هي طريقي ..!

تاريخ النشر: 15/10/17 | 9:42

هي طريقي ..!
يوسف جمّال- عرعرة
هي طريقي ..
لن تقدر ان توقف مسير فيَّ
عقارب الزمان
ولا تقدر ان تصادر مني
مفاتيح المكان
فأنا هنا منذ أن غرَّدت العصافير
وبدأت الأكوان
وسأبقى هنا حتى تغيب البواكير
عن فجر بيسان
ويتوقف البحرعن حكاية الأساطير
عن عكا والأزمان
**********
هي طريقي ..
لا تقدر ان تمحو عن أشواكها
قطر دمي
ولا عن عطر فرحة أزهارها
بسمة فمي
ولا عن رمل كثبان بيدائها
أثر قدمي
ولا عن أشواك ألواح الصبّار
عذاب ألمي
***********************
هي طريقي..
طويلة تمتد الى ما بعد الأفق
وترتفع عالياً الى ما بعد الشفق
من التراب والى التراب أعود
لأنبت قمحاً من جديد
ومع الشمس أعود بعد الغياب
لأنشدها مع طيرها الغريد
أدفن أمواتي وانثر حفنة التراب
على تصلِّب دمعي العنيد
وانزل لأغني أغنيات الإياب
مع فرح أم لطفلها الوليد
*********************
هي طريقي ..
ممر للعصافير المهاجرة
تقف ضيفة على راحتي كفوفي
فأقاسمها نبعي وخبز رغيفي
وغنائها يصير طربي وأليفي
كانوا هنا ..
ورحلوا ..
*******************
هي طريقي ..
كانت ..
ممراً للعابرين الى الشمال
وَرَدوا عذب ماء عيونها
أكلوا من فطير زعترها
قيَّلوا تحت ظلِّ خروبتها
سمعوا حداء موال رعاتها
كانوا هنا ..
ورحلوا ..
***********************
هي طريقي ..
كانت ..
ممراً لنشر أنوار دعوات الأنبياء
بشروا فيها بتعاليم رسالات السماء
بنوا فيها المعابد وصوامع الأتقياء
كانوا هنا …
ورحلوا ..
************************
هي طريقي ..
كانت ..
ممراً لكل معتد قاهر جبار
خلف وراءه الموت والدمار
واغتال الزعتر وزهر الصبّار
وحول أرضنا الخضرا الى قفار

كانوا هنا ..
ورحلوا ..
********************
هي طريقي ..
لا تنام إلا في أحضان يديَّ
لا تحمل إلا من رحيق صُلبيَّ
لا تحلم إلا في ليالي جفنيَّ
لا تستطيع منها نزع قدميَّ
كانوا هنا ..
ورحلوا ..

يوسف جمّال- عرعرة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة