يا اهل اللد وحدتكم تُخيف منافسيكم

تاريخ النشر: 16/09/18 | 10:01

الوحدة هي رأسمال الشعوب وهي ضمان بقاؤها واستمراريتها في التقدم والازدهار ايضا. من هذا المنطلق، يعتبر يوم الخميس الموافق 13/9/2018، يوميا مفصليا في تاريخ اهل اللد الحديث، حيث تم بعون الله وتوفيقه اولا ومن ثم بجهود ثلة من أهلها، توحيد جميع القوائم الحزبية وغير الحزبية، بغرض خوض الانتخابات لعضوية البلدية في مدينة اللد بشكل موحد.
لا يختلف اثنان في كون هذه الخطوة تنبؤ بالوعي والنضج السياسي والاجتماعي، الذي يتوصف به كل من سعى لتحقيقها، كما ويتصف به كل من أيد ودعم وساهم ولو بكلمة طيبة في انجاح واتمام هذه الخطوة المباركة، وساهم في سبيل ترسيخها والترويج لها بين اهل اللد.
بالمقابل وما دمنا في سياق الحديث عن الوعي السياسي، وليس فقط، بل كل انواع الوعي، فان الوعي بحد ذاته يخيف منافسيكم ويربكهم تماما.
فها هي صحيفة عبرية تنشر بسبب الارباك الذي ولدته وحدتكم، ان العرب في اللد سيخوضون الانتخابات لرئاسة البلدية في المدينة، ضمن قائمة موحده، علما ان العرب في اللد سيخوضون انتخابات البلدية للعضوية فقط.
ليس هذا فحسب بل لقد اثبتت التجارب ان وعي القادة والشعوب يُربك منافسيهم وخصومهم، فتصديقا لذلك، لا يزال قول نتانياهو، خلال المعركة الانتخابية للكنيست عام 2015، حين خاضت جميع القوائم العربية الانتخابات تحت سقف واحد، وسببت ذلك ارباكا في الشارع الإسرائيلي، مما جعل نتانياهو يقول “ان العرب يهرعون بكميات الى صناديق الاقتراع” يدوي في الاذهان لغاية اليوم.
زد على ذلك فان سبب خراب العراق والقضاء على القيادة السياسية الواعية فيه هو الوعي الذي كانت تتصف به هذه القيادة، والذي تجلى في ادراكها لحجم المرحلة التي تعيشها الامة العربية فعكفت على توفير الاكتفاء الذاتي الغذائي والدوائي على الأقل.
وكذلك محاولة الانقلاب الفاشل في تركيا في عام 2016 الذي يتهم بقيادة فتح الله غولن، المقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، الذي سببه ايضا اتصاف القيادة التركية الحالية بالوعي السياسي والاجتماعي واعادة الهوية الإسلامية إلى تركيا وتحقيقها للاكتفاء الغذائي والدوائي الذاتي على الأقل.
يا أهل اللد، لا تنظروا لوحدتكم على انها خطوة محصورة في حيز صغير من العالم ومقصورة على مدينة اللد، لا بل انظروا إليها كما ينظر لها منافسيكم وخصومكم في الداخل والخارج عالميا، على أنها نواه فكرية لخلق وحدات اخرى وأخرى، ولربما تكون هذه النواة هي نواة تحقيق وحدة أمتنا عربيا واسلاميا، اليس اول الغيث قطرة، وأليس الجبال من الحصى، لكن كل ذلك منوط بالحشد الحقيقي لإنجاح هذه النواة الذي يتمثل ويتجلى في بنيل أكبر عدد من المقاعد في المجلس البلدي. لذا ينبغي علينا اهل اللد العمل والكد على امرين هامين اولهما نشر الوعي بين اهل اللد لكي يدركوا حجم وعظم هذه الخطوة المباركة ولكي يدركوا أيضا خطورة التخلف او الامتناع عن المشاركة في الانتخابات بأي شكل من الاشكال سواء على المستوى الشخصي او الجماعي أيضا.
وثانيهما الوقوع في شرك وعود منافسيكم الكاذبة التي سيمنون بها بعض المغرضين ولمتعطشين للكبرة وكسب الاهتمام والسلطان، وما أكثرهم في أمتنا، فها هم أكراد العراق وشيعته قد تأمروا عليه مع منافسي وخصوم قيادته الواعية، وها هم الحفاة العراة في الجزيرة العربية والسعودية تأمروا أيضا على العراق مع منافسي وخصوم القيادة العراقية الواعية، فماذا كانت النتيجة أن العراق لم يعد عراقا، وإن يدفع الخليج العربي والسعودية الجزية لترامب أمريكا. فاعتبروا يا أولي الألباب واجعلوا وحدتكم تخيف منافسيكم.

بقلم: إبراهيم أبو صعلوك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة