حُبّي لها جعلني أسيرُ تَحْتَ المطرِ

تاريخ النشر: 26/10/17 | 17:39

ألحّت عليّ صديقتي ذات زمن ولّى وفي مساء ماطرٍ أن أذهب لشراء علبة دخانها المفضّل، فسرتُ تحت وابلِ المطر، وكنتُ أرتجف من شدّة البرْدِ، وتمزّقتْ الشّمسية التي كنتُ أحملها من هبوبِ الرياح القوية، فرميتها في أقرب حاوية، وتابعت سيري حتى وصلتَ إلى الدُّكّانِ، لكن الدكان كان مغلقا، ووجدت ورقة على بابه وكتب فيها ه بأن أحد أقارب صاحب الدُّكّان توفى، فتذمّرتُ حينها، وسرتُ تحت المطر المجنون إلى دكّانٍ آخر، وحينما دخلتُ إلى داخله والمياه كانت لحظتها تسرسح من على ملابسي في مشهدٍ بدا كارثيا، وسألت صاحب الدُّكّان عن الدُّخانِ المراد شرائه، فردّ البائعُ للأسف يا أستاذ، لقد نفذ للتوّ، فمددت يدي إلى جيبي وتناولتُ الموبايل بعصبية، واتصلتُ بالصديقة المستدفئة تحت اللحاف، وقلتُ لها: لا يوجد من سجائركِ يا حبيبتي، فقالت: اشترِي أيّ علبةِ سجائر تكون قريبة من سجائري، فأعطاني البائع علبة سجائر من النوع الفاخر، ودفعتُ له ثمنها، وعدتُ بخطوات مجنونة، رغم أن المطرَ لم يتوقف في ذاك المساء، وحينما دنوتُ من الجسرِ الذي يوصل إلى بيتي رأيته منهارا من شدّة السيول، ووقفتُ هناك تحت المطر ِمندهشا، وقلتُ ماذا سأفعل؟ كيف سأعود، فالطريق الأخرى بعيدة، وبعد لحظات توقّفتْ سيارة بجانبي، وكانت تقودها امرأة، وفتحت زجاج نافذة سيارتها، وقالت لي: اصعد سأوصّلكَ إلى البيت، فأنتَ مبلل تماما، فجلستُ بجانبها وشكرتها، وقالتْ: ما الذي يخرجكَ في جوّ كهذا، فقلتُ لها بأن صديقتي أرغمتني على الذهاب لشراء علبة سجائر لها، فقالت يبدو بأنك تحبّها كثيرا ولهذا خرجت، فهززت رأسي المبلل، وقلت لها: بلى، إنني أحبّها، ولأجل حبّي لها خرجتُ أسير، تحت المطر، وحينما وصلتُ إلى البيتِ شكرتُ تلك المرأة، وفتحتُ باب منزلي بسرعة ونزعتُ ملابسي المبللة، وأتتْ صديقتي، وقالتْ لقد تأخّرتَ، فقلتُ لها: ما حدثَ معي، لكنني لم أجْرُؤْ على القولِ بأن امرأةً أوصلتني إلى البيت، فهل الحب جعلني أخرج وأسير تحت المطر، رغم أنني ما زلتُ أحاول إقناعها لكي تكفّ عن التدخينِ، لكنْ دون جدوى..

عطا الله شاهين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة