صَمتُ المهاجِرِ

تاريخ النشر: 16/01/18 | 16:20

خُذيني لِفَجرِ الصَّمتِ يا عَينَ الحقيقَةِ .
أَمضي… ويَمتَصُّ الحديثُ صَدى خُطايَ السَّحيق.
ويمتَصُّني اللّيلُ نَزفًا تَغَشّى شِراعَ الجنون ..
وصَوتًا تَقَمَّصَ لَونَ البَريق.
**
كَم مَرَّةً سَتموتُ الطُّيورُ بِحِضنِ الظَّلامِ..
لِتُدرِكَ أنَّ سماءَ اللّيالي؛ زَرقاءَ أيضًا …
وأنّ النّجومَ تَغيبُ، لِتَرجِعَ…
وأنّ العَتمَ يَذوبُ… يَذوبُ..
إذا صَدَقَتهُ لَظاها العُيون؟!
**
فَسيحٌ هذا المدى ..
وأوسَعُ مِنهُ فَضاءُ انشغالي، وَصمتُ الْمَهاجِرِ.
**
وكم مرّةً سَأَمُدُّ يَدَي …
ويَنأى المنال؟!
ويَرحَلُ صَوتي بَعيدًا بَعيدًا …
ويَشقى السُّؤال؟!
وأرسمُ صورَةَ بَدءِ الشُّروقِ…
بِلون الظّلال؟!
لِترتاحَ روحي…
وتهجُرَ عِشقَ ارتكابِ الخيال؟!
**
خُذيني عُيونًا تُخَبِّئُ الأفقَ…
أُمنِيَةً يُحاذِرُ صَمتي مَداها…
وحُلُمًا؛ يُراوِدُ غُبارَ أجنِحَتي العَتيقَةِ…
لَيَمضي.
**
أَيَّ قَلبٍ أحمِلُ ؟
وخَلايا ارتِحاليَ تَشتاقُ نَبضي!!
ثَقيلٌ دَبيبُ النَّبضِ؛ حينَ يُجَسِّدُني الهوى
نَشيدَ الهروبِ خَلفَ الهروبِ.
ويُنشِدُني عُمرِيَ المبحوحَ أغنِيَةً بِلا أصداءَ..
وأركَبُ موجَةَ الأبعادِ …
ومَساري باتَ خَلفي…
يَكتُبُ تَأبينَةَ الغابِرين.
***
آهِ يا مَجدَ الشَّمسِ المخنوقَةِ خَلفَ الشّفَق!
ألوانُكِ باقِيَةٌ فينا…
أسرارًا؛ تَحكيها الأسرارُ
صَوتي… خَربَشتُ بِهِ أُفُقي…
وسَيَعشَقُ ظِلّيَ المثقوبُ صورَتَهُ على الجِدار
**
خُذيني لِلَيلِكِ…
يَلَذُّ بِعينِ الظّلامِ العَتب…
خذيني…
سَأرسِمُ صَمتي وَحيدًا..
وأغفو بِظِلِّ فُروعِ النَّسَب…
**
آهِ.. يا بِلادَ الخارجينَ على الغَضَبِ…
تَرَكتُ النُّعاسَ يَنامُ بَعيدًا ..
وبُحتُ بِسِرِّ ارتِحالِ الطُّيورِ ..
لأرضٍ يَجيئُ إليها السَّبَبُ…
يُفَتِّشُ فيها لَهُ عَن سَبَبٍ !

نثرية بقلم: صالح أحمد (كناعنة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة