من كان باكيًا

تاريخ النشر: 08/08/17 | 2:31

بلغ عمرَ بن عبد العزيز أن رجلاً من أصحابه توفي ، فجاء إلى أهله ليعزِّيهم فيه ، فصرخوا في وجهه بالبكاء عليه ، فقال : مه ، إن صاحبكم لم يكن يرزقكم ، وإن الذي يرزقكم حيّ لا يموت ، وإن صاحبكم هذا لم يسدّ شيئاً من حُفركم ، وإنما سدّ حفرة نفسه ، ألا وإن لكل امرئٍ منكم حفرة لا بدّ والله أن يسدها .
إن الله عزَّ وجلَّ لما خلق الدنيا حكم عليها بالخراب ، وعلى أهلها بالفناء ، وما امتلأت دارٌ خُبْرَةً[1) إلا امتلأت عِبْرَةً ، ولا اجتمعوا إلا تفرقوا ، حتى يكون الله هو الذي يرث الأرض ومن عليها ؛ فمن كان منكم باكياً فليبك على نفسه ، فإن الذي صار إليه صاحبكم كل الناس يصيرون إليه غدا .

شرح الكلمات:

([1]) الخُبْرَة : من معانيها : ما قدِّم من شيء ، وما يشتريه الرجل لأهله من طعام ، والثريدةُ الضخمة الدسمة . ولعل المراد : كثرة المال المفضي إلى الغفلة عن الآخرة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة