أول وكالة عربية تركية أوروبية إفريقية آسيوية للعلاقات العامة المعاصرة

تاريخ النشر: 13/11/17 | 13:19

عندما نفتح صفحات التواصل الاجتماعي أو نقرأ على مواقع البحث المختلفة عن مؤسسات العلاقات العامة ووكالاتها وجمعياتها ، نحصد الكثير من النتائج ، ولكن المختصين الذين هم أرباب صناعة العلاقات العامة من المفكرين والأكاديميين يضعون عشرات علامات التساؤل على دور ووظيفة وطبيعة عمل هذه المؤسسات والوكالات .
وبعد أن سمعنا بميلاد مؤسسة حديثة تضع العلاقات العامة الدولية في واجهة الاسم والتوجه ، رغبنا بالتعرف إليها عن كثب ، وكانت لنا زيارة إلى مقرات مؤسسة سمارت فيوتشر المركزية في مدينة اسطنبول في تركيا ، وحوار عاصف مع المستشار الدولي د. نزار الحرباوي الذي يقودها على رأس مجلس إدارتها ، وكعادتنا في طرح الأسئلة بجرأة، وحول وحدة الموضوع التي نتبناها كان حوارنا موزعاً على المجالات الآتية :

د. نزار ماذا تعني لك العلاقات العامة العصرية ؟
العلاقات العامة هي مفتاح التواصل البشري في كل الفنون التواصلية المعروفة في يومنا هذا ، وهي التي يجمع بين فنون الإعلام ومجالات التواصل المجتمعي ، وتزاوج ما بين بناء شبكات العلاقات الشخصية وتوظيفها وتأطيرها ، وتصميم النماذج للمخططات والحملات الفردية والعامة ورسم الصورة البانورامية للمؤسسات والأشخاص ، فهي مظلة جامعة لكثير من مسارات علم الاجتماع وعلوم الإعلام وفنون التواصل والتقنية الحديثة في الآن ذاته .

هل فعلا يمكن تحقيق هذا المفهوم في العالم العربي وأفريقيا في ظل الظروف الراهنة ؟
تحقيق المفهوم نظريا أمر متاح بوجهة نظري أستاذة سعاد ، وهذا يعود إلى أن التأليف والتصنيف والبحث العلمي التجريدي في مجالات ومسارات العلاقات العامة اليوم أمر ميسور وإن كانت الجودة فيه متفاوتة ، ولكن الصعب فعليا هو تأسيس المنظومة الشاملة للعلاقات العامة الناشطة والناضجة من خلال جهد مؤسسي يراعي الفرق التخصصية والاستشارية واللغات والفوارق الفردية بين الشرائح المجتمعية والفئات المستهدفة ولغة الخطاب وفنون التكنولوجيا المطلوبة لتحقيق الأهداف .
ومع كونه صعباً إلا أنه ليس مستحيلاً ، ولذلك خضت غمار هذه التجربة بعد سلسلة من الخبرات المكتسبة من خلال تعاملنا في مجالات الحياة الأكاديمية والبحثية ، وسنوات العمل الإعلامي امام الشاشة ، وأكثر من عقد في التدريب التخصصي ، وبعد شبكة مميزة من العلاقات الشخصية مع مؤسسات بحثية ومراكز علمية ومستشارين دوليين ومنصات إعلامية تقليدية وعصرية ، فكان بناء مجلس الإدارة لسمارت فيوتشر الحلقة الأصعب ، والتي كانت مبشرة بالفعل نتيجة التنوع العرقي والثقافي والمعرفي والقدرات الخاصة التي يتمتع بها أعضاء المجلس الكرام من مختلف الجنسيات التي ينتمون إليها وينشطون فيها .

أنت أنشأت مؤسستك مع فريق العمل الخاص بك ، وكانت لديك محاولة في ها الاتجاه ، هل هي محاولة ناجحة ؟
هذا ما كنت أحاول الوصول إليه فعليا ، هل نجحنا ؟
للإجابة على هذا السؤال أظن أننا في البعد النظري نجحنا وحققنا قسطاً كبيراً من مرتكزات النجاح ، وإرهاصات النجاح الفعلي متحققة ، ولكن حداثة النشأة بعد سنوات التخطيط والتشبيك تجعل الحكم على هذه المؤسسة الدولية غير دقيق ، فالزمن وحده كفيل بإثبات قدراتنا وسعة انتشارنا ومستويات الخبراء العاملين لدينا في القارات الخمس وباللغات العالمية .

على ماذا اعتمدت في تكوين هذه الشبكة من العلاقات ؟ ومن أين جئت بها ؟
القوة في تأسيس مثل هذه القاعدة الواسعة من شبكات العلاقات تعتمد على ذاتك قبل الآخر ، وعلى فهمك لطبيعة ممفهوم العلاقات العامة قبل الانطلاق فيه ، وإجابتكم عن سؤالكم الكريم ، فقد اعتمدنا في مجلس الإدارة على علاقاتنا الذاتية كأساس ومنطلق ، كل في بيئته ومجاله الجغرافي والمعرفي ، ومن ثم بدأنا بتبويب هذه المعطيات وتوسيعها وجدولتها وتعزيزها كماً ونوعاً من خلال التواصل بالجهات والمؤسسات والشخصيات الهامة والفاعلة في دول العالم المختلفة .
لذلك تجد المنطلقات الأكاديمية والإعلامية والفنية والثقافية والاقتصادية حاضرة بقوة في تشكيلة قواعد معلوماتنا المتجددة ، فقد وضعنا نصب أعيننا أن نصل لمن نريد بكل احتراف وجهد ودأب حتى نحقق السبق الفعلي والقدرة على الانتشار الهادف والتأثير المرجو .

هل شبكتك من الإعلاميين فقط أم لديك روابط بشرائح أخرى ؟ وهل لديك فعلاً القدرة على التشبيك معهم عندما تدير دفة حملة ما ؟
سؤال أشكرك عليه ، بكل تأكيد دراستي الأكاديمية في مجالات الإعلام ، وسنوات الخبرة في العمل الإعلامي في أكثر من دولة عربية وغير عربية أوجدت لدينا خيارات متعددة في ميدان الإعلام والإعلام التفاعلي المعاصر ، ولكن عندما نتحدث عن العلاقات العامة فإن الإعلام جزء منها بكل تأكيد .
نحن اليوم بفضل الله نمتلك شبكة قوية وممتدة من العلاقات مع المستويات الحكومية والرسمية والقطاع الخاص واتحادات رجال الأعمال كما نمتلك العلاقة مع الإعلاميين ، وكما نشرنا أشرعتنا في مجال الوسائل التواصلية والاجتماعية العصرية ، توسعنا في علاقاتنا مع الفنانين والمجموعات النسائية والرياضيين ونحوهم ، وكما أن شبكتنا تضم المستشارين الدوليين في مجالات الإدارة والحوكمة فهي شبكة تضم الرياديين في عالم التخطيط والتنفيذ والإشراف والمتابعة والتقييم والتقويم .

العالم العربي اليوم بالحد الأدنى لا يتعاطى مع فكرة الاستشارات التخصصية في العلاقات العامة ؟ ومن خلال بحثي وسؤالي لبعض الأصدقاء وجدت أن الحال في تركيا لا يختلف عن ذلك كثيراً ، إلام تعزو ذلك ؟
هذا صحيح بكل أسف ، لا زال مفهوم وأثر العلاقات العامة غير مفهوم لدى كثير من الجهات الرسمية والمؤسساتية والفردية في عالمنا العربي ، ومن يقوم بتطبيق اسم العلاقات العامة في هيكل مؤسسته فهو يعتمد على روتين التواصل المعهود مع المؤسسات والأفراد في مجالات الاعلام الاجتماعي والظهور الإعلامي ، وعمل النشريات والمطبوعات ونحوها ، وهذا جزء يسير وبسيط من عمل العلاقات العامة واستهتار بالجزء الأكثر فاعلية وتميزا فيها وهو التوظيف الفعلي للمعلومة واستثمارها زمانا ومكانا وإنساناً بما يحقق أعلى سقف ممكن من النجاح .

أنت تزعم أن مبادراتكم قادرة على النفاذ في القارات الخمس بأكثر من لغة دولية ، هل هذا صحيح أم أنه شعار للاستهلاك والترويج الإعلامي ؟
بالفعل ، هذا زعمنا ونحن نقف خلفه وندعمه بالحقائق ، فمؤسسة سمارت فيوتشر اليوم بتحالفاتها وتعاقداتها وفرقها التخصصية والفنية العاملة على أتم الجاهزية لتغطية الجغرافيا العالمية ، بلغات العالم المختلفة ، كاللغات الانجليزية والصينية والأوروبية والإفريقية والآسيوية المتعددة ، وهذا أمر يتعدى الترجمة ، بل يتوسع بعد مجال الإعلان والإعلام ، إذ كيف يمكن لنا إدارة حملة إعلانية عالمية ونحن لا نمتلك الأدوات اللازمة لذلك ، واللغة مفتاح أساسي في هذا .
هنا نقطة لا بد من الإشارة إليها في مسألة لغات التواصل ، فعندما نريد خطاب الشعب الإثيوبي الذي يبلغ تعداده فوق المائة مليون إنسان ويتحدث عدة لغات أهمها اللغة الأمهرية ، فاللغة المستخدمة للخطاب تختلف كما يختلف المشرق والمغرب في حال كوننا اعتمدنا على المترجمين العاديين ، وبين اعتمادنا على مراكز ترجمة وإدارة حملة توافقية من داخل البلاد ، فالمصطلح يختلف ودلالات الكلمات تختلف وأبناء البلد يكتبون الكلمات الأمهرية – وهي كثيرة الحروف – بطرق مختلفة، وهذا مثال من أمثلة .

د. نزار :سمارت فيوتشر انطلقت الآن ، هل ستكون فرصة استثمارية لك ولمجموعة المستثمرين معك أم ستكون مدرسة لتأصيل الوعي بمفهوم العلاقات العامة ووسائلها العصرية؟
الربح المادي جزء أساسي من أهدافنا ، فنحن مؤسسة نشأت بغرض الربح بالدرجة الأولى ، ولكن طبيعة المكونات والتشكيلات المعرفية والبحثية والكوادر المشرقية والغربية التي انتقينا العمل معها تتسم بكونها مميزة في مجال عطائها بشكل يزاوج بين تحقيقنا لربحنا المادي وسعينا للإفادة ونقل الخبرات والمعارف إلى البيئات التي تتعامل معنا من خلال تدريب وتأهيل الكوادر العامة في الجهات المنتعاقدة معنا على مهارات الاتصال والتواصل وبناء القواعد المعرفية ومنهجيات التأثير وكيفية قراءة التغذية الراجعة وتحوير وتحويل المخططات المؤسسية ، والتدرب على الخطاب العام والخطاب الخاص ونحوها من مهارات تسهم بتعزيز حالة الوعي العام بمنطلقات ومرتكزات العلاقات العامة العصرية وهذا مكسب ثانوي لكل مؤسسة يتعدى ما يتم الاتفاق عليه معها في نصوص اتفاقاتنا القانوينة والفنية .

في الختام نشكرك جداً دكتور نزار الحرباوي الخبير الدولي في مجال العلاقات العامة والمستشار الإعلامي لعدد من المؤسسات الدولية ، ورئيس مجلس إدارة سمارت فيوتشر على ما تفضلت به ، ونتمنى لك التوفيق والسداد ، كما نتمنى فعلاً أن تشرق شمس المعرفة على عالمنا العربي ليقتنع بأهمية وجدوى هذا التخصص والمسار .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة