بين ميسي وزارع القلوب

تاريخ النشر: 22/02/18 | 19:09

وكشفت مجلة “فوربس” الأمريكية، ، عن قائمة نجوم كرة القدم الأعلى أجرًا عن عام 2017، حيث تصدرها رونالدو ب 93 مليون دولار ، وتلاه الأرجنتيني ليونيل ميسي، نجم برشلونة الإسباني، بـ80 مليون دولار.
وبحسب المجلة، فإن البرازيلي نيمار، لاعب برشلونة( واليوم في باريس سان جيرمان والأعلى أجرًا )، حلّ ثالثًا بـ37 مليون دولار، تلاه الويلزي غاريث بيل لاعب ريال مدريد بـ34 مليون.
وجاء في المركز الخامس السويدي، زلاتان إبراهيموفيتش، نجم مانشستر يونايتد الإنجليزي بـ 32 مليون دولار. واللائحة تطول.
خبر قرأته وأزعجني ، رغم أنّني من عُشّاق كرة القدم ، حيث لا اترك مباراة مهمّة في الدوري الاوروبيّ أو كأس ابطال اوروبا أو كأس العالم وكلّ القارات إلّا و” شرّفتها ” بحضوري من خلال تلفزيوني القابع في الصالون، والذي اعتاد عليَّ وعلى القهوة والمُكسّرات!
حقيقة ففي داخلي مرارة ، وأنا أسمع وأقرأ وأشاهد التعاقدات الماليّة مع نجوم كرة القدم أمثال ليونادو وميسي والعشرات بل والمئات، فقد فاقت كلّ تصوّر وحدّ، فهي كبيرة وكبيرة جدًّا لرياضيّ مهما علا كعبه في فنّ الكرة ؛ هذه الفنيّة التي تستهزئ بها معظم النساء قائلات : دعونا ومسلسلاتنا وخذوا ميسي واهله!.
عشرات الملايين من الدولارات لقاء فنيّة بالقدم!.
أقول بالقدم رغم أنّ للعقل والرؤيا ةالحكمة أدوار ، ولكنّ هذا العقل وهذه الرؤيا وتلك الحكمة تقف مشلولة وعاجزة أمام الجرّاح الكبير الذي يُلوّن الحياة ويعيد لها بريقها من خلال غرفة العمليّات، بزراعة قلب او كلية او طحال… هذا الطبيب الجرّاح والذي قضى السنوات الطوال يدرس ويُنقّب ويبحث تجده يتقاضى راتبًا أقل بعشرات الاضعاف من هذا ” النجم ” أو ذاك.
هل من العدل والمنطق والنزاهة او يكون ذلك ؟!أم انّه جور وهوس يستدعي شيئين اثنين : إمّا أن نفكّر جليًّا ونعيد حساباتنا فيه، أو أن نُوجّه اطفالنا الموهوبين منذ نعومة اظفارهم الى الكرة والكرة فقط ، ولا كان الطبّ ولا اهله .
قال لي احدهم مرّة وأنا أبدي امامه رأيي هذا : أنّ النجوم قلائل والفائزون بمثل هذه الرواتب قليلون . فقلت لا يا صاحبي أنهم كثر وبالمئات والألوف.، فبعض الفرق الاوروبية كما الاسبانيّة ميزانيتها تُضاهي ميزانية بعض الدول الافريقية !!!
ومع هذا وذاك ورغم نقدي وانتقادي ، سأبقى أتمتع بمشاهدة المباريات الجميلة ، بل وأنوي قريبًا أن أحضر مباراة على ارض الواقع البرشلونيّ مهما علا وارتفع ثمن التذكرة والتكلفة ، فحضور المباريات من صالوني شيء ، ومشاهدة المباريات من ارض الواقع شيء آخر يختلف.
كما وأن عيوننا تنتظر وترقب العشب الاخضر في موسكو وسان بطرسبورغ والذي سيخضرّ اكثر بعد اشهر قليلة.

زهير دعيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة