خيال لما سيحدث لو حاول رائد فضاء الهبوط على كوكب المشتري؟

تاريخ النشر: 28/05/18 | 18:00

أفضل طريقة لاستكشاف الكواكب السيارة في المجموعة الشمسية أو أي جرم فضائي هي الهبوط على سطحه، وهذا هو السبب الذي دفع البشر لإرسال المركبات الفضائية إلى القمر وكواكب عطارد والزهرة والمريخ وقمر زحل تيتان، وغيرها من الأجرام السماوية الأخرى. ولكن هناك عدد قليل من الأجرام السماوية في النظام الشمسي يتمنى الفلكيون هبوط المركبات الفضائية على سطحها لأنها لا زالت تشكل لغزا كبيرا في طبيعة السطح والغلاف الغازي فيها منها كوكب المشتري.

يتكون المشتري من غاز الهيدروجين والهيليوم في الغالب، لذلك فإن محاولة الهبوط على سطحه ستكون مثل محاولة الهبوط على سحابة على الأرض، لأنه لا توجد طبقة صلبة بحيث تستند عليها المركبة على كوكب المشتري، حيث أن سطح المشتري مجرد امتداد لا نهاية له من الغلاف الجوي وهذا ما تم معرفته حتى الآن.

والسؤال الكبير هو: هل يمكن أن نجد مكانا على سطح المشتري يمكن للمركبات الفضائية الهبوط عليها؟ وكيف يمكن أن نحدد المكان الذي ستهبط عليه المركبة على الرغم من أننا لا نستطيع أن نفرق بين الغلاف الغازي للمشتري وسطح الكوكب. من المهم أن نعرف ميزة في المجسات القمرية وهي أنها لا يمكنها الهبوط على أي جرم سماوي له غلاف غازي، بما في ذلك كوكب المشتري، ومع ذلك، فإن أي مركبة فضائية مهما كانت حديثة ومتطورة، فإنها لن تبقى على قيد الحياة لفترة طويلة في كوكب المشتري، وبالتالي فإن المجسات القمرية عينة جيدة من عدة خيارات التي تكشف عن نوع المجس الافتراضي الذي يمكن أرساله للهبوط على المشتري. من المشاكل والتحديات الرئيسية التي يجب معرفتها أن الغلاف الجوي لكوكب المشتري لا يحتوي على الأكسجين، لذلك تأكد من جلب الكثير من الأوكسجين معك في المركبة للتنفس إذا سافرت بنفسك إلى الكوكب. والمشكلة الأخرى هي درجات الحرارة الحارقة، لذلك عليك بحمل مكيف هواء ضخم من اجل القيام بهذه الرحلة الخطرة. وبالنسبة إلى jupiter-cloudsالحجم، فهنالك عدد من الكواكب بحجم الأرض التي عليك تجميعها من مركز المشتري، وبينما تدخل الجزء العلوي من الغلاف الجوي لكوكب المشتري بسرعة تصل إلى 177,000 كيلومتر في الساعة تحت سحب الجاذبية للمشتري، ولكن تواجه هذه الخطورة عليك الاصطدام بجو أكثر كثافة والتي سوف تكون مشابهة بالاصطدام بجدار صلب.

بعد حوالي 3 دقائق سوف تصل إلى 250 كيلومتر أسفل قمة الغلاف الغازي للمشتري، وهنا سوف تواجه كامل تأثير دوران المشتري حول نفسه، فكوكب المشتري هو أسرع الكوكب في دورانه حول محوره في نظامنا الشمسي، وتبلغ مدة يومه حوالي 9.5 ساعات من الأرض، وهذا يخلق رياح قوية يمكن أن تصل سرعتها إلى حوالي 480 كيلومتر في الساعة. وعندما تصل إلى عمق 120 كيلومتر تحت سطح السحب، يمكنك الوصول إلى الحد الذي لم تصله الاكتشافات البشرية، فقد طار المجس غاليليو على مسافة أقل عمقا في جو المشتري في عام 1995. واستغرق فقط 58 دقيقة قبل أن يصل إلى هذه النقطة قبل أن تفقد الاتصال وتدميرها في نهاية المطاف بسبب الضغط الجوي الهائل الذي يزيد عن 100 مرة من مقدار الضغط الجوي على سطح الأرض، وفي هذه الحالة فأنك لن تكون قادرا على رؤية أي شيء، لذلك ستكون بحاجة إلى أدوات خاصة لاستكشاف البيئة المحيطة بك. وإذا ما وصل المجس المقترح على عمق 690 كيلومترا أسفل الغلاف الجوي للمشتري، فان الضغط الجوي سيصل إلى أكثر من 1,150 مرة أعلى، وهنا لن يبقى المجس على قيد الحياة، بسبب الضغط ودرجة الحرارة الكبيرة جدا والتي لا يمكن لأي مجس فضائي تحملها. ومع ذلك، دعونا نتساءل هل يمكن أن نجد وسيلة للغوص إلى أعماق ابعد داخل الغلاف الجوي للمشتري؟ الحقيقة أنه لو تحقق لنا ذلك فسوف نكتشف بعض اغرب أسرار المشتري، ولكن للأسف فلن يكون لديك أي وسيلة اتصال لإخبار العلماء على الأرض أو حتى في الفضاء عما تراه داخل الجو العميق للمشتري لأنه يمتص موجات الراديو، لذلك ستكون بعيدا عن العالم الخارجي، وغير قادر على التواصل

وعلى فرض أنك وصلت إلى عمق 4000 كيلومترا، فأن درجة الحرارة هناك تصل إلى حوالي 3370 درجة مئوية، وهي حرارة كافية لإذابة التنغستن tungsten وهو المعدن صاحب أعلى نقطة انصهار في الكون. وعند هذه النقطة، سوف تكون قد انخفضت لمدة 12 ساعة على الأقل، ومع ذلك فأنك لا زلت في منتصف الطريق. وعلى 21,000 كيلومتر، يمكنك الوصول إلى الطبقة الأعمق في كوكب المشتري، ويصل الضغط عند هذه النقطة إلى 2 مليون مرة أقوى من الضغط الجو على سطح الأرض. ودرجة الحرارة تكون أكثر سخونة من سطح الشمس. هذه الظروف قاسية جدا بحيث أنها تغير كيمياء الهيدروجين من حولك، وتضطر جزيئات الهيدروجين إلى أن تقترب من بعضها البعض بحيث تفقد الإلكترونات فيها، وتشكل مادة غير عادية تسمى الهيدروجين المعدني metallic hydrogen وهو معدن شديد الانعكاسية للغاية، لذلك لا تحاول استخدام جهاز الإضاءة لترى أمامك لأنها ستكون مستحيلة. كما أنها طبقة صلبة جدا مثل الصخور، لذلك كلما عمقت أكثر داخل الغلاف الغازي، فأن قوة الطفو من الهيدروجين المعدني تقاوم سحب قوة جاذبية المشتري للأسفل، وفي نهاية المطاف، عندما تتساوى هاتان القوتان، فسوف تجعلك عائما في منتصف كوكب المشتري، غير قادر على التحرك صعودا أو هبوطا، ولا وسيلة عندئذ للهروب!

وهنا نكتفي بالقول أن محاولة الهبوط على المشتري هي فكرة مجنونة، ونحن قد لا نرى ما هو تحت تلك السحب الرهيبة، لذلك فمن الأفضل دراسة هذا الكوكب الغامض والجميل من بعيد!!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة