مدينة عبدة – عبدات

تاريخ النشر: 05/06/18 | 12:45

حتى سنوات الخمسين سكنت بجوارها عشائر العزازمة والظلاّم، بعد ذلك هَجرت أو تَهجرت وإنتقلت الى مجمعات سكانية للبدو في النقب وقسم منهم استقر بالقرب من سديه بوكر وكونوا مجمع سكاني أطلق عليه اسم عبدة (قرية عبدة) وقامت وزارة الداخلية بهدم ثلاثة بيوت قبيل حلول شهر رمضان الكريم سنة 2010، وقد جاء بيان المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها بما يلي:
“هذه السياسة سياسة هدم البيوت وتشديد الخناق على سكان القرى غير المعترف بها تاتي في اطار الهجمة السلطوية الشرسة تجاه عرب النقب حيث كان اخرها هدم واقتلاع قرية العراقيب والاعتداء على السكان فيها واعتقال البعض منهم وتقديمة للمحاكمة” عملية هدم البيوت في عبدة وفي القرى غير المعترف بها لم تتوقف حتى اليوم.
بالرغم من مرور أكثر من ألفين سنة على هذه المدينة القابعة في صحراء النقب والتي كانت نقطة تجارة عالمية، وبالرغم من الحروب والهزات الأرضية ما زالت أثارها تشهد على حضارة عريقة، يظهر ذلك في أبنيتها ومُغرها ونقوشها. تدعى عبدة او عبدات نسبة لملك الأنباط ويعتقد بان الملك عبدات الأول (96-85 قبل الميلاد) دفن فيها.
تاريخ مدينة عبدة – عبدات:
عُثر في محيط مدينة عبدات آثار التي تعود الى ما قبل التاريخ، للفترة التي تعود الى 90 الف حتى 80 ألف سنة، عُثر على رؤوس رماح المصنوعة من صخور الصوان ، كما وعثر على سكاكين وأدوات يدوية من العصر الحجري، ثم البرونزي ثم من العصر الحديدي. ومنذ أن أَطْلعَ بدوُ وادي موسى الرحالةَ السويسري بوركهارت على البتراء عام 1812، بدأ اهتمام العلماء بالأنباط ينمو باطراد. واليوم تُعززُ المعرفةُ بهم بعشرات المؤلفات والبحوث وبعمليات البحث والتصوير الجوي والتنقيب الأثري.
سكنت عبدات شعوب وحضارات كثيرة سبقت الأنباط والرومان ولكنها لم تترك أثر كبير في الموقع. أما الانباط فقد اتخذوها كنقطة تجارة عالمية، وأصبحت عبدات محطة مهمة على طريق البخور في الفترة الهيلينستية (اليونانية) ثم في العصر الروماني وكذلك في الفترة البيزنطية، كما وطوروا الزراعة ومن أهمها، زراعة العنب لصنع النبيذ.
أمتدت دولة الأنباط في أوج ازدهارها من سيناء الى جنوب سوريا. وكان الملك الحارث ، اول ملك نبطي ذكرته النقوش سنة 169 ق.م ، تحالف الانباط وقبائل بدوية من سيناء والنقب تمكنوا من الاستيلاء على البتراء (مدينة الادوميين) وجعلها عاصمة الأنباط.
أسس الأنباط مدينة عبدات في القرن الثالث قبل الميلاد، وصلت عبدات ذروة ازدهارها في القرن الرابع واستمرت بازهارها حتىالرن السابع ميلادي.
سنة 630 ميلادية ضرب المدينة زلزال مُدمر، وبعدها أصبحت “خربة عبدة” او عبدات، سكنت قبائل بدوية بجوارها فيما بعد، وقد اصبحت اليوم محمية طبيعية ومحمية من قبل اليونسكو.

كان اول اتصال بين الانباط وروما سنة 65 ق.م، حين زار القائد الروماني بومبي مدينة البتراء، منذ ذلك الحين نشئ تحالف بين الرومان والنبط (الانباط) واصبحت مملكة النبط الفاصل بين البلدان الخاضعة للحكم الروماني وبين القبائل البدوية القاطنة في شبة الجزيرة العربية.
سنة 90 قبل الميلاد خاض الملك النبطي عبادة الأول حروب بهدف توسيع مملكته واخضاع الشعوب التي كانت تضايقهم وقد احتل فلسطين وحوران. أما الملك النبطي الحارث الثالث فقد احتل القدس ودمشق.
سنة 106 ميلادية، أرسل الامبراطور تراجان حملة ضد الانباط واحتل البتراء وعبدات وغيرها وأصبحت دولة الانباط ولاية رومانية. بعد اعتناق الرومان المسيحية تم بناء الكنائس في مدنهم ، نجد في عبدات كنيسة جنوبية وكنيسة شمالية التي بنيت على أنقاض معبد نبطي.
التجارة والنقود:
كانت بداية الانباط حماة للقوافل التجارية ، ثم أصبحوا وكلاء محليين للتجارة ، ثم وسطاء في التجارة ، إلى أن أصبحوا أصحاب تجارة وسيطروا على الطرق التجارية في العالم ، حيث كانت قوافلهم المكونة من مئات الجمال التي تحمل البخور والتوابل والعطور من شواطئ عُمان واليمن ومروراً بمكة والمدينة والحجر ووادي رم إلى البتراء ( الرقيم ) عاصمة القوافل ، ثم تتفرع الطريق بها إلى دمشق شمالاً أو عبر النقب وكانت مدينة عبدات معبر مهم في النقب، على طريق القوافل ومنها الى سيناء غرباً للتجارة مع المصريين وكذلك كانت تحمل القار (الزفت) من البحر الميت للمصرين لاستخدامه في التحنيط وطلاء السفن.
بنى الأنباط العديد من محطات ومدن للقوافل توفر الأمن والراحة والمؤن والأسواق على طول الخطوط التجارية ومن أهمها مدينة صالح في وادي رم والبتراء وأم الرصاص وأم الجمال وبصرى وعبده في النقـب وخلصه وغيرها . بالإضافة إلى سيطرتهم على بعض الموانئ الهامة لتجارتهم مثل ميناء غزة وميناء العقبة .
كان للأنباط استقلاً مالياً، ولم يكن مرتبطاً بالدولة الكبرى كما جرت العادة في العالم القديم وتعود أول قطعة نقدية وجدت الى عهد الملك الحارث الثاني (110 ق.م ) . كانت النقود النبطية تضرب في عهد كل ملك، وكانت تحمل صورته، أو صورته مقترنة بصورة زوجته ، وعلى الوجه الآخر شعار الدولة وبعض العبارات ، وكانت النقود تصنع من النحاس أو البرنز أو الفضة .
الديانة:
تتصف الديانة عند الأنباط بخصوصيتها المحلية وانفتاحها على العالم الخارجي ، فآلهة الأنباط التي ابتدعوها هي الآلهة التي ورثها العرب فيما بعد وعبدت في الحجاز قبل الإسلام مثل اللات ومناه والعزة وهبل وهذا يعني أن الديانة عند الأنباط وثنية متعددة الآلهة ونتيجة للتواصل الحضاري والانفتاح على الحضارات الأخرى، بفعل التجارة فلقد تأثر الأنباط بثقافة وديانه الشعـوب المحيطة ، فعبدوا آلهة فينيقية تمثل الخصب ( عشتار) وأطلقوا عليها اسم محلي غطار عطيس ، كما عبدوا آلهة يونانية ورومانية ، كما تأثروا بشكل كبير بعبادات الحضارات الشرقية وأهمها المصرية والآشورية فعبدوا آلهة الرعد والمطر والزوابغ . ويبدوا من أهم آلهة الأنباط الخاصة بهم هو ألههم ذو الشرى كبير الآلهة وابن اللات . وبعد اعتناق الرومان للمسيحية غالبيتهم اعتنقوا الديانة المسيحية.

مصادر:
1. الموسوعة العربية ، http://www.arab-ency.com
2. الموسوعة الحرة ، https://ar.wikipedia.org
3. פרופ’ אברהם נג, ב על אם הדרך – עבדת

سهيل مخول – البقيعة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة