فرص ثمينة للمرأة المسلمة

تاريخ النشر: 03/11/17 | 6:52

أختي المسلمة: أسألك سؤالاً بسيطاً وعليك الإجابة بصراحة متناهية:
س: هل يقوى جسدك على النار؟

ج: لقد أحسنت يا أختاه، بالطبع لا، والله لا يقوى!!

إذاً لماذا لا تتقين النار التي حرارتها أضعاف أضعاف نار الدنيا حرارة ولهيباً. وما بالك تتقين حرارة الدنيا التي سرعان ما تزول وتندمل وتشفين منها – حتى و لو كان ذلك حرقاً بسيطاً – ولا تتقين حرارة الآخرة والعياذ بالله منها. كأنني أراك إذا وضعت يدك على قدر النار ترجعينها و تقينها بقطعة قماش، فلتعتبري يا أخية ( الأعمال الصالحة ) هي بمثابة قطعة القماش تلك لتتقين بها حرارة نار يوم القيامة.

نعوذ بالله من عذاب النار، ونسأله الجنة مع الأبرار.

وإليك يا أخية عشر نصائح ولنتفق على تسميتها (فرص ثمينة):

الأولى:

احرصي على أداء الصلاة في وقتها – وفقك الله – وبإتقان وحرص على أدائها بخضوع وتدبر وعدم السهو عنها، قال الله تعالى: {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ}.. [الماعون : 4 – 5]. فلم يقل الذين لا يصلون. بل يصلون وهم ساهون عنها، متى ما فرغوا من أشغالهم وأهوائهم أدوها ساهون عنها… والويل: واد من أودية جهنم نعوذ بالله منه.
فأنت مسئولة عن صلاتك يوم القيامة فإن صلحت صلح عملك كله، وإن فسدت فسد سائر العمل، فلماذا تضيعين جهدك هباء منثوراً؟ واغتنمي أربعاً قبل أربع: حياتك قبل مماتك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك، وفراغك قبل شغلك، قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم: «لاتزول قدم ابن آدم يوم القيامة حتى يُسئل عن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه، وفيما أنفقه، وعن عمره فيما أفناه»
.
الثانية:

احرصي على صلاة الفجر ووقتي المنبه (الساعة) كما توقيتها عند حاجتك الدنيوية، أيقظي من حولك، وخاصة زوجك وأبناؤك وجميع محارمك، لكي تأخذي أجرهم، اصبري ولا تتهاوني، وثابري واحتسبي الأجر والثواب من الله عز وجل.

الثالثة:
احرصي – وفقك الله – على أداء السنن الرواتب فهي لا تأخذ منك كثيراً، واحتسبي الأجر من الله عز وجل، وقومي بركعتين قبل صلاة الفجر، وركعتين ثم ركعتين قبل صلاة الظهر، وبعدها كذلك ركعتين لقوله صلى اللّه عليه وسلم : «من صلى قبل الظهر أربعاً وبعدها أربعاً حرم الله وجهه عن النار».. [رواه أحمد والترمذي]، وبعد صلاة المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين، فتصبح مجموع ركعات السنن الرواتب ( 12 ) ركعة لقوله صلى اللّه عليه وسلم: «مامن عبد يصلي لله تعالى كل يوم إثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير فريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة» «أو بُنى له بيت في الجنة».. [رواه مسلم].
ومن النوافل الكثير والكثير كصلاة الوتر، وأقله ثلاث ركعات قبل منامك ركعتين، ثم ركعة واحدة،اطلبي من الله عز وجل كل ما ترجينه في الدنيا والآخرة. ولا تنسي صلاة الضحى فإنها فضيلة وفي وسعك أن تصلي من ركعتين إلى ما شاء الله. فهذه الصلوات تزيد درجاتك، و تثقل ميزانك يوم القيامة، و تكفر عنك سيئاتك يوم لا ينفع مال و لا بنون.
قال الله تعالى: {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيراً يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرَّاً يَرَهُ}.. [الزلزلة : 7 – 8].

السنن والرواتب:

وقت صلاة السنة : قبل الفجر ركعتين، وقبل الظهر أربع ركعات، وبعد الظهر ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد العشاء ركعتين.

الرابعة:

احرصي على الأذكار المأثورة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في كل وقت، والدعاء واللجؤ إلى الله كلما ضاق بك أمر، ولا تلجئي لأي مخلوق،والجئي لرب العباد وحده القادر على أجابتك، وعليك تحري أوقات الإجابة، فمنها ثلث الليل الأخير، فإن الله تعالى ينزل في الثلث الأخير و يقول «هل من داع فأستجب له، هل من سائل فأعطيه» . وكذلك ساعة الإجابة في يوم الجمعة وتحريها حتى وقت الغروب، وبعد كل أذان وعند كل صلاة.فلماذا تضيعين تلك الفرص من بين يديك وفقك الله ورعاك؟

الخامسة:

احرصي بارك الله فيك على الصيام لتنالي الأجر والمثوبة من الله، وطهري نفسك من الذنوب، وابتعدي عن الصيام المحرم.
الصيام المستحب:
1 – صيام يوم الإثنين والخميس.
2 – صيام أيام البيض من كل شهر 15،14،13.
3 – صيام يوم عاشوراء 10 محرم.
4 – صيام يوم عرفة 9 ذو الحجة لغير الحاج.
5 – صيام ستة أيام من شوال.
الصيام المحرم:
1 – صيام يوم الجمعة منفرداً أو يوم السبت منفرداً.
2 – صيام يوم الشك (قبل دخول رمضان).
3 – صيام يوم العيد (الفطر، الأضحى).
4 – صيام أيام التشريق 11، 12، 13من ذي الحجة.

السادسة:

احرصي على أداء واجباتك على أكمل وجه فإنك مسؤلة عنها وأدي واجباتك نحو والديك وزوجك وأبنائك وبيتك، قال الرسول صلى اللّه عليه وسلم: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».. [رواه البخاري ومسلم].

السابعة:

احرصي على الستر، وتستري – سترك اللّه بالإيمان – عند خروجك من منزلك بعباءتك فاجعليها ساترة من رأسك وحتى أخمص قدميك، وقاطعي كل عباءة جديدة تُخرج المرأة من عفتها وحجابها، واستري وجهك بغطاء ثقيل بحيث ترين ولا يراك أحد، ومن اتقى اللّه أعانه.
ولا تلبسي القصير والضيق والبنطال وابتعدي عن التشبه بالرجال ونساء الكفار، ولا تفسخي الحياء فإن الرسول صلى اللّه عليه وسلم كان أشد حياء من العذراء في خدرها، كما وأنك أيتها الأم مسؤولة عن بناتك عند خروجهن بالقصير أو البنطلون وقد تجاوزن مرحلة الطفولة، ولا تعوديهن ذلك في مرحلة الطفولة لأن من شب على شيء شاب عليه، وصعب التخلص منه حال الكبر.

الثامنة:

ابتعدي عن التعطر عند خروجك من المنزل فقد ورد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: «أيما امرأة خرجت من بيتها متعطرة، ومرت بالرجال لعنتها الملائكة». فاتقي الله وفقك الله ورعاك، فمن اتقى الله كفاه ووفاه.

التاسعة

ابتعدي – طهرك الله – عن سماع الغناء، ولا تغرسي ذلك في أبنائك، فإن عذابه شديد ولا يجتمع غناء وقرآن، فالغناء من الشيطان والقرآن من الله، وقد روي أنه لما أسري بالرسول صلى اللّه عليه وسلم: «رأى أناساً يعذبون ويصب في آذانهم الرصاص الساخن» فسأل ما بالهم؟ فقالوا: «هؤلاء سامعي المزمار» (أي أهل الغناء) فمن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه، نسأل الله من فضله.

العاشرة:

تذكري أختاه أننا في هذه الدنيا عابرون فهي دار ممر وليست بدار مقر، وعندما تذكرين ذلك وتتذكرين أننا كلنا إليه راجعون وميتون.. فذلك يجعلك أكثر حرصاً على تقواه وطاعته، فأين الأحباب والأقارب والأصحاب؟! هم السابقون ونحن اللاحقون جمعنا الله وإياكم في جناته. هذا والله أعلم، ونسأل الله القبول.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة