وَجَنى الحَبيبِ إِلى الحَبيبِ حَبيبُ

تاريخ النشر: 23/10/17 | 12:50

وَجَنى الحَبيبِ إِلى الحَبيبِ حَبيبُ
مَأْنوسُ حَرْفِكَ لِلصُّداعِ طَبيبُ.. وَصِفاتُ حَرْفِكَ لِلثَّباتِ غُروبُ

وَهُبوبُ وَحْيِكَ بِالبَيانِ حِكايَةٌ.. فَوْقَ الظُّنونِ، وَذو الظُّنونِ مَعيبُ

وَمَقولُ قَوْلِكَ حَجَّةٌ لَمْ تُنْتَقَضْ.. وَمَقولُ قَوْلِ القائِلينَ عُيوبُ

وَغَزالُ روحِكَ في كِناسِ مَقيلِهِ.. وَظُبا ظِباكَ تَغَزُّلٌ وَنَسيبُ

تُجْري خُيولَكَ في السَّديمِ بِلا وَنى.. وَخُيولُ غَيْرِكَ في السَّرابِ تَلوبُ

تَشْتارُ شَهْدَ الفِكْرِ في ميقاتِهِ.. وَزَكاتُهُ لِلسَّائِلينَ غُروبُ

وَرُؤاكَ سَهْمٌ نافِذٌ لا نافِدٌ.. يُرْدي طَرائِدَهُ وَلَيْسَ يَخيبُ

وَيَشُكُّها في جَرْيِها فَيُحيلُها.. شِلْوًا عَلى شِلْوٍ دَهَتْهُ خُطوبُ

تَجْري العُقولُ بِكُلٍّ فَجٍّ تَجْتَني.. وَتَجوبُ أَصْقاعَ السَّما وَتَؤوبُ

لَقِحَتْ مَحامِلُها وَزُوِّجَ بِكْرُها.. وَجَنى الحَبيبِ إِلى الحَبيبِ حَبيبُ

فَيُقيمُ أَهْلُ الذِّكْرِ في أَثْنائِها.. وَيَقومُ أَهْلُ الفِكْرِ حَيْثُ يَطيبُ

عَرَبِيَّةٌ شابَتْ نَواصي شانِئٍ.. نَفَراتِها وَخَبا وَلَيْسَ تَشيبُ

كَمُلَتْ مَحاسِنُها وَأَنْفُ حَسودِها.. رَغِمٌ وَأَنْفُ الشَّامِتينَ تَريبُ

لَمْ يُعْيِها خَطْبٌ وَلا خُطَبٌ وَلا.. خَضَعَتْ لِذي قَوْلٍ وَعَيَّ خَطيبُ

مَنْ سامَها خَسْفًا يُسامُ بِمِلْثِهِ.. فَيَعودُ مَفْرِيًّا فَرَتْهُ نُيوبُ

وَتَظَلُّ رَوْضَةَ عاشِقٍ لَمْ تُقْصِهِ.. عَنْ ثَغْرِها رَغْمَ البِعادِ دُروبُ

وَيَظَلُّ عاشِقُها صُداعَ دَواجِنٍ.. حِظَرَ الغَريب فَما لَهُنَّ هُروبُ

نُكُدِ الحَظيرَةِ لَوْ تُصَبُّ دِماؤُهُمْ.. دونَ الخِيانَةِ ما يَشُذُ نَخيبُ

لَوْ يُسْأَلونَ خِيانَةً لَتَسابَقوا.. وَلَدى الكَرامَةِ عَزْمُهُمْ يَعْسوبُ

أَوْ يُسْأَلونَ رِغالَةً طاروا لَها.. وَعَلى الرِّغالِ العَيْنِ لا تَثْريبُ

فَخِيارُهُمْ كَخِيارِهِمْ قَدْ أَقْفَروا.. مِنْ كُلِّ خَيْرٍ رامَ حَتَّى الذِّيبُ

شعر: محمود مرعي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة