وسافرَ ذاكَ الذي لا أعرفُهُ

تاريخ النشر: 29/07/18 | 12:58

( نجوى في فراق الشّابّ الراحل المرحوم جورج منذر غنطوس )

وبكتِ العيونُ…
وأبتِ الأيدي أن تُكفكفَ الدُّموع
وأن تركنَ الى الهجوع
وأن ترسم على الافق البعيدِ شَفَقًا
وبقايا حُلمٍ
وعطرًا يأبى الاندثار
فالرّاحل أمير ترجّلَ قبل الأوان
وترك قصّته المُلوّنةَ في بدايتها
وحُلمَهُ الورديَّ في مطلعه
وسافرَ….
خلفَ السَّحاب
سافرَ ولم يستأذن
سافرَ ذاك الذي لم أعرفه
غابَ خلفَ الأيامِ
وتركَ في نفسي أثرًا
وفي قلبي ألف غصّة
غاب خلف الضّباب…
ولوّن قلمي بالسّواد
وحروفي بالأحمر القاني
وأنا أروح اتخيّلُ والديْهِ
والأسى يزرعُ نفسيهما بالألم
والدموعُ تسيل نهرًا فوق الخدود الشّاحبة
والأرواح الحزينة تصرخ :
رحماكَ يا سيّد الأكوان !!
رحماك…
فقلوبنا ما عادت تحتملُ
وأحلامنا ماتت في المهد
وجفّت ياسمينةُ الحيّ
وتبعثرت أوراقُ تينتنا المُثقلة بالثَّمَر
والخريف لم يأتِ بعد
وانّما زارنا قبل الأوان
ويا ليته لم يفعلها
ويا ليته كان نسيًّا منسيًّا
” هذا الشَّرم” وذاك ” الشّيخ”
وتلك اللُّحيظات البائسة
رحماكَ يا سيّد الأكوان
ألا بلسّمِ القلوبَ ولوّنِ النفوسَ
ودعْ روحَ الغائبِ الباقي
لا تبعدُ كثيرًا
دعها تُرفرفُ فوق البيتِ القديم
“وحارة النصارى ”
والنفوس الهائمة
والنفوس العاشقة.

بقلم: زهير دعيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة