراءتي لرواية “عين خفشة” رأيت أنّ قرية عين خفشة أقرب إلى الخلية بكل عناصرها وتشكلاتها.
نوقشت رواية عين خفشة بطريقة تقليدية تطرّق إليها باحثون كثر حول النكبة وتأريخ لنكبة بلادنا، وهاجس المكان، كلمات تتردد لدى بعض نقّادنا في أبحاث كثيرة وبعضنا سئم القراءات الانطباعية دون منهجية تذكر، ولأن رواية “عين خفشة” طرح مغاير لنكبتنا فهي تستحق دراسة من نوع آخر فنحن بحاجة إلى ثورة في أسلوب التحليل ، ولم أفرض في بحثي أسلوبا معينا ، بل الرواية فرضت نفسها واختارت أسلوبا مغايرا يليق بها. وسيتبع بحثي المنهج التحليلي التطبيقي.
وقد يتساءل القارئ ما علاقة علم الخلية بالأدب، وستأتيه الإجابة من خلال البحث. فمن خلال قراءتي لرواية “عين خفشة” رأيت بقرية عين خفشة أقرب إلى الخلية بكل عناصرها وتشكلاتها.
رجاء بكرية باحثة متمكنة من أدواتها، وكأننا أمام ساحرة سخّرت النباتات والطيور في روايتها. والخلية هي” أصغر وحدة في الحياة، ومنها تتكوّن جميع الأحياء بدءا من الكائنات وحيدة الخلية المعروفة لدينا باسم البكتيريا ووصولا إلى أكثر الكائنات تعقيدا مثل الإنسان الذي يضمّ أعدادًا هائلة جدا من الخلايا. . . وكل الخلايا بدءا من أبسطها وحتى أكثرها تعقيدا هي مصنع جزيئي متكامل يعمل بكل همّة في كلّ دقيقة من دورة حياته سواء في نصف الساعة الذي يمثّل عمر أغلب أنواع البكتيريا قبل أن تنقسم أو في الصيانة الذاتية والنشاط اليومي لخلايانا العصبية التي تعيش عدة عقود” .
“تعدّ الخلية الوحدة الأساسية للحياة وبالتالي يجب أن تتوفر فيها المتطلبات الآتية:
1- أن تكون كيانا منفصلا يتطلّب غشاء سطحيًا
2- أن تتفاعل مع البيئة المحيطة لاستخلاص طاقة بشكل ما من أجل البقاء والنّمو.
3- أن تتكاثر” .
عين خفشة أشبه بالخلية، قرية متخيّلة على الحدود الإسرائيلية اللبنانية بالقرب من قرية الغجر، محاطة بغشاء، وغشاء الخلية” هو الغشاء البلازمي الذي يعمل كحاجز بينها وبين الخلايا الأخرى والبيئة الخارجية” ، أما غشاء قرية عين خفشة فهو في كونها محاطة “بمدافع جيش الدفاع الإسرائيلي المرابطة عند أطراف الحدود الشمالية لفلسطين” .
وكما أن الخلية هي جزء من الحياة كذلك عين خفشة فهي نموذج مصغّر لقرانا العربية بعد نكبة 1948 وحملت بداخلها حياة وموتا.
أما الحياة فتتمثّل في روايتنا في عالم من عالم الخلية وهو علم النبات، وارتباط النباتات بالحياة بدءا بـ:
– البرتقال: وحكايته مع بطلة روايتنا الطفلة” لبيبة”:
“ولم أتوقّف أنا عن سرقة البرتقال عن أشجار بيّارتنا الصّغيرة، خلف عيون أبي، وبيعه لأولاد الحارة حتّى أحقق ثمن أسطول متواضع يعيد النّاس إلى بيوتها المستلبة.” فارتباط البرتقال هنا بحلم العودة وما يرمز له البرتقال “برتقالك يا يافا” وازدهار فلسطين قبل النكبة وتصديرها للبرتقال.
كذلك مثلت البرتقالة رمزا للبقاء: “ما حدا راح يروح كلنا باقيين جنب هالبردقانِه”
فالبرتقال هنا رمز من رموز الحياة وعودة فلسطين.
– السنابل” الباقية الخالدة كفلسطين: كل ذهاب إلى البعيد بدأ يصطدم بما يشبه السنابل، نزهة أو نومة حتّى سمّاني ابن الجيران الذي عشقت رفقته في طفولتي ” سنابل” حين يناديني آسر بسحر السنابل تحضر أمامي مروج بعيدة بلا نهاية” .
– النرجس ورمزها للصمود، والصمود حياة” تأملت قليلا زهرات نرجس ضائعة بين الصخور الحمراء، لاحظت أنها تفرد أوراقها مثل أجنحة صقور مغيرة حين تَجِن”
– الحبقة والعوسجة وربطهما بالشوق، والشوق حياة ودافع للاستمرار والانتظار “يولد الشوق درءًا للقلب من الوهن، ويكبر عوسجة أو حبقة” .
الفرفحينة والعكوب والعلت: ودلالة الصمود والبقاء” كنّا وبقينا مثل نبت الفرفحينة، تُردّد وتبصم بإبهامها على ملكية البيت والحاكورة العملاقة” .
“كان أفراد الحرس يغافلون طيبة الفلاحين المنهمكين بالتقاط نباتات الفرفحينة والعكوب ويصادرون بقلهم ويغرّمونهم كي لا يعودوا مرّة أخرى لحش الأخضر الذي يغمر الناحية بجمال أخّاذ. . . . . لكن الغريب أن أحدا من أهالي عين خفشة والقرى البعيدة والقريبة لم يتنازل عن طموحه المتجدد بالوصول إلى تلك الناحية، رغم فداحة الغرامة التي يجازونهم بأرقامها كي يحصل على أفضل خبّيزة وعكّوب وعلْت” .
فارتبط البقاء بالنباتات التي حملت معنى الحياة، من خلال معاني الصمود والبقاء والاستمرار وعودة فلسطين إلى أهلها.
أما بواعث الموت في الرواية فارتبطت بعلم الحيوان والطير:
– الديك، ورمز الاستسلام ” بقيت أكتئب وأحزن ، وأحاول أن أمسك بريش الديكة التي تنتحر مكانها في منمنمات السجّادة الساحرة” .
– النعامة رمز الهروب من الحقيقة “والنعامات تدفن رؤوسها في عمق الوديان المحيطة ببيتنا وأعناقها لا تزال مكانها. لكنّ التنويحة تظل تخبط الجدران وتصفق الأبواب” .
– الجراد- ويمثل العدو الغاشم الذي احتل أرضا ليست ملكه ” هجموا علينا مثل الجراد وطرّونا، وكلنا يا ستّي صرنا لاجئين بديارنا” .
– الصقر والغراب: ويمثلان بشاعة الموت والمجازر التي ترتكب في حق الفلسطينيين والمقابر الجماعية لجثث الأبرياء والتي كانت تنعق الغربان حولها وتنقضّ الصقور على جثثهم.
كما مثّلت الأعداء الذين يستغلون ضعف فلسطين وينهشون بلحمها. وقد وردت الصقور والغربان في كل أجزاء الرواية ففي بداية الرواية: ” وحوّمت أسراب الصّقور جارحة عشب المكان. كان زعيقها أعلى من أصوات المدافع الآتية من الجنوب اللبناني” وارتبطت حتى بألفاظ الصباح والمساء:
” مساء الغربان يطول”
“ينغمر الأفق بغلال السواد مؤذنا بحلول التوقيت اليومي لأسراب الغربان تلك” .
” كان عسّاف في معركة حقيقية مع طيور الشؤم تلك. يضربها بمثل ما تضربه، يمد يده إلى سرواله باحثا عن سكينه، ولا ينجح في الوصول إليه، الصقور تنقر كل شيء ملابس عساف رأسه ووجهه وأطرافه بعنف وأحد لا يرى أو يسمع غير ناعسة الضائعة بين صراخها وانهيار عساف أمامها” . وفي ختام الرواية:” ” هاجمتنا الصقور والغربان بشراسة أشد. أعتم ليلنا وزخّت قلوبنا بكاء، بكت السماء مع شيوخنا ورجالنا ونوّح مع تناويح النسوة والعجائز” .

التكاثر
التكاثر جزء مهم من بناء الخلية “وتتضمن عملية التكاثر الجنسي الإخصاب والانقسام الاختزالي معا إذ تتعاقب العمليتان في الدورة الجنسية للخلية لإنتاج نسل جديد ذي أفراد تحمل جينات وراثية ترثها من الأبوين الاثنين معا” وللتكاثر دلالة رمزية في روايتنا ” عين خفشه” وتوحي بالبقاء، فرغم السوداوية وانتشار الموت والصقور والغربان في حكايتنا إلى أن الحياة موجودة والإشارة إلى ضرورة التكاثر ليعرف كل جيل من فلسطين تاريخهم وماهية ما حدث لتعود فلسطين على أيديهم. وقد ظهر هذا في الرواية من خلال ثيمة الجنس وربطه بعلم من علوم الخلية بعلم النبات.
فالعلاقة بين “لبيبة” و”آسر” والمداعبات الجنسية التي كانت تحدث بينهما ربطتها الأديبة بنوعي فاكهة، فثديا لبيبة كثمرة الدراق ووجنتاها كلون التفاح الأحمر بعد أن تتلقى مداعبات آسر:
التفاح:
“نخرج من ألعابنا السرية محمومين، وخدودنا بلون التفاح الأحمر، نهمس لبعضنا حين نتمارى في علب الكهرباء المعدنية مبهورين. يد واحدنا بيد الآخر” مثل نصف التفاحة التي أهدتها المرأة الشريرة لبياض الثلج، ونبتسم متخيلين شكل التفاحة التي قسمتها الشريرة نصفين” .
الدرّاق:
“يرتفع قليلا متحاشيا نظراتي، ثمّ يلصق أسنانه بالبراعم البنية ويحاصرها بين شفتيه حتّى أتألّم وأستغيث، يزداد قضما وأزداد استرحاما فيحتوي الدّراقتين بين يديه ويهمس بامتنان” هل كان ينقص جنة الله فاكهة مجنونة مثل هذه لتغرفَ الرغبة بهذا الجوع من عسل الشهوة؟ كم فادح هو عقاب الدرّاق لشهوة الرجال” .
الفيروس:
لا يمكن اعتبار الفيروس خلية، فهو “عبارة عن كائنات صغيرة جدا يتراوح معدل حجمها بين 300-30 نانوميتر تمر من خلال المرشحات(filters) التي لا تسمح بمرور البكتيريا ، ولا يعد الفيروس خلية بالمفهوم التقليدي، لأن الخلية مهما كانت صغيرة تحتوي على الحامضين النووين ( ر ن أ RNA ) و (د ن أ DNA ) ” .
والفيروس في عين خفشة هو العدو الجزء المتطفل
“ولا تستطيع الفيروسات التكاثر أو القيام بأي فعل حيوي ما دامت حرة، لذلك لا بد لها من إصابة بعض الخلايا والتطفل عليها
فيمر اقتحام الفيروس للخلية بالمراحل الآتية:
– عدم قدرة الفيروسات على التكاثر وحدها.
– إصابة بعض الخلايا والتّطفل عليها
– التصاق الفيروس بموقع خاص محدد على جدار الخلية
– سيطرة الحامض النووي للفيروس على جميع فعاليات الخلية الحية
– تكوين جزئيات فيروسية جديدة بأعداد كبيرة
– اضطراب في الغشاء البلازمي للخلية
– تمزّق الغشاء وتفجّر وتحلل الخلية الحية
– انطلاق الفيروسات الجديدة خارجها
– إعادة كل فيروس جديد منطلق إلى دورة الحياة من جديد. ” .
وعند النظر إلى مراحل اقتحام الفيروس يشبه إلى حد كبير مراحل الاحتلال والنكبة التي وثقّتها الكاتبة في رواية ” عين خفشة.
عمليّات البناء في الخليّة
تحدث داخل الخليّة نشاطات كيماوية هامة تضفي على الكائن صفات الحياة . ومن هذه النشاطات:
العمليات الضوئية
التنشيط الالكتروني وتحدث فيه عمليتان في مجال الفسفرة وتحليل الماء:
العملية الضوئية الحلقية الفوسفورية
العملية اللاضوئية
وتهدف هذه العمليات إلى إنتاج الطاقة.
وفي روايتنا السوداوية البناء هناك نور وحشد للطاقة – رغم سوداوية الواقع- طاقة الجيل القادم لكي لا ينسى حقّه في العودة . وظهر هذا بطرائق مختلفة:
التنويحات: والتي كانت تطلقها الجدّة “صبيحة، ” وقد تبدو أنها سوداوية إلى أنها طريقة في ترسيخ النكبة وعدم نسيان الغائبين حتى يعودوا”يا خويي لبعيد لو تعرف جمر قلبي الشاعل لجيت عاصفة أو برقة بليلة من ليالي بكايي عليك…”
الحكي: حكايات الجدة صبيحة للحفيدة لبيبة، أي انتقال المأساة والنكبة الفلسطينية من جيل إلى آخر لكي لا ننسى”لخمتني جدتي بحكايا اليهود في طفولتي، فتنتني بما لا أعرفه عنهم وملأتني حقدا عليهم” .
” هاي أمانة برقبتك يا ستي ، بلادنا ما بتنترك وبدك تظلي تحكي تتسمع الدنيا عنا” .
أسماء الشخصيات الرئيسة: وتكمن طاقة إيجابية في الأسماء رغم سوداوية الأحداث:
صبيحة، من الصباح فالنور قادم لا محالة.
لبيبة: أي الذكية التي لن تنسى فلسطين وستعرف كيف تجعل العالم لا ينسى القضية الفلسطينية.
آسر: الجاذب الذي يأسر القلوب سيجذب العالم للاعتراف بفلسطين .

– الخلايا السرطانية
“الخلايا السرطانية هي في الأصل خلايا طبيعية تحوّلت إلى ذلك بفعل العوامل والظروف التي أثرت عليها” .
أُطلق اسم مرض السرطان على تلك الأمراض التي تتحول فيها خلايا الجسم إلى خلايا غير طبيعية حيث انها تنتشر إلى الأجزاء المختلفة من جسم الإنسان بما في ذلك الأنسجة والأوعية اللمفية والأوعية الدموية، ويكون انتشارها عن طريق مهاجمتها، وما يشجع الخلايا السرطانية على الانقسام والانتشار أنها تخرج عن سيطرة الجهاز المناعي وأجهزة الجسم بحيث يصبح الجسم عاجزًا عن التحكم بانقسامها وهذا ما يجعل تكاثرها عشوائيًا وسريعًا” .
أمّا عن طريقة هجومها:”فإنها تقوم بمهاجمة الأنسجة والأعضاء المختلفة من جسم الإنسان وذلك عن طريق عملية تسمى (Metastasis) والتي تمثّل النمو الثانوي الذي يحدث من الورم الأصلي إلى الأماكن الأخرى من الجسم.
عند تشكل السرطانات فإنه تتم إعادة ترتيب معدل الانقسام الخلوي بطريقة تحدث خللًا وضررًا “للدي أن ايه”DNA إضافة إلى حدوث تغيرات كيموحيوية في الخلايا، وبالتالي حدوث تراكم للصفات غير الطبيعية في الخلايا والجسم. ”
وعندما نعود إلى روايتنا نرى شخصية تذكّرنا بالخلايا السرطانية.
الأستاذ “شريف” والمفارقة في الاسم الذي يحمله، فهو خائن لوطنه ويشكّل خلية سرطانية تهاجم عقول الطلاب وتفسدها، أمّا طريقة الهجوم من خلال بث سموم وتشويهات حول القضية الفلسطينية وهي لسان حال العدو الصهيوني فالمعلم شريف باع قضيته وينشر استراتيجية العدو، وفي حالة نجاحه في هذا لدى بعض العقول فسينتقل هذا “الورم” من عقل إلى آخر” كانت المرة الأولى التي أرى فيها عمّي بدرا مرتبكا. طبعا لم أفهم كلّ ما قاله، ولكنّي وعدته ألا أثرثر وأن أعتمد قليلا على معلّم التاريخ التّيس والخوّيفة في مدرستنا الصغيرة، أستاذ شريف الذي يسمّي سكّان المخيّمات إرهابيين مش فلسطينييّ، زي مسمّاهم عمو بدر. زممت شفتيّ على نيّة خبيثة، وقرّرت أن أحرجه أمام صفّي، كي يفهم أننا لسنا أغبياء، ركضت إلى آسر الذي كان يتابع كلامي مع عمّو بدر من بعيد، وأخبرته أنّنا أمام مهمّة صعبة، همست له، معلم التاريخ يكذب علينا ويعلمنا غلط، ويجب أن نخبر طلاب الصّف بُكرا ونفضحه كي يفهم بأننا مُش أغبياء” .

الخاتمة
قمت بتناول رواية عين خفشة في دراسة مغايرة، حاولت من خلالها الخروج من بوتقة يقع الجميع فيها من حديث عن تأريخ القضيّة الفلسطينية لكي لا ننسى ، وأهمية المكان ودوره . وكان التمرد من خلال خيط وجدناه في الرواية جعلنا نقوم بمقاربة بين ” عين خفشة” وبين بيولوجيا الخليّة وذلك من خلال المقاربات الظاهرة في الصورتين.

د.جهينة الخطيب شفاعمرو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة