يا أمي ..دموعي ما زالت سجينة.!

تاريخ النشر: 19/03/18 | 8:24

هربتُ من آخر لحظات عمرها
خفتُ من وقع طعنات وداعها
اقتحمتْ جارتنا غرفتي
وقالت : أمك أعطتك عمرها ! .
شاركتُ المشيعين دفنها
ودَّعتُ قبرها
ما زالتْ تنام في فراشها
تقوم منه في موعد صلاتها
وتطلُّ عليَّ من أحلامها
لأرتوي من أنفاسها
قبل المنام
ما زالتْ تغنّي لي في الليل
أغنية الحمام
وما زالتْ تشيعني بدعواتها
قبل الدوام
************
منذ موتها لم تدخل غرفتها
قدميّ
أخاف ان لا تطلّ عليَّ من
وسادتها
أخاف أن لا أسمعها :
تنادي ..
” يمّا ناولني شربة ميَّة .!”
أخاف ان لا أجد أبريقها القديم
وصورتها وهي صبية
أخاف أن لا أحسَ راحتيها
تتحسسان راحتيَّ
أن لا أحسُّ شفتيها
تلامسان وجنتي ِّ

*********
كيف بقيتْ دموعي
متجمدة خرساء
تهيم في فضا ضلوعي
وتأبى الأنفجار
كيف بقي بكائي
يسبح في شرايين دمائي
هائماً بلا مسار

******************
أنام في حضنها
فأشعر أني في بيت سحري
معلُّق فيه قنديل
والقنديل في فضاء درِّي
ينشر حوله ظلال من الفرح
تخالطها رسمات خفيفة
من ضوء حييّ
********************

أدخل الى بيت زجاجي
لا يدخله إلّا الضوء
وعطرها الزكي
ودقات قلبها
ووجهها القمري
فأدخل الى فضاء من السكينة
فأتنفس عطرها
وأنام على دقات قلبها
وأحلم بحبها العطري
********
في حضنها
رأيتُ شالها الزهري
يرفرف فوق وجنتيَّ
ويحكي لي قصة ألوان
قوس قزح
و يرسم على شفتي
بسمة فرح
ولمسات حنان
**********
في الليل زارتني
وحكتْ لي
قصة ليلى الحمراء
والذئب المفترس
والحطاب والطريق الطويلة
والطريق القصيرة
فأخاف .. فأحاول الغوص
في أعماق حضنها
عميقاً ..عميقاً
حتى يأتي الحطاب
من بعيد من أعماق الغاب
وينقذها
من الذئب الشرير
فأشعر بالأمان
**************

يوسف جمّال – عرعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة