الشيخ مشهور فواز وزوبعة الماراتون:الخلل في الحوار المتكافئ يفسد للود قضية

تاريخ النشر: 14/05/18 | 12:53

كتب سعيد بدران
الهجمة الإعلامية الشرسة التي تعرض لها الشيخ مشهور فواز، مؤخرًا،، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بيّنت أننا رهط لا نجيد لغة الحوار، وحتى اننا لما نتعاطى مع مقولة “الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية”، يبقى هذا التعاطي زائفًا ويتلاشى سريعًا عند اول المطبات، وينقلب إلى اختلاف مفسدٍ للحوار وهادمٍ للقضية، وتتحول هذه المقولة من شعار موجِه لتقبل وتبادل الآراء المختلفة، إلى منجنيق لقذف الاتهامات التي تقود الى الشتائم وإلغاء الرأي الآخر وخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي التي تحولت لمنصة تصــــفية الخلافات الشخصية والفكرية سلبية كانت ام إيجابية.
ومن المؤسف اننا لا نتقن الحوار الايجابي الهادف للوصول إلى الحقيقة عبر النقاش البناء، وتبادل الآراء واسنادها بالدليل والحجة والبرهــــان، والالتزام بالموضوعية في كل قضية ومسألة تواجهنا وحتى وان لم تتوافق مع تفكيرنا ووجهة نظرنا الشخصية.
الشيخ مشهور فواز الذي يعتبر مرجعية دينية لها وزنها ومركزها في المجتمع العربي الإسلامي، لم يرتكب جريمة نكراء، وإنما يجتهد معتمدًا على القرآن والسنة النبوية اولًا، وما أتى به السلف الصالح ثانيًا. ولا بد من الإشارة إلى ان معظم القضايا التي تُطرح لاستصدار الآراء الدينية او الفتاوى ليست بالامر المعقد وكل ذي عقل سليم يقدر على فهمها بقواه الذاتية انطلاقًا من القاعدة الدينية ” الحلال بيِّن والحرام بيِّن”، وكل مسلم كيِّس فطن يستطيع التمييز بين الحلال والحرام، والمقبول والمكروه ومسبباتهما بسهولة.
حقيقتنا تظهر عند اندلاع الازمات، حيث نتحول من المنادين بالتعددية والحوار المتمدن في اوقات الرخاء إلى دكتاتوريين منفردين بالرأي، وحتى اننا لا نتردد بانتهاج اسلوب الحوار السلطوي والسلبي في قضايا لا يحوز الحوار فيها، ويصبح حوارنا حوارًا تصعيديًا، ونقدنا نقدًا هدامًا تخويفيًا يتسم بصبغة العنف الكلامي وحتى التحريضي، ولا يعتمد على وضع هدف محدد. ويكون هذا الحوار، في كثير من الاحيان، مبطنًا بنوايا خبيثة سعيًا لإدراك أهداف معينة، ويتميز بنبرة من العدوانية وإلغاء الطرف الآخر.
ويظهر جليًا للعيان، ان البعض قد انتهج حوارًا معاكسًا يحاولون بواسطته اثبات ذاتهم عبر التميز بالاختلاف وعلى حساب جوهر الحقيقة وحتى وان وصل بهم الأمر إلى حد القذف والشتيمة.
ومما لاحظته ايضًا ان الحوار لم يكن متكافئًا ولم تمنح للطرفين فرصة التعبير وبيان حقيقة الطرح واحترام الرأي الآخر، ولم يتحلى بأدنى صفات الحوار المتعلقة بالحياة اليومية الواقعية.
والملفت للنظر ان معظم الذين انتهجوا الحوار المعاكس السلطوي، كانوا من العلمانيين الغرباء عن ام الفحم، وكذلك الكثير من غير المسلمين، وهذا الأمر مثيرًا للاستغراب ويضع العديد من علامات السؤال، سيما وأن المسألة تخص المسلمين. وهذا ما حدث بالضبط بزوبعة الجدل التي ثارت بشأن مشاركة إحدى ال”مسلمات المحجبات” في برنامج “الاخ الأكبر”، ويا حبذا لو تكرّم هؤلاء والتزموا الحياد، لان “اهل مكة ادرى بشعابها”.
وخلاصة الحديث، فإن ام الفحم هي نموذج مصغر لحالة الصراع المجتمعي وعدم قبول الرأي الآخر بين التيارات الفكرية والسياسية في المجتمع العربي عامّة، ولكن وجب التأكيد على ان وجه ام الفحم وتاريخها وحاضرها الإسلامي والوطني لن يمسه السوء أو الضرر اذا اجتهد البعض وعملوا من اجل المحافظة على الثوابت الدينية والأعراف الاجتماعية في مجتمع محافظ تغلب عليه النزعة الدينية. هكذا كان وما زال وسيبقى المنارة الأولى في أرض الرباط. ولا بد من التأكيد على ان تعاليم وضوابط الدين الإسلامي ثابتة وباقية حتى تزلزل الأرض زلزالها، ولا تقبل التحريف أو القسمة على اثنتين.
واخيرًا لا بد أن اقتبس ما قاله الوزير اللبناني السابق، وئام وهاب، عن مفتي لبنان محمد حسين القباني، أثناء حرب لبنان ٢٠٠٦ حيث قال:” اما بيحكي مثل لبساته واما بيلبس مثل حكياته”. ومن يعرف الشيخ مشهور فواز، يعرف جيدًا انه يحترم جبته وعباءته وحرصه الشديد على دينه.

‫2 تعليقات

  1. شكراً أخي لك على هذه اللفتة ! الشيخ مشهور عو حقاً مرجع ديني صادق وواضح ولا يحق لأحدٍ أن يمس او يشكك في فتاويه وأقواله! أما ألأخت المحجبة المشاركة ببرنامج لا يهم احداً ولا يمثل أي شيء بالحياة! فرسالتها ومشاركتها غير مقبولة أساساً ولا يوجد أي مبرر لمشاركتها ببرنامج لا اخلاقي كهذا! وإن كانت لديها رسالة للشعب اليهودي تريد ايصالها فهناك مليون طريقة ومكان غير هذا
    وحجابها هذا لا يمثلني بتاتا وبالطبع مشاركتها
    ادامك الله يا شيخ مشهور وسلمت ايها الكاتب
    و

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة