الدوّامة! – د.محمود ابو فنه

تاريخ النشر: 26/01/18 | 18:05

الدوّامة!
لا يدري متى وكيف تنتهي الرحلة؟!
ما يعرفه أنّه يركب في قارب خشبيّ بدائيّ، مع مجداف قديم، لا يملك بوصلة، ويقتات بما يجود عليه البحر من أسماك، ويشرب ممّا يتجمّع على حواشي القارب من ندى وبخار!
يجدّف ويجدّف والقارب يتقدّم، أحيانًا، باتّجاه ضوءٍ ضعيف ينبعث من بُعد، فيشعر البحّار
بشيء من الراحة والسكينة، خاصّة عندما تهبّ نسائم خفيفة، ويكون البحرُ هادئًا حانيًا!
وأحيانًا تغضب الطبيعة وتزمجر، وتهبّ رياحٌ عاتية هوجاء، وتعلو الأمواج، فيهتزّ القارب ويترنّح، فيشعر البحّار بالخوف والحيرة، ويبدو له أنّ ساعة الوداع من الحياة قد دنت!
وهكذا، بين الأمل واليأس، يَمضي البحّار في رحلته الشاقّة نحو بصيص النور البعيد!
يتساءل بحرقة: هل تسعفه قواه ليواصل التجديف مع قاربه البدائيّ ومجدافه القديم ليصل إلى
بقعة الضوء على الشاطئ البعيد؟
أم تذهب جهوده سدًى، وتتلاشى قواه وتنهار، ويتحطّم المجداف، ويغرق القارب في لجج البحر، فيهوي البحّار ليكون غذاءً لأسماك القرش المتعطّشة للفريسة!
إنّه يعيش في دوّامة صعبة ولا يدري هل سيتجاوزها ليرتاح!!

د.محمود ابو فنه

تعليق واحد

  1. رائعه جداً
    البحّار يمثّل كل شخص منّا في قارب الحياة

    لكن نحن مسلمون مؤمنون بالغيب
    لا نقنط أبداً من رحمة الله

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة