صبا مبارك: الفنانون وصنّاع السينما السعوديون من أذكى صنّاع الترفية

تاريخ النشر: 16/06/18 | 10:17

صبا مبارك نجمة معجونة فناً، إذا بحثت عنها تجدها إما داخل الاستديو تصور عملاً ما، أو غارقة في قراءة سيناريو ما، أو حاضرة مناسبة فنية ما، لذا لم تكتفِ مؤخراً بالمشاركة في بطولة مسلسل «طايع» إلى جانب الفنان عمرو يوسف، بل حرصت على تلبية مهمة الإشراف على ورش «screen buzz» لاحتراف صناعة الأفلام وكتابة السيناريو التي أقيمت في وطنها الأردن.
• كممثلة ومنتجة، لديك خبرة في صناعة الأفلام وإنتاجها والمحتوى الدرامي، ما التوجيهات أو النصائح التي تقدمينها لصناع الأفلام الشباب وكتاب السيناريو العرب والأردنيين؟
– أنصحهم بالتركيز على تقديم محتوى مهم وحقيقي من دون التفكير في العالمية كهدف، فلا أرى أن الفنان أو الفيلم من الممكن أن يصبح عالمياً من دون أن يكون المحتوى الذي يقدم محلياً وصادقاً، وفي الوقت نفسه من المهم اتقان تقنيات وتكنيك الكتابة والإخراج والإنتاج والتمثيل والاستفادة من تطور هذه اللغة العالمية ليتمكنوا من إيصال قصصهم بشكل معاصر.

• خلال فعاليات الورش بالأردن، ما الرسالة التي حاولت توصيلها لصنّاع الأفلام الشباب من جانبك؟
– ليست رسالة بل هي ببساطة إزالة الستارة عن الصورة النمطية التي يروج لها البعض، سواء عن قصد أو عن جهل لمجتمعاتنا وثقافتنا.

• عام 2011 أطلقت شركة إنتاج أردنية، بالتالي هل كمنتجة يمكن أن تتبني إحدى مواهب الورشة في أحد أعمال الشركة المقبلة؟
– بالطبع ممكن إذا كانت فكرته مناسبة وتمكنّا من الوصول إلى نقاط اتفاق حول المشروع الفني الذي سنتعاون فيه معاً.

• ذكرت في إحدى المناسبات أنه لا توجد صناعة سينما أردنية، لكن هناك أفلام أردنية، ماذا عنيت بذلك؟
– عنيت أننا ما زلنا في البداية ولا نملك صناعة قائمة بذاتها تتضمن إنتاجاً مستمراً من الأفلام الأردنية طوال العام، بل لدينا محاولات فردية لمواهب أردنية نجحت في إنتاج أفلام رائعة ومتميزة دولياً، كما استطاعت أن تنافس على جوائز عالمية وحصلت عليها، مثل فيلم «ذيب» الذي نافس رسمياً ومثّل الأردن في الأوسكار، كما حصل على جوائز من مهرجانات دولية عديدة.

نقص الدعم المعنوي والمادي

• كونك جزءاً من منتجي الأردن، كيف يمكن الارتقاء بصناعة السينما الأردنية ووضعها ضمن خارطة الدول العربية المؤثرة درامياً وسينمائياً؟
– أعتقد أن الأردن بدأت على الطريق الصحيح، فهناك العديد من الأفلام العالمية تم تصويرها في الأردن، وحالياً هناك العديد من المبادرات لتطوير الصناعة من خلال الهيئة الملكية الأردنية للأفلام، كما أن هناك ورشاً لتطوير المواهب، وأعتقد أن لدينا المقومات كافة لكن ما ينقصنا هو توفير الدعم المعنوي والمادي بشكل ثابت، وليس بالصدفة وتشجيع رؤوس الأموال والاستثمار الخاص على رؤية الإمكانات الكبيرة، التي من الممكن أن تعود على المجتمع المحلي والثقافة، بالإضافة إلى أن الصناعة يجب أن تصبح قائمة بذاتها ومعتمدة على إمكاناتها وأن يحصل المشروع الجيد على الفرصة لإنتاجه من دون الحاجة إلى انتظار كل صناديق التمويل والصدفة.

• ماذا تخبريننا عن مشاركتك ضمن لجنة تحكيم واختيار الأفلام المرشحة في النسخة الثانية من جوائز النقاد السنوية، التي أقيمت على هامش الدورة الـ71 لمهرجان كان السينمائي؟
– من الرائع مشاهدة تجمع كبير لـ62 ناقداً من 28 دولة في حدث واحد، والذين قاموا بدورهم بمشاهدة العشرات من الأفلام العربية لكي يستقروا على الأفلام المرشحة للجوائز، ومع الوقت شهدت جوائز النقاد السنوية توسعاً في الخيارات وعدد النقاد، مما يدل على أنها تجربة ناجحة أتمنى لها الاستمرار.
• شاركت في عدد من المهرجانات السينمائية العالمية الفترة الماضية، فما تقييمك لوضع السينما العربية المشاركة ضمن تلك الفعاليات؟
– تقييمي هو أن وضع صناعة الأفلام العربية يدعو إلى التفاؤل للغاية، حيث أصبحنا موجودين على الساحة الدولية وننافس على جوائز مهمة، وحصلنا بالفعل على العديد منها مؤخراً. مثلاً، أنا سعيدة لأن فيلمي «مسافر: حلب – إسطنبول» فاز بخمس جوائز من مهرجانات عالمية، فضلاً عن مشاركته في مهرجانات دولية عدة، وهذا يضع على عاتقي مسؤولية أكبر.

• هل هذا يشجعك على تكرار تجربة الإنتاج مجدداً؟
– بالتأكيد، فإذا وجدت مشاريع أتحمس لها لن أتردد في تكرار تجربة الإنتاج، ومن هذا المنطلق، أحب أن أوضح نقطة ما، هي أنني في الأساس لست منتجة، إنما أقوم بإنتاج المشاريع الفنية التي تنال إعجابي، وأستثمر فيه معنوياً، فضلاً عن أنني أعشق الشخص صاحب التجربة الحقيقية. وللعلم، فيلم «مسافر: حلب – إسطنبول» في البداية كان معروضاً علي كممثلة، لكن لإعجابي الشديد به واهتمامي بالقضية، ولكونها لمستني إنسانياً وعربياً.. اقترحت المشاركة في الإنتاج.

صورة مشرفة عن المجتمع السعودي

• ما رأيك في اقتحام السعودية عالم صناعة السينما والترفيه بكل ثقلها مؤخراً، بعد حظر إنشاء دور سينما لأكثر من 35 عاماً؟ وأيضاً ما تعقيبك على استعداداتها الحالية لتطوير السينما السعودية ودعم المواهب العربية؟
– دعنا لا نخلط تأخر هذه الخطوة بالمواهب وصناع المحتوى السعوديين، فالفنانون وصناع السينما والترفيه السعوديون من أذكى وأشطر صنّاع المحتوى، واستخدام المنصات الرقمية بدأ في السعودية في وقت مبكّر جداً مقارنة بكثير من الدول العربية الأخرى، ومن المؤكد أنها خطوة مهمة للمملكة العربية السعودية، ومن الرائع أن تشهد المنطقة ظهور سوق جديد يقوم بتقديم صورة مشرفة عن المجتمع السعودي، وبالتأكيد ستسهم تلك الخطوات في تطوير صناعة متميزة تتكامل مع بقية الأسواق في العالم العربي، وتوصل صوت المواهب الشابة للعالم.

• ظهرت في إحدى المناسبات الفنية بفستان مزين بجملة «بنت الكون من الكون» التي أشعلت الجدال بين متابعيك عبر مواقع التواصل، ماذا قصدت بها؟
– أي جدل؟ وأنا أحب أن أرتدي الأزياء التي تعجبني وتثير اهتمامي، والجملة التي على الفستان حملت رسالة إنسانية، وقصدت بها أن الجمال ليس بالمظهر، بل بالروح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة