ثوري سيّدتي فالثّورة أنثى

تاريخ النشر: 23/09/17 | 14:02

ألم يحنِ الوقت لكيما يرحل عنّا النظام الأبويّ- البطرياركيّ المستبدّ ؛ هذا النظام الموروث والمقيت والذي ينادي بفوْقيّة الذّكوريّة وحقّها في الهيمنة والتسلّط وفرض الذات بالقوّة .
ألم يحنِ الوقت لكيما نصرخ بوجه ما يُسمّى ” شرف العائلة” : ” أتركنا بسلام .. طر الى غير رجعة ، فقد أضحيتَ غير مرغوب بكَ بين ظهرانينا.
ألم يحنِ الوقت – وأنا الذي لطالما ناديت بالتروّي والسّكينة والمحبّة – ألم يحنِ الوقتُ للقيام بثورة نسائية عارمة ضد مَن تُسوّل له نفسه القيام بالقتل أيّا كان نوعه ومصدره وخاصة قتل المرأة ، مهما كانت الظروف والحالات والحيثيّات…. عالمين ومتيقنين أنّ كلمة ثورة هي أنثى لغةً وتعبيرًا كما الانتفاضة. فقد طفح الكيل ولم يعد في قوس صبرنا من مُنزع، فالظّلم استشرى ، والاستبداد تمادى وليس هناك من يقول بصوت واضح جهوريّ : كفى.
كثيرُا ما تراودني قصة المرأة الزانية التي امسكت بذات الفعل والتي جاؤوا بها الى السيّد المسيح ليحكم عليها بالرجم …جاؤوا بها ولم يجيئوا بالزاني ّ: فقال لهم : ” من منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر..
فانسحب الجميع ولم يبق أحد سواها فنظر اليها قائلا : ألم يُدنْك أحد؟ فقالت لا يا سيّدي فقال لها : ولا أنا أدينك . أذهبي ولا تخطئي أيضًا.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو : هل الزّنى مقصور على النساء ؟ وإلّا فأين الشريك الذي مارس هذه الفعلة السيئة؟!
لا يغرَّنَك كلامي ، فأنا أمقت الأباحية وأرفض الزّنى ، بل وأنادي بالشَّرَف ..والرحمة..نعم الرحمة.
ثمّ مَن قال أن الشُّبهات حقائق وأن الشكوك يقين ، وحتّى وإن ثبت الأمر فهذا لا يُعطي لانسان أيًّا كان أن يأخذ روح انسان آخَر .
ألم يسمعوا بمصطلحات : الارشاد ، الوعظ ، التبكيت ، التصحيح ، التجبير ، التوبة والرجوع عن الخطأ ، لملمة الجروح .
لا اعرف كم جريمة قتل ارتكبها مجتمعنا العربي البائس في هذه السنة بحقّ النساء تحت ستار ” شرَف العائلة” ولكنني اعرف انه عدد كبير يندى له الجبين خجلًا..
ثوري سيّدتي ، لا تنتظري عوْنًا من أحد ، لا منّي ولا من غيري .
ثوري وازرعي التّلال والوديان والجبال صُراخًا وامتعاضًا وتأفّفًا وقديمًا قالوا : ” لا يحكّ جلدك مثل ظفركَ ، فتولَّ أنت جميع أمركَ”
ثوري سيّدتي على عاداتنا الشّرقيّة المقيتة ولا تستسلمي ، ولا تهادني ، ولا تفاوضي فمثل هذا الحقّ هو مُقدّس غنته السّماء سيمفونيةً أزليّة.
فالحياة من فوق ولا يأخذها إلّا هذا الفوق..
ثوري فالثورة أنثى!!.

زهير دعيم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة