الكسوف العظيم

تاريخ النشر: 21/08/17 | 9:37

وفق علماء الفلك والمتخصصين في علوم الفضاء ورصدها، وهذا يعتبر علمًا وله قواعده وأسسه وهو ليس تخريصًا ولا تنبؤات، فإن يوم الإثنين يشهد حدوث كسوف كُلّي للشمس، هذا الكسوف سيحوّل نهار كثير من المناطق في العالم إلى ليلٍ مدة ساعة ونص ولكن تأثيره الأكبر سيكون على الولايات المتحدة الأمريكية حيث أنّ شروق الشمس فيها يكون مظلمًا معتمًا، وأن القمر يومها يسمى القمر الأسود لتأثيره على الشمس وحجبها عن الأرض وتحويله نور الشمس وضياءها إلى عتمة وسواد، ولذلك فقد أطلقوا عليه الكسوف.
لن أذهب إلى ما قاله عالم الفلك الأمريكي ديفيد ميد المتخصص في الجمع بين نصوص الكتاب المقدس الأمريكي الكبير والظواهر الكونية والذي نقلت عنه صحيفتا الديلي ميل والاندبندت من أن هذا الكسوف الكبير سيكون نذير شؤم وتحدث عن نبوءات وأهوال كثيرة لن أذكرها لأنها من علم الغيب الذي لا يعلمه إلا الله سبحانه، والفارق كبير بين الدراسات العلمية وبين النبوءات.
ولن أذهب كذلك إلى ما راح يتداوله الكثيرون هذه الأيام من المسلمين عن علاقة هذا الكسوف الكبير بظهور الإمام المهدي وعن الروايات التي وردت عن كسوف لم يسبق له مثيل وعن ظلمة في السماء تسبق هذا الظهور، وأترك هذا الأمر لأصحاب الشأن ثم للايام تبدي لنا حقيقة هذه الأقوال والتفسيرات أو عكس ذلك.
ولكن الذي أذهب إليه ودون علاقة بين تزامن هذا الكسوف الأكبر مع حريق الأقصى الكبير، ولا مع محرقة الغوطة الكبرى حيث أن الخسوف والكسوف آيتان من آيات الله لا يكونان لموت أحد أو حياته كما بيّن ذلك النبيّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه يوم مات ابنه إبراهيم ويومها وقع كسوف للشمس، فقال بعض الصحابة أن الشمس كُسفت حزنًا لموت إبراهيم، فنفى النبي صلى الله عليه وسلم لما ذلك.
وإنما لا بد من التأكيد على أن كسوف الشمس مهما طال واشتدت العتمة فحتمًا ولا بد أن تعود الشمس إلى سابق اشراقها وستزول العتمة، وتشرق الدنيا من جديد، تتلألأ أنوارها ويعم ضياؤها.
إن الطيور إذا كسفت الشمس وجاءت العتمة، فإنها بفطرتها تأوي إلى الأعشاش لكنها لا تنام، لأنها تفرق بين عتمة المساء والليل، و عتمة الكسوف ثم لا تلبث بعد انقشاع العتمة أن تغادر أعشاشها تزقزق وتطرب السامعين بجمال صوتها.
إن ما يقع على الأمة الإسلامية الآن من ظلم وقهر وظلام فإنه ليس نومًا ولا يقظة بعده، ولا هو موت ولا حياة بعده، وإنما هي حالة كسوف فيها غابت شمس الإسلام قليلًا، لكنها حتمًا وقريبًا ستعود إلى اشراقها .

الشيخ كمال الخطيب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة