تغنّي فينا تغاريد الزعتر .!

تاريخ النشر: 30/07/18 | 11:44

الى : توفيق زيّاد

أنت ساحر
وإلا كيف ..
أحبتك وهي تلبس كوفيتك
موشحة بدخان دمعك
وترفع علم العودة
وهي تسير بين الجموع
وتهتف صارخة
الجليل .. الجليل
من هناك تفجَّر نبعك
من هنا زعق شعرك
************
أنت ساحر
وإلا كيف ..
يزهر ترابك اخضراراً
ويرسم على أعيننا نفح الليلك
ودموع العصافير
تنثر الفرح حولك
وأغصان الزيتون
تظلّل لحدك

***************
وإلا كيف ..
تلمع في موتك
ألوان طيفك
كلما تعانقت شمسك
مع قطرات الندى
نقبض على مسارات جمرك
كلما هزَّت الريح دربك
ونسير نسابق المدى
**********
انت ساحر
وإلا كيف ..
تزورنا في الليل بلا ميعاد
وتظهر فينا في ليالي السهاد
وتقتل طقوس الحداد
وتنفخ النّار في الرماد
وتسقي فينا عبق رياحين
وأنسام الميعاد

**********
انت ساحر
وإلا كيف ..
خرجت
النصراويات
والمجدليات
والفحماويات
الى الميدان يغنين تقاسيم شعرك
وكيف سمعن صوتك
من بين تشابكات الأصوات
وكيف عشقن دربك
ومن بين تشعبات الطرقات
وكيف صعدن الى أعالي كونك
***********
أنت ساحر
وإلا كيف ..
جئت من وادي العذرا
و حوَّلت الشهيد
الى حُلِّي على صدرك
ووشام على ساعديك
و عرس في درب
تنثر فيه أزهار جبالنا
و تغنّى فيه
نفحات الزعتر
وكيف جعلت أم الشهيد
تكفكف دمعك
وتنثر الزغاريد
على قمة رأسك

**********
أنت ساحر
وإلاّ كيف ..
حولت الزيتونة
الى فطيرة تقطر زيتاً
في يديِّ أطفالنا
وكيف حولت أشواك الصبّار
الى حلم يغرز فى
نسيج وعينا علماً أحمر
***********
أنت ساحر
وإلا كيف..
حولت غزة
الى قصيدة تقاتل
في الطريق الى نصرك
والى دخان يتعالى من
لهيب جمرك
والى روح تسامت من
من حمرة دمِّك
والى ربيع ولد من وهج صيفك
والى أمٍّ ترضع وليدها
حليب شمسك
************
أنت ساحر..
وإلا كيف حولت
وادي عارة إلى وريد
في عصارة قلبك
وماء العذرا الى
بلسماً يشفي جرحك ..
************
تنادي ..
فنحمل جراحنا ونمشي
عل أجراس ندائك
تغنّي ..
فنحمل شهدائنا ونمشي
على نعش غنائك
تنخى..
فنحمل أرواحنا
فنلبي أصوات نخواتك

يوسف جمّال – عرعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة