“يوم عاشوراء” في عمر المختار يافة الناصرة

تاريخ النشر: 22/09/18 | 10:33

أُقيمت فريضة شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة بجامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة، حيث قام بداية القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات عطرة من الذكر الحكيم مع الصلاة على النبي بصوته الشجي على مسامع المصلين مما زاد أجواء إيمانية روحانية.وبعد رفع الآذان الثاني، ألقى الخطبة إمام وخطيب الجامع الشيخ موفق شاهين وإفتتحها بحمد الله سبحانه وتعالى وهدايته مثنيًا الشهادة به وبالرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم، داعيًا الله الثبات في زمن تغيرت فيه النفوس والقلوب وأن يكون الشعار شعار النبي المصطفى في دعاءه لله (اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ثبت علينا قلبي على دينك)، ثم أوصى بتقوى الله وتناول فضيلته التحدث عن يوم عاشوراء ومقتل الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، وقال في مستهل الخطبة: “تعالوا نتحدث عن المناسبة في هذه الأيام ونحن في شهر الله المحرم، بالأمس كان العاشر من محرم بما يعرف بيوم عاشوراء وهذا اليوم الكثير منا يجهله وإذا سمعه سمع شيئًا موجزًا ولن نفصل منه شيئًا فيه ولكن نأخذ العبر والعظات ما إستطعنا إلى ذلك سبيلا)”.

وتطرق عن فضل صيامه الذي صامه النبي عليه الصلاة والسلام عندما قدم المدينة ووجد اليهود يصومونه فسأل صلى الله عليه وسلم عن ذلك فقالوا (هذا يوم نجى الله عز وجل فيه موسى عليه السلام من الغرق ومن فرعون وجنوده)، فقال صلى الله عليه وسلم (نحن أحق وأولى بموسى منكم)، فصامه صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه. وأضاف: “مناسبة طيبة إنتصر الله فيها الإيمان على الكفر والهداية على الضلال والنبي على من إدعى الربوبية، مناسبة جميلة كعام الفيل مثلًا، لماذا إختار الله عام الفيل لأن يولد فيه خير خلق الله محمد عليه الصلاة والسلام؟، لأنه كان يومًا فاصلًا إنتقم الله تعالى فيه من الكافرين ومن أبرهة وجيشه ونصر الله الدين إذ دخلت جنود من عند الله فأُغمي أبرهة وجيشه فأصبحت حطامًا كما قال الله عز وجل ((ألم ترى كيف فعل ربك بأصحاب الفيل ألم يجعل كيدهم في تضليل))، وهذا سؤال تقريري وليس إنكاريًا، وأصحاب الفيل لم ينتهوا الذين يفكرون أن أبرهة وجيشه سلط الله عليهم طيرًا أبابيل وماتوا كلا هم يتجددون في كل زمان ولكن بألوان وأزمان مختلفة ونيتهم واحدة وهي تحطيم كل رمز على هذه الأرض يقول لا إله إلا الله عندهم الغاية تبرر الوسيلة يسهرون الليالي ويفكرون في كيفية تدمير الأُمة، لأننا نؤمن بذاتنا لا نؤمن بالآخر شطب الآخر رأيه صواب ورأي غيره خطأ، أبو لهب أبو جهل وأبرهة موجودون في كل زمان وإستطاعوا أن ينفذوا إلى الأُمة”.

وتابع: “يوجد مناسبات يبكي لها الحجر ليس دمعًا بل دمًا، العاشر من محرم حصلت أعظم كارثة للأُمة الإسلامية إلى يوم الدين مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب إبن فاطمة الزهراء الذي جده النبي عليه الصلاة والسلام والنبي قال فيه (ريحانة المصطفى) (ألا لكل نبي ريحانة وهذا ريحانتي من الدنيا)، عندما مات معاوية بن أبي سفيان تولى الخلافة من بعده إبنه يزيد، ويزيد ولى على الكوفة وفي العراق يوجد رجلًا طاغية لا يعرف الله جبارًا الحجاج بن يوسف الثقفي صفر أمامه إسمه عبيد الله بن زياد كان طاغية ومارس على أهل الكوفة جميع صنوف العذاب والظلم حتى إستنجد أهل الكوفة بأهل المدينة وأهل المدينة هناك كان على رأسهم الحسين وكتبو له الكتب والمواثيق ورسائل الإستغاثات الإنقاذ من الظلم، وفي سورة الكهف آية خلدها الزمان لكل إنسان في كل زمان يوجد ظلم ((وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا))، أي دولة على وجه الأرض تظلم وتجاوز ظلمها الحد المبالغ فيه نهايتهم تكون قريبة مهما يملكون من أسلحة ((وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناهم هباءًا منثورا)) في ميزان الله لا شيء، قوم عاد إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد محيت وستمحى دول الظلم شاؤوا أم أبوا يسألونك متى هو قل عساه أن يكون قريبا، الله يستطيع أن يستبدل قوم لا يكون أمثالنا، الله لا يعول علينا ويوجد أُناس يعتقدون الله سبحانه وتعالى ينتظرنا لنصلح أنفسنا، إذا الإنسان ينسى الله الله ينساه ((ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم))، ((قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى)) لا يوجد إعتبار”.

وأمضى قائلًا: “إذا الإنسان يريد التغيير الله يقول نغير ((والذين إهتدوا زادهم هدى واتاهم تقواهم))، ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) وعندما الله يشاء التغيير جميع خلق الله يريد التغيير ومن الأفضل أن يكون التغيير على جزء منا على أيدينا تغيير أنفسنا وإنتظار المهدي الله سبحانه وتعالى لا يرسله، أن يبادر الإنسان بالتغيير من عنده هو من عنده وهي من عندها هكذا ينهض المجتمع وتعليم الدروس والعبر من تاريخ أوروبا ليس منا ببعيد وأوروبا أهلكت ملايين دول بشر أكثر من 50 مليون قتيل تعلموا الدروس والعبر ونحن إتحدنا معهم علينا”.وإستعرض واقعة عاشوراء مقتل الإمام الحسين عليه السلام وقطع رأسه والمنصب والكرسي والسلطان مؤكدًا أن التاريخ يعيد نفسه والمسلمون يذبحون بعضهم في سبيل الله موضحًا أن الذين يجاهدون يعتقدون يتقربون إلى الله في قتلهم مبينًا المسلمين كيف كانوا وكيف أصبحوا لافتًا أن الشخصيات التي ذكرها هي متكررة في كل سلطة مهما كانت كبيرة أو صغيرة والنظر إلى الرأي الصحيح والرأي الرحيم والمنافق الذي يشعل الفتنة.

وأردف: “نتحدث عن حفيد النبي عليه الصلاة والسلام ريحانة المصطفى هكذا يصبح فيه في سبيل الكرسي في سبيل السلطان في سبيل الزعامة قطع رأس الحسين، والمنطقة سميت كربلاء كر و بلاء وقيل عندما عرج بالنبي عليه الصلاة والسلام رأى المنطقة تقطر دمًا فسأل جبريل (أتدري يا محمد ما ذاك) قال (لا) قال (هنا يقتل إبن إبنتك الحسين) فبكى النبي”.وأشار إلى الصبر الذي صبره النبي، وإختتم: “نتعلم من القصة نحزن نعم نبكي نعم تاريخ مظلم في هذه الحقبة نعم لكن لا نندب لا نلطم لا نشق الجيوب لا نظلم أنفسنا بالسلاسل والحديد والسيوف لا نسفك الدم نقول إنا لله وإنا إليه راجعون ونتعلم العبرة الكبرى أن نتقي الله في أنفسنا لا قتال من أجل المال ولا بيت ولا كرسي ولا زعامة ولا رئاسة نتقي الله لأن قبلنا عملوا هكذا فندموا وزال سلطانهم وملكهم والآن هم تحت أطباق الثرى ونحن سنزول ونصبح تحت أطباق الثرى أن نتقي الله حق تقاته”.ودعا الله سبحانه وتعالى حبه وحب نبيه والحسن والحسين وفاطمة الزهراء والإمام علي وجميع الأنبياء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة