الموسم موسم التّين… عذرًا الطّين !!!

تاريخ النشر: 14/07/18 | 22:42

بقلم : زهير دعيم
في إحدى تغريداتي الفيسبوكيّة الأخيرة ، كتبتُ ما يلي : ” لا تستغرب في أن يزورك الكثيرون ممّن لم تر وجوههم منذ خمس سنوات ، فالموسم يا صاحِ موسم التّين !!!.
فجاءت التعقيبات السّريعة :
” هنيئًا مريئًا أستاذ”
“ألف صحّة عَ قلبك”
“ابقى خلّيلنا كمْ حبّة ”
أمّا الذين أنعموا النَّظر ، فقد جاءت تعقيباتهم مغايرة ، فقال بعضهم :
” أظنّه موسم الطّين والباطون استاذ ؟! ”
“أتقصد موسم المرحبا ؟ ”
” صدقتَ فسترى النّاسَ أفواجًا ”
نعم إنّه موسم الطين والباطون وصبّات الجدران وتزفيت الشّوارع الخاصّة والساحات الخاصّة والتعيينات من كلّ من هبَّ ودبَّ وبدون مناقصات ولا يحزنون ” روح اشتغل والله بيدبّر ” ..
وينزل أصحاب الأمر والنهي وزعماء العائلات عن عروشهم العاجيّة ليجولوا بين الناس يوّزعون الابتسامات مجانًا والمصافحات والمرحبا ، فلا تستغربَنَّ إن رأيت أحدهم _ وقد نظر اليك قبل أشهر شزرًا – تراه ” يهجم ” عليك مُصافحًا ، هاشًّا باشًّا وكلمات ” النعمةِ” تفيض من شفتيه ، فيروح يعانقك بحرارة ، مادحًا ، رغم انّك قد تكون لستَ من عائلته الكريمة ، الأصيلة ، والتي تنعّمتْ في السنوات الماضية من نعيم السُّلطة المحليّة ، فالعشرات انخرطوا في سِلك العمل في السُّلطة إيّاها وكان شعارهم الوحيد هو : العمل من أجل البلدة والذّوْبان حُبًّا فيها وبها !!!
فالكسلُ ما عاد من شيمهم ،بل أضجى جُلّ اهتمامهم رفع شأن البلدة فوق كلّ البلدات المجاورة .
وتبقى البلدة إيّاها في مكانها : ” مكانك عُد” هذا إن لم ترجع القهقرى.
و”يا نيّالك” إن كنتَ قد خططتَ لفرح يسبق موسم التين … عذرًا موسم الانتخابات بأشهر قليلة أو أسابيع ، فقد تفيض عليك النِّعَم من حيث تدري أو لا تدري فيمتلىء المُتنزّه بأناس وجماعات ما كنتَ تراهم في وقت آخَر ، فيقوم هذا الذي نظر اليك شزرًا قبل أشهر فيرقص في فرحكم هو ومدامته في حلقة الرقص ويتمايل ويوزّع الابتسامات شِمالاً ويمينًا وفي كلّ الاتجاهات ، فلا تستغرب يا هذا بل اعلم انّها فترة مُشمشيّة قصيرة تمرّ كما الحُلم الجميل ليعود كابوسًا.
لطالما تمنيْتُ شيئين اثنيْن : أن تُجرى مسابقة كأس العالم في كرة القدم مرّة في كلّ سنة وأن تجرى الانتخابات المحليّة كذلك ولكن في وقتٍ آخَر، فالانتخابات عرسٌ كما كأس العالم وأيُّ عرس ؟!!
… عُرس يفيض بالمجاملات والبسمات والزيارات والمحبّة !!! والوعود والوظائف والهدايا والزفتة …. عُرس تريده أن يستمر ويستمرّ ، كيف لا وهو يضع بلدتك في حُلم ما حلمت به روما ؟!!
فالمشاريع المُرتقبة تهرول راكضة ، والتربية والتعليم سيضحيان هاجسًا ، والعمران سيبيت العنوان ، في بلدة ” أكلها” الغبار ونامت فوق تلالها الرّتابة نومة هادئة هانئة .
من سُخرية القدر ومن حُسن حظّهم انّنا شعب قصير الذّاكرة ، ننسى بسرعة ، والأدهى والأمرّ أن معظمنا ما زلنا نؤمن بالعائلية والطائفيّة والحمائليّة والمحسوبيّات وورائي الطّوفان !
إنّه حلم نعيشه لحظات لنستفيق بعده على خمس سنوات عجاف ، تعود فيها العشوائية لتضرب أطنابها والمحسوبيّة لترفع رأسها ولتعود المرحبا النّاشفة تسير في شوراعنا..
نروح ننام ونشخر لنستفيق في موسم التّين بعد خمس سنوات أخرى لنقول : ” هون كُنّا”
نجّينا يا الله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة