أمسية تكريمية للأديب كمال إغبارية في حيفا

تاريخ النشر: 03/08/17 | 14:52

لبى العديد من الناشطين الثقافيين والأصدقاء والمهتمين بالأدب دعوة نادي حيفا الثقافي لأمسية تكريم وإشهار كتب الكاتب كمال حسين اغبارية ابن قرية مصمص، (الاتجاه المشاكس) (عطر الظرابين) و( مزامير إسراطينية) . ورحب رئيس النادي المحامي فؤاد مفيد نقارة بالمكرم وبالحضور ثم دعا زميله المحامي حسن عبادي ليفتتح الأمسية فأهل بدوره بالحضور ثم هنأ مجمع اللغة العربية في الناصرة وبإنشاء منتديات ثقافية في البلدان العربية أسوة بنادي حيفا الثقافي داعيا لنشر الثقافة في البلدان الأخرى ومعربا عن استعداد النادي لمد يد العون في هذا الشأن.أعلن بعدها عن أمسيات النادي المقبلة داعيا الجميع للمشاركة فيها.

تولى عرافة الأمسية المهندس والناشط الثقافي نادر سروجي فبعد أن قدم كلمته دعا للمداخلات فكانت الكلمة للناقد الأدبي د. منير توما حيث تناول كتاب (الاتجاه المشاكس)، الذي ترك انطباعا لديه أن الكاتب إنسان مستنير الذهن والأفق، واسع التعبير، لا يخاف لومة لائم فانطلق انطلاقة متحررة في نقد مجتمعنا المحلي. فبرز من خلال صفحات كتابه حانقا على ممارسات بعض الأمور الملتوية في مجتمعنا، يعبر عن آراء ومواقف لا يحيد عنها. وتابع د. توما حول شعور الأديب بكثير من الأسى حول مسألة تقدم الغير ومراوحة العرب مكانهم ويشير إلى ذلك بأمثلة مشوبة بالسخرية من جانب وبالألم من جانب آخر. ويستعرض نقاط يجب اتباعها للتخلص من الفساد والتخلف المستشري في مجتمعنا مؤكدا على أهمية تنمية التفكير العلمي والعقلاني وتشجيع التحليل والإبداع بدلا من الاتباع. وتحرير العقل من الخزعبلات. وأن نترك للآخرين قيمهم التي لا تناسبنا ونأخذ منهم ما فيه خير لنا.
وفي وصفه لواقعنا العربي أن الطامة الكبرى ليس في تخلفه وجهله فقط إنما أنه يكابر وينكر ذلك، فهو جهل مُركّب، يجهل الانسان فيه جهله مرتبطا فيه ومؤمنا أن هذا الحق والصواب.


أما عن أسلوب الكاتب، فتابع د. توما أن الكاتب يوظف الأسلوب الساخر الطريف وخفة الظل ويؤكد من خلال كتابه أن مقومات الإبداع لا تتأتى إلا بحرية التعبير ويرى أن مفاتيح التقدم تتركز في التعامل مع العقل المنفتح النيّر.وختم أن الكاتب كمال حسين مفكر تنويري ليبرالي يقدم لنا في كتابه مادة فكرية وطنية تنويرية هامة.قدم بعدها الأستاذ الشاب رأفت آمنة جمال قصيدة لعمه كمال حسين من كتابه (أراجيز فلسطينية).تلته د. كلارا سروجي شجراوي في مداخلة قدمتها حول كتاب (عطر الظرابين) بموضوع انتفاضة الصعلوك على شيخ المشايخ. فالعنوان يهدي القارئ إلى التناقض الموجود في الأنظمة العربية فالظربان هو حيوان رائحته كريهة. يكشف النص عقل العربي أمام سيده الظربان الأعظم.إن الخط العام الذي يغلب على معظم نصوص الكاتب هو الألم والغضب والحرقة لضياع القيم الأخلاقية في مجتمعنا العربي. تتسم كتابته بالنقد اللاذع للواقع العربي مستخدما لغة مكثفة تبدو فجّة قاسية وناقمة.يستخدم الكاتب مفاتيح فكرية مقَنّعة وينتهك أفق توقع القارئ عندما يشن حربا على شيخ مشايخ الصوفية والمتصوفين بادعاء أنهم موالين للحكام العرب. ويلقي باللائمة على الأنظمة العربية التي ساهمت في بيع فلسطين لليهود.مناقضا لفكرة أن الاحتلال والظلم مقدر من عند الله ! فيتحدث عن بلاد قمعستان وحلقات الذكر ويعتبر الانتفاضة الفلسطينية شكلا من أشكال التمرد على الظربانية إذ تنكروا لدونيتهم. ولا وجود للعدالة في مجتمع الظرابين.لكنه يترك المجال مفتوحا في نهاية النص لأمل قد يتحقق في المستقبل.وختمت أن كلمات الشاعر سميح القاسم “منتصب القامة أمشي.. مرفوع الهامة أمشي..” قد ألهمت الكاتب في كتاباته.

دعي بعدها إلى المنصة لتقديم درع التكريم كل من الأستاذ حنا أبو حنا، الناشطة الثقافية خلود فوراني سرية والسيدات سوزي نقارة وسميرة عبادي.وبدوره عبر كمال حسين عن شكره للقيمين على نادي حيفا الثقافي على هذه اللفتة المباركة وللحضور وأشاد بالدور الوطني والحس القومي للعائلة مستشهدًا بأبيات من شعر أخيه الراحل راشد حسين “سنفهم الصخر إن لم يفهم البشر أن الشعوب إذا هبت ستنتصر …” وألقى بعضًا من أشعاره وندّد بالدور الذي يجب على أبناء شعبنا اتخاذه في صراعه للبقاء وفي طريقه للحياة الكريمة. بقي أن نذكر أن أمسيات النادي تقام برعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني-حيفا.

‫3 تعليقات

  1. الاخ كمال اغباريه.
    للنجاح اناس يقدرون وللابداع اناس يحصدونه
    اليك يا من سبق في ركب العلم والتعليم اليك يا من بذلت ولم تنتظر العطاء فانت اهلا”للشكر والتقدير ولك مني كل الثناء

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة