مواقفنا تُعرّينا

تاريخ النشر: 10/12/17 | 11:54

لاهــــونَ مَركِبُنا يَـرنــو لِماضيــنا = عافــون كلُّ الدّنا كانت بأيدينا
أرواحُنا ما اهتَدَتْ تَشقى تُعاتِبُنا = ظمأى تُرجّي سَــرابًا في بوادينا
ما مِن صَهيلٍ هنا يَحكي تَباسُلَنا = وهمًا جنوحُ الرّؤى يُغري تَرائينا
على جنونِ النَّوى نَقضي ويَسكُنُنا = ليــلٌ نَلــوذُ به نَطــويهِ، يَطــويـنا
نَسقيهِ ما نَسـتَقي من ظَنّنا شـغَــفًا = نُعيرُ لونَ الرّدى معنى تَعازينا
كم لفّنا الصّمتُ في أفياءِ سَكرَتِنا = والصّمتُ روحُ السّدى تُحيي تَشظّينا
لا يبزُغُ الفجرُ حتى تنجلي حُلَكٌ = والــنـّورُ يُهدي الرّؤى مَجلى تَصافينا
يا ليلُ ويحَ النّهى صَيَّرتَنا شَــفَقًا = كم كُنتَ كفَّ السـدّى تُذكي تَهاوينا
باتَت مَواجَعُنا للوهمِ تُســلِمُنا = نشـــكو… مواقِـــفُــنا باتَـت تُعَــرّينا
نمضي جنونُ الهوى يقتادُ خطوَتَنا = وما يُغَــذّي الهَــوى إلا تَـمادينـا؟
ويلاهُ ليت الهوى يُذكي مَواجِعَنا = أو لَــيــتَــهُ يُــغــــني إلا تَـبــاكيــــنــا
عذرًا دمشقِيَ لم تفديكِ أمنيتي = وجمرةُ الحـسّ نُهــديها فَــتُـشــــقينا
عذرًا فنارُكِ لا تَـشــتاقُ أدمُعَنا = لو كانت الخيرَ ما ارتاحَتْ أعادينا
وغارَةُ الرّومِ لم تَرجع لمَشرِقِنا = وما اســـتَــفادَت مَجـوسٌ من تَــلَـهّــينا
وما استباحَ عَدُوٌّ أرضَ مقدسنا = وما اســـــتَـبَـدّ غريبٌ في نواصيـنا
بغدادُ عذرا ألِــفنا قَهرَ أنْفُسِــــنا = فَــمَـن يُــعَــلِّـمُنا قَـهـر الـهَـوى فينا
أو مَن يُعلّمُنا حرفًا يُترجِمنا = جرحًا تَــأبّى على معنى تَــأسّـــينا
والقدس تسأل عن جدوى تَحاوُرِنا = نحن الألى للسُّــدى صِرنا شَــرايينا
نُهديكِ ما لا نرى مِن عّذرِنا صفةً = وهـــمًا ويَـبـــــقى بهـــا زورًا تَــغَــنّــيـنا
يا قدسُ كُفّي النّدا ماذا سوى عطشٍ = يا جنّـة الأرض قد يَجني تَراخينا
يا رعشة الموت مرهونٌ لها عنقي = ويصير ليل الرّدى يُشـقي تَـناسـينا
كلّ الشّوارع قد ضاقت بأمتِعَتي = كيف ارتَضيتُ شرودي دونها دينا؟
يا شامُ عزّ الصّدى من أحرفٍ صَمَتَت = أأقصّ عنك الرؤى والليلُ يَحوينا
شقّي ثياب الدّجى، عودي مرايا الفضا = يأتيكِ صوت الـنُّـهى.. كُنّاكِ كونينا
يا أخت فجري أنا أحرقت أشرعتي = مذ باتَ فيك المدى معنى تَجافـينا
سكنتُ قلب الرّجا.. مَنحتُهُ لغتي = أمّــلـتُ فيهِ الـنّـِــدا يَحــيا ويُحـيـيـنا
أمّـلــتُــهُ مَوقِفًا معــنــاهُ لُــحــمَــتُنــا = تَزهــو ولونُ الهــدى فيها يُحاكينا
يشفي الجراحاتِ في صفحٍ ومكرمةٍ = ويعودُ صوتُ الهـدى للحقِّ حادينا

شعر: صالح أحمد (كناعنة)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة