إلى التي تذوبُ شَوقا ً إليّْ

تاريخ النشر: 15/09/17 | 5:59

قرأتُ قصيدَتكِ الأشْعَلتْ لواعِجَ قلبي وروحي وَحِسِّي
شعرتُ أنا أنتِ فيها … وأنَّكِ نفسي
فتعكسُ كلَّ مشاعرنا … عشقنا والغرامْ
تجَسِّدُ واقعَنا والأماني يُؤَجِّجُهَا الشَّوقُ والحُبُّ ثمَّ الهيامْ
وَمُترَعَة ٌ بالشَّذا والندَى والحَنانْ
ستبقى لقلبي ماءً زلالا ً وَشَهدَا
وترنيمة َ الفجر ِ والفُلِّ والأقحُوَانْ
تذوبينَ أنتِ … تموتينَ فيهَا حنينا ً وَشَوقا ً إليّْ
كأنَّ مسَارَ حياتِكِ … دُنياكِ … كلَّ المُنى في يَدَيْ
تذوبينَ شوقا ً … تمنيتِ أنَّكِ بينَ ذراعي …
… تذوبينَ فوقَ زنودي وبينَ يدَيّْ
تقولينَ : ما عِشتِ عُمرَكِ إلا َّ لأجلي …
وما كانَ عِطرُكِ … ما كانَ شَهدُكِ ، تسريحة ُ الشَّعر ِ إلا َّ لأجلي
وَحُبُّكِ … شِعرُكِ … فنُّكِ … ما كانَ إلا َّ إليّْ
فيا مَنْ ضياءَ عُيوني ستبقى وفجري وشمسي
حديثَ هيامي وَخَفقِي وَهَمْسِي
تقولينَ : كم فيكِ من رَغبَاتٍ ومن نزواتٍ وَهيهاتَ تهدأ إلا َّ
على طرُقي أنا وحدي ، فأطفؤُها في يدَيّْ
فكم هّزَّنِي الشِّعرُ … حَرَّكَ فيَّ المَشَاعرَ والرُّوحَ … كلَّ الكِيَانْ
أنا دونجوانُ النساءِ وفارسُ عصري وهذا الزَّمانْ
أنا عَالِمٌ في تضاريسِكِ الأنثويَّهْ // وكلِّ لواعِجِكِ العاطفيَّهْ
وَكلِّ مُيُولاتِكِ الشَّبَقِيَّهْ // وَكلِّ خَرائِطِكِ الجَسَديَّهْ
فكم كنتِ تخفينهَا كمْ أنوثتكِ الصَّارخَهْ
كبركان ِ نار ٍ أمامي ُتؤَجَّجْ
ففيكِ الأنوثة ُ والرَّغَباتُ كم تتوَهَّجْ
تريدينني أنتِ لو كانَ هذا بأيِّ ثمَنْ
لأنَّني الشَّبابُ وإنِّي الجَمالُ وَرَمزُ الرُّجولةِ والعُنفوانْ
صُمُودي وَبَأسِي تحَدَّى الدُّهُورَ وفاقَ العُصُورْ وَمُنزَرعٌ في ترابِ بلادي // تشبَّثتُ بالأرض ِ كالصَّخر ِ كالسّندِيانْ
لأنِّي الشَّذا والنَّدَى والأقحُوانْ // وفارسُ كلِّ الحِسَانْ
وَحارقُ قلوبِ العذارَى ، وَحُلمُ جميع ِ النّساءْ
وكم كنتِ في عرشِكِ الأنثويِّ مثالَ الشُّمُوخ ِ
وَصَاحِبة َ التاج ِ والصَّولجَانْ
تضيئِينَ كلَّ شُموع ِ غُرُوركِ ، تيهًا ، وَزَهوكْ
ظننتِ بأنَّكِ كلُّ الدُّنى // ولا مجدَ غيرُكِ يَسْمُو
… يُطاولُ أطرافَ مَجْدكْ
وكنتِ تفوقينَ كلَّ النساءِ … وحتى الرِّجالْ
صُمودًا وعزمًا وبأسًا … وفكرًا يفوقُ الخيالْ
ولكن أمامي فلا شيىءَ يعلو …ولا شيىءَ يسمُو
سوى قامتي تشرئِبُّ … تعانقُ هامَ الجبالْ
كأنَّكِ “عشتارُ ” في كلِّ زينتِها وأناقتِهَا … وَيُسَربلُها النورُ والسِّحرُ ثمَّ الدَّلالْ
ومنها تفوحُ الطُّيوبُ … أريجُ زهورُ الرُّبَى والتلالْ
جمالُكِ يا مُنية َ القلبِ قد فاقَ كلَّ جمالْ
تميَّزتِ أنتِ وَفقتِ جميعَ ذوَاتِ الحِجَالْ
وَرُغمَ وقاركِ … رُغمَ سَنائِكِ .. رُغمَ عِنادِكِ أنتِ تريدينني ، كمْ
تمَنَّيتِ منِّي الوصالْ
وكم أنتِ تخفينَ شهوتكِ العارمهْ
وَمَا كنتُ أثيرُهُ فيكِ من رغبَاتْ
ولكن أمامي فهيهاَت …. هَيْهَاتْ
فمَا من فتاةٍ أوِ امرأةٍ عرفتني وَأرسَلْتُ ضوئي عليهَا
وَسِحريَ إلا َّ انحَنتْ في خُشُوع ْ
أضاءَتْ لأجلي الشُّمُوعْ //
وقد بخَّرَتني بأغلى طُيوبٍ وَندٍّ
وَصَلَّتْ لأجلي كما قد تُصلِّي لربِّ السَّما في ركوعْ
معي فاستعَادَتْ طقوسَ أنوثتِهَا وخصوبتها … كلَّ أطيافِ أيَّامِها الغابراتْ
وَعَادَتْ لهَا كلُّ أحلامِهَا … والمَطامحُ والأمنياتْ
وَما قد مَضى من سُباتْ // وَأحْيَيْتُ فيَّ الحَياةْ

 شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة