نبضات الشاعرة السورية مها سليمان

تاريخ النشر: 11/07/18 | 16:50

أيُّها العاشق كنسمةٍ
من شذى الروح
معشقة برائحة العناق
والحلم الذي يصبو للانعتاق
لوعدكَ المعتق بخمرة
الاشتياق
اللقاء بين لحنٍ تموسق على
حافة الزمن الجميل
والكلم المتأصل من سعف
التِحْنان والتوسد
بعيدا عن جُنوح الحرمان
كيف وقد أغويتني بحسكَ
الذي تجاوز منطق الزمان
وسافر في الأرض وشكل
وجه الزمان
ليعيدني على كف مشبعة
بطاقات التحنان
متوجة بهالةٍ من النور
المنبثق من الالهام وسموق
الحرف الهتّان
أعاند النجوم يحسدني القمر
والحلم قبس يطل من ظلام
الليل والكتمان
أتودَّدكَ بعذْب الكلام
وسحر النظرات الحالمة
لرحلةٍ إلى الفضاء اللامحدود
على كف نسمةٍ عاشقة
تطوف في مدارات الكون
عرافة الحب الأزلي
واللحمة الخالدة
لروحي العامرة بالمتعة
تفيض عشقاً
وترتقي بسخاءٍ
تهمس لمسمع الكون
من نبضها الجاري
تستقي من سلسبيل الشريان

هل تساوم أيُّها النبيلُ
على سرٍ ألهم المدار
ستبقى كنزا أغرف منه
وجبلا أتسلقه
ولا أخشى السقوط لمسافةٍ
تخبو بين روحين بجسدٍ واحد
شدني هذا النص للصديقة الشاعرة مها سليمان، وقد نشرته على صفحتها الفيسبوكية، لما فيه من بوح شفاف وهمس رهيف واحساس صادق ودافىء.
مها سليمان شاعرة سورية من الموجة الجديدة، وصوت شعري رخيم يعانق شمس الوطن، وامرأة مجبولة بعطر الياسمين وملوحة البحر، نهضت في حمص وتقيم في دمشق، تعشق الشعر وتتمتع بذائقة وموهبة شعرية، دخلت محراب الكلمة، وتكتب باحساس يستحوذ عليه مخيلتها، وتنشر محاولاتها وتجاربها الشعرية في عدد من المواقع الالكترونية وفي صفحتها الشخصية على الفيسبوك.
لغة مها سليمان لوحدها كافية أن تشدنا وتجذبنا لقراءة نصوصها، حيث أنها تمتعنا من خلال لغتها الحية العذبة، وصورها الشعرية البسيطة المركبة الرومانسية التي تمزج بين البساطة والتكثيف.
قصائد مها سليمان على درجة من الجمالية، وذات قيمة واضحة في تحريك الخيال، واثارة المشاعر والاحساس، فضلًا عن أسلوبها السهل الممتنع، ومنظورها الايحائي، ومزجها بين الحلم والواقع.
وألفاظ مها رنين مختلفة،ولشعرها ايقاع موسيقي رائع، لغتها مشعة، وكلماتها مؤثرة تدخل القلب دون استئذان.
وما يميزها رهافة الاجساس، وجزالة اللفظ، وسمو البيان، وعذوبة الألحان، واشعال الوجدان. ويمكن القول أن شعرها هو قبلة الحب والصدق والوفاء. وهي تهتم بانتقاء ألفاظها، وتحقيق الارتباط بين الفقرات داخل البناء العام للنص الأدبي.
مها سليمان شاعرة حالمة بالغة الرقة والعذوبة، مسكونة بهاجس روحي، تحمل أشعارها احساس عميق بالحب والحياة والوجود، انها صوت النورس الذي يعانق الغوطة، وصورة للمرأة الشاعرة الحساسة المفعمة بالانوثة والكبرياء، والروح التواقة للأجمل والأسمى.
وهي أميرة في دنيا الشعر وفضاء الابداع والتحرر، وأمير العشق والوطن، التي تعبر وتعكس في قصائدها خلجاتها ونبضاتها وعواطفها الجياشة نحو حبيبها ووطنها، وتمثل نصوصها مزاجها في أغلب الأحيان.
فألف تحية لشاعرة الحرف الجميل، صاحبة الرقة والاحساس مع الرقي والجمال والابداع الصديقة مها سليمان، التي تسامر قصيدتها، وتتغنى بها، وتداعب حروفها وتراكيبها، حتى تنتهي منها لتزفها الى القراء، ونحن بانتظار ما هو أجود وأجمل وأحسن.

بقلم: شاكر فريد حسن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة