في جنون الزمن

تاريخ النشر: 04/08/18 | 10:48

أدخن سجائري الرخيصة على شرفتي مثل كل يوم في مشهد أراه يتكرر دون تغيير، آكل ما عندي من خبز.. أجلس على الشرفة بامتعاض، وأكتب نصا عن امرأة تركتني ذات زمن..
أراني أشاهد في المحطات الفضائية أخبارا عن حروب تفتكُ العرب كل يوم، وسجائري الرخيصة تهدئ أعصابي كدواء لا تفارق جيوبي بنطالي أو جيوب بيجامتي..
لا أرى المشهد من على شرفتي رائعا,,
وكل ما تمنيته عندما أهم في كتابة نصّ مختلف أراه من شرفتي في زمن مجنون، لا أظن بأن ما أراه من على شرفتي لمشهد صراخ أهل الحارة عاديا..
أقنعت نفسي بأن لا أشاهد أخبارا بعد اليوم فمن مشاهدتي للأخبار أراني أحزن لموت الأطفال..
لا أريد أن أكتب نصا آخر لأغير المشهد الذي أراه من على شرفتي المعلق عليها ملابسي المغسولة..
فالزمن أراه مجنون بكل ما فيها من قتل وحروب وصراخ أهل الحارة، ومن جنون الزمن المتغير
ما أصعب النوم حينما أتذكر مشاهد القصف لبيوت أناس نائمين في زمن تغير .. لهذا فالعلةّ أنها أحزنتني تلك المشاهد ولا أفهم ما يجري في هذا الزمن المجنون
أرغب أن أكون كما أنا هادئا ، وأن تكون سجائري الرخيصة كمهدئ تريّح أعصايي ونفسيتي في زمن مجنون..
غالبا أراني هو أنا ذاك الرجل المهتم بكتابة نصٍّ عن امرأة تركتني في زمن أجمل من زمننا…
عطا الله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة